بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان “بداية جديدة وأمل جديد”، وذلك تزامناً مع بداية العام الهجري الجديد.
وأكدت الوزارة أن الهدف من الخطبة هو التوعية بأهمية تجديد الأمل واستقبال العام الجديد بتفاؤل. أما الخطبة الثانية، فقد حذّرت من مخاطر الإدمان، ودعت إلى بداية جديدة مليئة بالقوة والعافية.
عن نص الخطبة:
الحمد لله العزيز الحميد القوي المجيد. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. من شهد بذلك فهو مبارك. الحمد لله الذي هدا العقول بعجائب حكمته، ووسع الخلق بعظيم بركاته، وخلق الكون بعظمة تجلياته، وأرسل الهدى لأنبيائه ورسله. أشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع منزلته، وأكرمنا به، وجعلنا من عباده. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
مع فجر عام هجري جديد، نبعث إليكم برسالة أمل وبشارة بمستقبل مشرق. أصدقائي الأعزاء، تفاءلوا، فأيامٌ مليئة بالخير والبركات في انتظاركم. املؤوا قلوبكم بالأمل، فالأمل منارة الروح ووقود العزيمة، وهو النور الذي يُمكّننا من النهوض بعد كل سقوط، ومحاولة جديدة بعد كل فشل، محققين قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ نَجْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ نَجْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾.
أيها الأحباء، افرحوا، فهذا العام الجديد كفجر جديد يشرق علينا بنوره وبركاته. فهل نستقبله بقلب واعٍ وعزيمة متجددة؟ ماذا لو علمنا أن كل من بلغ القمة قد واجه ألمًا وعثرات؟ ماذا لو كانت محنة اليوم مفتاح سعادة الغد؟! ألم تروا كيف انتقل النبي الكريم من الشدة إلى الفرج؟ ألم تعلموا أن تأخير الرزق قد يجلب خيرًا نجهله؟ إنما أخركم ليتقدم بكم، وأنتم على هداية قول الله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}. لا يغلب العسر فرجان.
يا عباد الله، الأمل دافعٌ للمثابرة في الحياة، وأداةٌ للنجاح في مواجهة الشدائد. إنه ليس شعورًا عابرًا، بل فنٌّ يتطلب قوة إرادة، وعملًا دؤوبًا، وتفكيرًا إيجابيًا. التفاؤل ليس فكرةً عابرةً، بل مبدأٌ عمليٌّ يتطلب إيمانًا عميقًا بالله، والتزامًا حتى في أصعب الظروف، وصبرًا، وثقةً بوعوده. تذكروا قول الله تعالى: لا تحزن، الله معنا
كن مع الله تجده معك. اجعل كل تحدٍّ فرصة، وكل عقبة سلمًا للصعود. اجعل عقلك مصنع أمل، ويديك أدوات بناء. استلهم من سيرة نبيّك صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يحب الفأل ويكره التشاؤم. قال أبو هريرة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الخرافة».
وأنت أيها التعيس الذي يخشى المستقبل، لا تيأس. توجه إلى باب ربك واطلب، فإن الله يعطيك أكثر مما ترجو. سيتحول حزنك إلى فرح، وضيقك إلى فرج، وألمك إلى شفاء. أحسن الظن بربك، فمن كان يظن أن من حاصر وطُرد سيقف يومًا ما فاتحًا غالبًا بين أكثر من مائة ألف من أصحابه، فيقول لهم: “ما ترونني فاعلًا بكم؟” قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: لا ذنب عليكم اليوم. يغفر الله لكم، إنه أرحم الراحمين.