“الصين الآن يمكنها مواصلة شراء النفط من إيران”.. ماذا يعني منشور ترامب؟

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال”، بعد أيام قليلة من إصداره الأمر بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية: “يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران، ونأمل أن يكون بكميات كبيرة من الولايات المتحدة”. أثار هذا تساؤلات حول أهمية هذا المنشور وتأثيره على أسواق النفط.
قال الدكتور حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول والطاقة، لموقع ايجي برس، إن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السماح للصين بشراء النفط الإيراني، ربما يشير إلى رفع محتمل للعقوبات المفروضة على إيران.
وأضاف عرفات أن هذا يشير إلى زيادة المعروض العالمي من النفط الخام وبالتالي انخفاض الأسعار خلال الفترة المقبلة.
أوضح عرفات أن إيران تُصدّر نفطها بشكل غير مباشر عبر وسطاء، وخاصةً الإمارات العربية المتحدة. وللتحايل على العقوبات، تلجأ إيران إلى أساليب مثل تغيير بلد المنشأ أو استخدام حاويات من دول أخرى، مما يُجبرها على البيع بأسعار أقل من السوق العالمية.
أشار عرفات إلى أن التحول نحو الصادرات الرسمية والمباشرة – كما يوحي تصريح ترامب – سيعني أن إيران ستتمكن من بيع نفطها بأسعار السوق العالمية دون قيود. وهذا سيضع ضغوطًا إضافية على الدول الأخرى المنتجة للنفط، وخاصةً أعضاء أوبك، الذين قد يضطرون إلى خفض الإنتاج للسماح لإيران بالعودة رسميًا إلى السوق.
أشار عرفات إلى أن انضمام إيران رسميًا إلى أوبك سيؤدي إلى إعادة توزيع حصص الإنتاج بين الدول الأعضاء، مما قد يؤثر سلبًا على حصص دول الخليج. كما ستعاني الإمارات العربية المتحدة من تعليق عمولات عبور النفط الإيراني عبر أراضيها.
وأكد عرفات أن المستفيد الأكبر من هذا التحول المحتمل هو إيران، التي قد تحقق ثلاث مزايا رئيسية: أولاً، يمكنها البيع بسعر السوق العالمية، وثانياً، يمكنها تجنب البيع بسعر أقل بسبب عدم قانونية البيع.
وأوضح أن الميزة الثانية هي انتفاء الحاجة إلى إجراءات التهرب الضريبي، وعدم فقدان العمولات للوسطاء. أما الميزة الثالثة فهي استعادة الدولة لموقعها الرسمي داخل أوبك، ما يعني امتلاكها حصة إنتاجية واضحة.
وأوضح عرفات أنه إذا تم ترجمة الإعلان الأميركي إلى إجراءات ملموسة ودخل حيز التنفيذ فإنه سيجبر أوبك على الاجتماع ودراسة ومناقشة الأمر.
يُمثل النفط الإيراني حوالي 13.6% من مشتريات الصين من النفط هذا العام. ويُمثل انخفاض أسعار البراميل شريان حياة للمصافي المستقلة التي تعاني من ضغط هامش الربح. ويُمثل النفط الأمريكي 2% فقط من الواردات الصينية، كما أن الرسوم الجمركية التي فرضتها بكين بنسبة 10% على النفط الأمريكي تُثني البلاد عن شراء المزيد، وفقًا لرويترز.
اقرأ أيضاً:
“غاز مصر” توضح أسباب انفجار خط الغاز الطبيعي في منطقة أسوان السيل.
بعد تراجع عالمي.. هل تنخفض أسعار القهوة في مصر؟
لماذا تراجعت البورصة المصرية أكثر من بورصات دول الصراع قبل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟