الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من دمار واسع في منشآت إيران النووية

منذ 5 ساعات
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من دمار واسع في منشآت إيران النووية

غروسي: تعرّضت فوردو لهجماتٍ مُدمّرةٍ للتحصينات. نتوقع أضرارًا جسيمة في أجهزة الطرد المركزي.

ولم تسلم أصفهان ونطنز أيضًا من القصف الأميركي، حيث تم استهداف منشآت تحويل اليورانيوم وتخزين المواد المخصبة.

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي يوم الاثنين إن الضربات العسكرية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط تهدد بانهيار نظام منع الانتشار النووي العالمي ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية واستئناف المفاوضات.

في بيانٍ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلن غروسي أن الهجمات على منشآت نووية إيرانية رئيسية تُشكل تهديدًا غير مسبوق لأمن المنشآت النووية في المنطقة. وشدد على أن “العنف والدمار قد يصلان إلى أبعادٍ لا تُصدق إذا لم تُستأنف القنوات الدبلوماسية”.

وقال جروسي إن “إيران وإسرائيل والشرق الأوسط بحاجة إلى السلام”، مؤكدا أن استئناف المفاوضات ومنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية خطوات أساسية لتجنب التصعيد.

وأضاف أن الوكالة تلقت رسالة من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بتاريخ 13 يونيو/حزيران، أشار فيها إلى أن إيران ستتخذ “تدابير خاصة لحماية معداتها وموادها النووية”. ثم أبلغ غروسي إيران بمتطلبات الإبلاغ الإلزامي لأي نقل للمواد النووية من منشأة إلى أخرى داخل البلاد بموجب اتفاق الضمانات، وأعرب عن استعداده لتقديم المساعدة الفنية في هذا الصدد.

– أضرار جسيمة في فوردو ونطنز وأصفهان

وفقًا للوكالة، صرّح غروسي بأن موقع فوردو، المُستخدم لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، قد تعرّض لأضرار ظاهرة، بما في ذلك حفر ناجمة عن استخدام ذخائر خارقة للتحصينات. ومع ذلك، لم تتمكن الوكالة بعد من تقييم الأضرار تحت الأرض، مما يشير إلى “ضرر كبير لحق بأجهزة الطرد المركزي الحساسة”.

وفي أصفهان، تعرضت مبان أخرى، بما في ذلك منشآت تحويل اليورانيوم ومداخل أنفاق لتخزين المواد المخصبة، لهجمات بصواريخ كروز، حسبما أكدت الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بمنشأة نطنز، أكد غروسي أن منشأة تخصيب الوقود تعرضت أيضًا لهجوم بذخائر خارقة للتحصينات، استنادًا إلى تأكيد الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن إيران أبلغت الوكالة بأنه لم يتم رصد أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج هذه المنشآت، وأن الوضع في المنشآت الأخرى لم يتغير منذ التقرير الأخير للوكالة، ولم ترد أي تقارير عن وقوع هجمات أخرى منذ صباح الأحد.

أكد غروسي أن مفتشي الوكالة ما زالوا في إيران، وهم على استعداد للقيام بالمهام اللازمة فور التوصل إلى اتفاق مع طهران. وأشاد بتعاون السلطات الإيرانية في تسهيل الإجراءات الأمنية لحماية الموظفين. كما شكر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالات الأمن التابعة للأمم المتحدة على دعمها.

– دعوة لضبط النفس

وفي كلمته، أشار جروسي إلى القرارات السابقة للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي حظرت الهجمات المسلحة على المنشآت النووية، وأشار إلى أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى “إطلاق إشعاعات مشعة ذات عواقب مدمرة تتجاوز حدود الدولة المستهدفة”.

وحذر من أن التصعيد العسكري لا يهدد حياة البشر فحسب، بل يُعرقل أيضًا جهود التوصل إلى حلول دبلوماسية. وأكد أن السبيل الوحيد لضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية والحفاظ على فعالية نظام منع الانتشار هو العودة إلى طاولة المفاوضات.

الوكالة مستعدة لتولي دور الوسيط.

أعرب غروسي عن استعداده للسفر إلى إيران فورًا والعمل مع جميع الأطراف لحماية المنشآت النووية وضمان الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية. وأكد أن الوكالة “مستعدة لإرسال خبراء في السلامة والأمن النوويين إلى إيران، بالإضافة إلى مفتشي السلامة الموجودين حاليًا”.

اختتم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كلمته أمام المجلس قائلاً: “لن نكون أكثر أمانًا إذا امتلكت المزيد من الدول أسلحة نووية”. وأكد أن مهمة “الذرة من أجل السلام” أنقذت ملايين الأرواح، وأن هذه المؤسسة الدولية لا تزال أداةً موثوقةً لبناء الثقة والعمل الجماعي، حتى في أحلك الأوقات.

هاجم ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشدة الوكالة، مؤكدًا أنها لم تعد تؤدي واجباتها بفعالية. وقال إن الإجراءات العدوانية الأخيرة تُمثل انتهاكًا للأعراف الدولية، وإن القصف الأمريكي لمنشآتنا النووية سيُلحق أضرارًا بيئية جسيمة. وأضاف أن لإيران الحق في الدفاع عن نفسها ومصالحها بكل الوسائل.

وفي هذا السياق، صرح المتحدث باسم مجلس الشورى الإسلامي أن البرلمان يدرس مشروع قانون لتعليق تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردا على ما اعتبره سلوكا غير مهني من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وبحسب وكالة أنباء مهر الإيرانية، أكد محمد باقر قاليباف خلال جلسة برلمانية اليوم الاثنين أن البرنامج النووي الإيراني سلمي.

وفي إشارة إلى فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية التي تحرم تطوير واستخدام الأسلحة النووية، قال ظريف: “إن إيران لا تنوي الانخراط في أنشطة نووية غير سلمية، لكن العالم رأى بوضوح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشلت في الوفاء بالتزاماتها وأصبحت في الواقع أداة سياسية”.

وقال قاليباف إن البرلمان الإيراني يدرس حاليا مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما لم تحصل طهران على ضمانات ملموسة وقابلة للتحقق بشأن التزام الوكالة بالسلوك المهني والحياد.


شارك