أزمة سماد في السوق الحُرة.. ارتفاع 33% في الأسعار ومخاوف من شلل زراعي مع استمرار توقف المصانع

منذ 5 ساعات
أزمة سماد في السوق الحُرة.. ارتفاع 33% في الأسعار ومخاوف من شلل زراعي مع استمرار توقف المصانع

سببان: نقص حاد في الأسمدة في السوق المفتوحة… وارتفاع الأسعار بنسبة 33% خلال أسبوع. الدجوي: 40% من استهلاك الأسمدة يعتمد على السوق الحرة. رئيس جمعية المزارعين: ارتفاع الأسعار لن يؤثر على الحصاد.. والمزارعون هم الخاسر الأكبر

 

وقال مسؤولان بالقطاع الزراعي إن السوق المحلية تعاني من نقص حاد في الأسمدة، ما دفع سعر الطن إلى 28 ألف جنيه في تعاملات أمس، مقارنة بـ21 و22 ألف جنيه في بداية الشهر.

وقال المصدران لـ”الشروق” إن اختفاء الأسمدة من السوق يعود إلى توقف الشركات عن الإنتاج منذ منتصف الشهر الجاري، متوقعين استمرار ارتفاع الأسعار خلال الأيام المقبلة في حال استمرار هذه المشكلة.

أعلن منتجو الأسمدة، يوم 13 يونيو/حزيران، عن توقف كامل للإنتاج واستئناف خطط الصيانة السنوية لمصانعهم، وذلك بعد انقطاع كامل لإمدادات الغاز في الولاية.

وقال عمر الدجوي، الأمين العام لجمعية تجار وموزعي الأسمدة المصرية، إن الأسعار ارتفعت بنحو 33% هذا الأسبوع، تزامناً مع زيادة الطلب على المادة الخام الكيميائية ووصول موسم الزراعة الصيفية في النصف الثاني من شهر يونيو.

وأضاف الدجوي أن المشكلة الأكبر التي يواجهها القطاع ليست ارتفاع الأسعار، بل نقص الأسمدة. وتابع: “المتاجر شبه فارغة، وإن وجدت، تُباع لمن يدفع أعلى سعر”.

ورغم نقص الأسمدة في السوق السوداء، بحسب الدجوي، فإن المنتج متوفر لدى التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة بسعر 4500 جنيه مصري للطن.

وأشار إلى أن 40% من استهلاك الأسمدة محلياً يعتمد على السوق الحرة التي تعاني من نقص المعروض وارتفاع الأسعار، فيما لا تغطي التعاونيات سوى 60% من احتياجات المزارعين من المواد الكيميائية.

من المتوقع أن تواجه التعاونيات نقصًا كبيرًا في الأسمدة المدعومة خلال الفترة المقبلة في حال استأنفت الحكومة إمداد المصانع بالغاز. وأشار إلى أن الكميات المتوفرة حاليًا تُعدّ مخزونًا احتياطيًا لبعض المؤسسات العامة، وقد تنفد في أي وقت.

في منتصف الشهر، فعّلت وزارة البترول والثروة المعدنية خطة طوارئ وُضعت مسبقًا لإعطاء الأولوية لإمدادات الغاز الطبيعي. وتنص هذه الخطة على وقف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الصناعات، مع زيادة استهلاك الديزل في محطات الكهرباء إلى أقصى حدّ متاح.

مع ذلك، أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي أن أزمة إمدادات الغاز التي تؤثر على بعض المصانع ستُحل بنهاية يونيو/حزيران مع تشغيل ناقلات جديدة. إلا أن الموعد النهائي قد يكون أقرب في حال إيجاد حل بديل.

يُشكل الغاز الطبيعي المكون الرئيسي لإنتاج الأسمدة، حيث يُمثل أكثر من 85% منها. تشتري المصانع المحلية الغاز بسعر مدعوم قدره 5.75 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لإنتاج الأسمدة للسوق المحلية. ويُورّد الجزء المُصدّر وفقًا لصيغة تسعير تحددها الحكومة.

تُلزم الحكومة مُنتجي الأسمدة المحليين بتسليم 55% من إنتاجهم إلى التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة بسعر 4500 جنيه مصري للطن كدعم للمزارعين. ويُطرح 10% إضافية من الإنتاج في السوق المحلية، بينما تُصدر نسبة 35% المتبقية.

يقول حسين عبد الرحمن إن ارتفاع أسعار الأسمدة لن يؤثر على أسعار المنتجات الزراعية، ويعزو ذلك إلى أن تسعير المنتجات الزراعية يتحدد فقط بناءً على العرض والطلب.

وفي تصريحاته لصحيفة الشروق، صرّح عبد الرحمن بأن المزارعين هم الخاسر الأكبر في هذه الأزمة، لا سيما أن ارتفاع أسعار الأسمدة إلى مستوياتها الحالية أدى إلى زيادة كبيرة في تكاليف الإنتاج. ومع ذلك، قد يضطر المزارعون في بعض الحالات إلى بيع محاصيلهم بخسارة.

ويتوقع أن تنخفض أسعار الأسمدة إلى مستويات ما قبل الأزمة مطلع الشهر المقبل، شريطة أن تستأنف المصانع الإنتاج. وأضاف: “لن يستغرق الأمر سوى بضعة أيام حتى يمتلئ السوق مجددًا”.

وفي عام واحد فقط، حدثت نحو ثلاثة انقطاعات في إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة، مما كان له تأثير سلبي على أحجام الصادرات.

وفي يونيو 2024، أوقفت الشركات الإنتاج مؤقتًا بسبب نقص إنتاج الغاز في مصر وزادت عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى ثلاث ساعات.

وفي مايو/أيار الماضي، كشف مصدر كبير في صناعة الأسمدة لصحيفة الشروق أن الحكومة أبلغت المصانع والشركات بتعليق إمدادات الغاز بنسبة 100% لمدة أسبوعين بسبب أعمال الصيانة الدورية في خط أنابيب تصدير الغاز الإسرائيلي.


شارك