وزير خارجية إيران: أمامنا عدة خيارات للرد في إطار حقنا في الدفاع عن أنفسنا

منذ 4 ساعات
وزير خارجية إيران: أمامنا عدة خيارات للرد في إطار حقنا في الدفاع عن أنفسنا

سنحمي إيران من العدوان العسكري الأمريكي والإسرائيلي. نحن ندين بشدة العمل العسكري العدواني الأمريكي ضد إيران. ليس هناك جدوى من مطالبة إيران بالعودة إلى الدبلوماسية.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده عازمة على حماية إيران من “العدوان العسكري من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وقال ظريف هذا التصريح، الأحد، خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول بتركيا، عقب الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد عراقجي أن إيران تدين بشدة “العملية العسكرية الأميركية العدوانية” ضد منشآتها النووية.

وأضاف أن بلاده “في وضع عدواني ويجب علينا الرد حسب الضرورة والحاجة في إطار حقنا في الدفاع عن النفس”.

وتابع: “إيران لديها الحق القانوني والمشروع في الدفاع عن نفسها في إطار ميثاق الأمم المتحدة والأحكام ذات الصلة، وستتخذ كافة الإجراءات اللازمة”.

“لدينا عدة خيارات.”

وفيما يتعلق بطبيعة رد إيران على العدوان الأميركي الأخير، قال عراقجي ببساطة: “لدينا عدة خيارات”، مشيرا إلى أن إيران ستواصل حماية سيادة شعبها وأراضيها وأمنها “بكل الوسائل”.

وأضاف: “لقد أثبتت الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما ليستا من دعاة الدبلوماسية وأنهما لا تفهمان إلا لغة التهديد”.

ووصف عراقجي الهجوم الأميركي على المنشآت النووية لبلاده بأنه “انتهاك مؤلم وغير مسبوق” لمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وأكد أن المسؤولية الكاملة عن هذا “العمل غير القانوني والخطير” تقع على عاتق الحكومة الأميركية، كما حمل واشنطن مسؤولية عواقب وآثار الهجوم.

وأضاف أن الهجوم “أظهر مرة أخرى مدى عداء الحكومة الأميركية تجاه الشعب الإيراني المسالم”، لكنه أكد أن إيران لن تتنازل عن سيادتها.

واتهم أيضا واشنطن بـ”خيانة” العملية الدبلوماسية بشن هجوم أثناء المفاوضات الدبلوماسية الجارية.

وقال إن الحكومة الأميركية “لم تترك أي خط أحمر (لإيران) دون أن تكسره”، وأن أكبر وأخطر هذه الخطوط هو الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وشدد على ضرورة إبقاء باب الدبلوماسية مفتوحًا دائمًا، مضيفًا: “لكن الوضع مختلف اليوم. لا جدوى من دعوة إيران للعودة إلى الدبلوماسية، لا سيما في ظل العدوان الذي تواجهه”.

وأشار إلى أن إيران تواصل بالفعل المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه جاء إلى اسطنبول قادما من جنيف حيث أجرى محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني مع الثلاثي الأوروبي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس.

وفي رده على سؤال حول موقف روسيا من التطورات الأخيرة، أعلن الوزير الإيراني نيته السفر إلى موسكو غداً الاثنين للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.

وأشار إلى إدانة بوتين للهجوم الأميركي على المنشآت النووية في إيران.

ووصف روسيا بأنها “صديقة لإيران، وهناك شراكة استراتيجية بين البلدين”، مضيفا: “نحن نتشاور مع بعضنا البعض باستمرار وننسق مواقفنا بشكل مستمر”.

وحول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الهجمات الأمريكية المستقبلية ضد إيران ستكون أشد إذا لم تقبل السلام، قال عراقجي إن هذا “تهديد واضح وعلني”.

– اتهامات “كاذبة”

وأكد أن الاتهامات الموجهة لبلاده بشأن برنامجها النووي “كاذبة وغير دقيقة”، مشيرا إلى أن طهران تزعم منذ ما يقرب من عقدين من الزمن أن برنامجها النووي يخدم أغراضا سلمية، وستواصل الحفاظ على هذه الطبيعة السلمية.

ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة واستنكار موقف الحكومة الأميركية وتهديداتها تجاه إيران.

ودعا أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية الأخرى إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة وحاسمة ضد هذا الانتهاك للقانون الدولي”.

ودعا الوزير الإيراني مجلس الأمن الدولي إلى إدانة الحكومة الأميركية بسبب هذه “الممارسات العدوانية” ومحاسبتها على انتهاك القانون الدولي.

وحذر من أن استمرار صمت العالم تجاه مثل هذا الانتهاك من شأنه أن يغرق العالم في خطر وفوضى غير مسبوقة.

كما دعا عراقجي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التحقيق في الأدلة التي قدمتها إيران بشأن الأطراف التي تدعم هذه الحرب ضدها. وحثّ مجلس إدارة الوكالة على عقد اجتماع طارئ عاجل للوفاء بالتزاماته القانونية ومناقشة الهجوم الأمريكي على إيران.

وأكد أن كافة المنشآت النووية في إيران تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

– جهود الوساطة

وأكد عراقجي أنه يجب استخدام الوسائل الدبلوماسية دائما ووقف العدوان على بلاده من أجل استئناف الدبلوماسية.

وردا على سؤال عما إذا كان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، قد اتصل به بعد العدوان الأميركي، قال عراقجي إنه أجرى في السابق محادثات غير مباشرة مع ويتكوف وأن سلطنة عمان توسطت فيها.

وأوضح أن المحادثات توقفت بعد الهجمات الأميركية، لكن الأخبار الواردة من الولايات المتحدة لا تزال ترد عبر قنوات مختلفة، وخاصة من سلطنة عمان.

وفي معرض رده على قدرة تركيا على لعب دور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، أشار عراقجي إلى أنه أجرى محادثات مهمة ومثمرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت.

وأضاف أنه أجرى أيضا محادثات في إسطنبول مع ممثلي بعض دول المنطقة، مضيفا: “بعض دول المنطقة، مثل تركيا، مستعدة للتوسط لمنع هجمات إسرائيل والنظام الصهيوني على إيران”.

صباح الأحد، انضمت الولايات المتحدة إلى العدوان الإسرائيلي على إيران. وأعلن الرئيس دونالد ترامب عن هجوم “ناجح للغاية” على ثلاث منشآت نووية في إيران: منشآت فوردو، ونطنز، وأصفهان.

وقال ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال” إن الطائرات الأميركية أسقطت “حمولة كاملة من القنابل” على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل أن تغادر المجال الجوي الإيراني بسلام.

منذ 13 يونيو/حزيران، تشن إسرائيل هجومًا على إيران، مستهدفةً منشآت نووية وقواعد صواريخ وقادة عسكريين وعلماء نوويين. ردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة على الأراضي الإسرائيلية، مُمثّلةً بذلك أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.


شارك