المفتي: التطرف ليس دينيا فقط.. من يُبدد ويُدلس في الدين باسم التنوير متطرف أيضا

أكد الدكتور نذير محمد عياد مفتي الديار المصرية على ضرورة النظر إلى ظاهرة التطرف بمعناها الأوسع، مشيراً إلى أن التطرف لا يقتصر على التطرف الديني، بل هناك التطرف الفكري أيضاً. في لقاءٍ مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج “مساء دي إم سي” مساء الخميس، أكّد أن التطرف في الدين وتصويره بشكلٍ ينحرف عن جوهره الحقيقي هو نوعٌ من التطرف. وأضاف: “من يُشوّه الدين ويُزيّفه ويُزيّفه تحت ستار التنوير هو أيضًا متطرف”. وأوضح أن أكاذيب أولئك الذين استخدموا الدين “كأداة لتحقيق أهدافهم” ومصالحهم الشخصية ستنكشف قريبا أمام وعي الناس وتجاربهم الحياتية. واستشهد بحالة “التدين الزائف” التي ابتليت بها الأمة لفترة، وكانت نتيجة “التقليد الأعمى والتقليد، وقلة العقل والوعي”. وقال: “المؤمن عاقل بصير، فلا يقلد أحدكم أحدًا، فيقول: أنا مع الناس، فإن أحسنوا أحسنت، وإن أساءوا أسأت. بل عودوا أنفسكم على الخير إذا أحسن الناس، وإن أساءوا اجتنبوا شرهم”. ويعتقد أن الأسباب المباشرة للتطرف الديني تكمن في “القراءة الانتقائية” للنصوص الدينية وفي الأفكار المسبقة التي تقود المتطرفين إلى الاعتقاد بأن “رأيهم هو الصحيح وكل شيء آخر خاطئ”. واستذكر النهج الفكري للفيلسوف والعالم الإسلامي ابن رشد، الذي اشترط على كل من يتعامل مع قضايا الشريعة الإسلامية ويناقشها أن يمتلك صفتين أساسيتين: “الذكاء والعدالة”، والتي فسرها بأنها “الموضوعية واختيار الحقيقة من جميع المذاهب”.