انفراجة مرتقبة في سوق الأسمنت مع تحركات حكومية لضبط الإنتاج والأسعار

منذ 4 ساعات
انفراجة مرتقبة في سوق الأسمنت مع تحركات حكومية لضبط الإنتاج والأسعار

وزير الصناعة يجتمع مع المصنعين ويمنح الشركات مهلة لإعادة تشغيل خطوط الإنتاج المعطلة. وينتظر المصنعون قرار هيئة المنافسة في يوليو/تموز المقبل. وارتفعت الأسعار منذ بداية العام بنسبة 54%، لتصل إلى 4250 جنيهاً مصرياً للطن.

ويتوقع السوق المحلي حدوث انفراجة في قطاع الأسمنت الذي ارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، لتصل إلى 54% منذ بداية العام.

علمت الشروق من مصادر مطلعة أن كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل، اجتمع بشركات الأسمنت الأسبوع الماضي لبحث أزمة نقص المعروض وارتفاع الأسعار. وتتوقع الشركات انخفاض الأسعار مجددًا مطلع يوليو المقبل.

وارتفعت أسعار الأسمنت بشكل مطرد منذ بداية العام، حيث زادت بنسبة 54% في ستة أشهر فقط، ليصل متوسط سعر الطن خارج المصنع إلى 4250 جنيهاً مصرياً، مقارنة بـ2750 جنيهاً مصرياً في بداية العام.

وبحسب مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن تسعة خطوط إنتاج على الأقل لمادة الأسمنت تم إغلاقها بشكل متعمد منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما أدى إلى نقص حاد في إمدادات السلع في السوق المحلية وارتفاع أسعارها بشكل يومي.

وبحسب مصادر فإن الوزير أعطى شركات التصنيع مهلة بضعة أسابيع لإعادة تشغيل خطوط الإنتاج المعطلة قبل إلغاء تراخيصها الصناعية ومنحها لمستثمرين جدد.

وكان عدد من التجار قالوا لـ«الشروق» في وقت سابق إن ارتفاع أسعار الأسمنت حالياً يعود إلى الممارسات الاحتكارية للشركات المصنعة، التي تصدر 70% من إنتاجها على حساب السوق المحلية.

وقال أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية المصرية، لـ«الشروق»، إن مصانع وشركات الأسمنت استغلت قرار جهاز حماية المنافسة الصادر عام 2021، والذي سمح لها بخفض الإنتاج، ما تسبب في ارتفاع الأسعار من 600 إلى 800 جنيه إلى المستوى الحالي.

وبحسب الزيني، يبلغ سعر طن الأسمنت حاليًا للمستهلك النهائي حوالي 5000 جنيه مصري، رغم أن مواد الإنتاج تُصنع من مواد خام محلية كالرمل والحجر. وتوقع الزيني انخفاض أسعار الأسمنت في السوق المحلية مجددًا بدءًا من الشهر المقبل، بعد اجتماع وزير الصناعة مع الشركات المصنعة. وأشار إلى أن التوجه الحالي هو التراجع النهائي عن قرار جهاز حماية المنافسة وتخفيف قيود الإنتاج على الشركات.

وبحسب عدد من خبراء الصناعة، فإن الطاقة الإنتاجية لشركات الأسمنت العاملة في السوق المحلية تصل إلى 100 مليون طن سنوياً، في حين أن الاستهلاك المحلي خلال فترات الذروة لا يتجاوز 50 مليون طن.

في منتصف يوليو 2021، وافق جهاز حماية المنافسة المصري على طلب 23 شركة إسمنت في مصر بخفض طاقتها الإنتاجية مؤقتًا. وسيتم تجديد هذا القرار سنويًا.

علمت الشروق الشهر الماضي من مصادر حكومية أن جهاز حماية المنافسة وافق على تعليق التخفيض المُقرر في الطاقة الإنتاجية لشركات الأسمنت لمدة شهرين، من أول مايو إلى نهاية يونيو. ويرجع ذلك إلى ارتفاعات قياسية في أسعار هذه المادة الأساسية في قطاع مواد البناء.

وقال مصدر كبير في شركة أسمنت كبرى إن ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة جاء بسبب زيادة الطلب وتزامنا مع استئناف نشاط البناء في مصر بعد سنوات من الركود.

وقال المصدر لـ”الشروق” إنه نتيجةً لزيادة الطلب على الأسمنت في الأشهر الأخيرة، أصبحت الشركات مُلزمة، بموجب قرار من جهاز حماية المنافسة، بالالتزام بحصة إنتاجية محددة لكل مصنع. ولذلك، أوقف الجهاز هذا القرار في مايو/أيار من العام الماضي، للسماح للشركات بتلبية احتياجات السوق المحلية.

وأشار إلى أن حصص التصدير لم تؤثر على حجم المعروض في السوق المحلية، موضحاً أن الكميات المصدرة كانت خارج الحصة التي حددتها هيئة المنافسة.

وأضاف المصدر: “تنتظر الشركات حاليًا قرار هيئة المنافسة في يوليو”. وقد طلب المصنّعون من وزير الصناعة تجديد القرار ورفع الإيقاف. ويجري حاليًا مراجعة هذا القرار في إطار الجهود المبذولة لحماية المصانع والمستهلكين المحليين.

وأوضح أن الإسمنت مادة خام لا يمكن تخزينها لأكثر من شهر، ما يعني أن المصانع ستتكبد خسائر مالية فادحة إذا أنتجت كميات كبيرة من هذه المادة الخام دون تلبية الطلب. وتابع: “بعض المصانع تتكبد خسائر بسبب هذه المشكلة، وستستمر هذه الخسائر على مدى السنوات الخمس المقبلة”.

وأضاف أن المصانع عانت من ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج خلال الفترة الأخيرة، حيث تستورد الشركات أكثر من 80% من احتياجاتها الإنتاجية، باستثناء الرمل والحجر فقط. كما يتم استيراد قطع الغيار والفحم وأكياس التغليف ومواد أخرى سنويًا.

من المتوقع انخفاض أسعار الأسمنت بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، مع استمرار هيئة المنافسة في فرض إيقافات التشغيل وفتح المنتجين لحصصهم، مما سيؤدي إلى زيادة المعروض خلال الفترة المقبلة.


شارك