المجلس العراقي للسلم والتضامن: القصف الأمريكي لإيران استهتار سافر بميثاق الأمم المتحدة

أدان مجلس السلام والتضامن العراقي، الأحد، الغارة الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدا أنها تمثل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة.وقال المجلس في بيان: “شنت الولايات المتحدة، بناءً على أوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدوانًا عسكريًا على ثلاث منشآت نووية في إيران صباح الأحد، حيث شنت غارات جوية مكثفة على المنشآت في فوردو ونطنز وأصفهان. ولم يكن هذا الهجوم سوى حلقة أخيرة في سلسلة من الاعتداءات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية، وانتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية والقانون الدولي، وتجاهلًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة وجميع الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة”.وأضاف المجلس: “لا يُفهم هذا التصعيد الأمريكي إلا في سياق دعمه المباشر للعدوان الإسرائيلي المستمر على إيران، والذي بدأ يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران، ويستمر متجاهلاً كل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار. إن ما نشهده اليوم هو حرب عدوان سافرة، تُشن بذرائع واهية، وفق منطق الهيمنة والابتزاز، متجاهلةً بشكل صارخ حق الشعوب في الأمن والسيادة”.وتابع: “نعلن معارضتنا الجذرية للحرب، وإدانتنا الأخلاقية، وإدانتنا لنهج احتكار العنف وفرض الأجندات السياسية من خلال القنابل والموت”. أكد مجلس السلام والتضامن العراقي: “إن العدوان المستمر يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة مستقلة، وخرقًا متكررًا للشرعية الدولية، وترسيخًا لسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة المسلحة بدلًا من الحوار والتفاوض. ولا يمكن عزل هذا العدوان عن السياسة التوسعية لإسرائيل، التي لم تكتفِ بمحاصرة غزة وتدميرها أو قصف سوريا ولبنان، بل تسعى الآن إلى نشر نيران الحرب في المنطقة بأسرها، سعيًا وراء مصالحها الاستراتيجية ومصالح حلفائها، وزرع الفوضى والانقسام”.اعتبر المجلس أن محادثات السلام في منطقتنا لن تكون ذات مصداقية إلا إذا اعترفت بالحقوق الوطنية الكاملة للشعب الفلسطيني، وخاصةً إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس. كما أن وقف المجازر المستمرة في غزة وتقديم المسؤولين عن الجرائم ضد السكان المدنيين للعدالة شرطان أساسيان لحل عادل وحقيقي. وشدد المجلس أيضاً على أن القضية النووية لا ينبغي أن تقتصر على إيران، بل ينبغي أن تشمل أيضاً، وبنفس القدر من الثبات، الترسانة النووية الإسرائيلية، التي ظلت خارج السيطرة الدولية لعقود من الزمن، وعوملت بصمت غير مبرر من قبل المجتمع الدولي.كما أدان مجلس السلام والتضامن العراقي الانتهاكات المستمرة للسيادة العراقية، وخاصةً الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي العراقي من قبل طائرات الاحتلال. ونعتقد أن معالجة هذا التهديد الأمني والسياسي تبدأ بإعادة بناء النظام السياسي العراقي القائم على المواطنة والكفاءة والعدالة، ومكافحة الفساد، وإلغاء نظام المحاصصة الذي جزّأ القرار الوطني وفتح الباب أمام التدخل الأجنبي.ودعا المجلس الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لوقف هذا التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. كما دعا نشطاء السلام ومناهضي الحرب، وجميع أحرار العالم، إلى القيام بدورهم الأخلاقي والإنساني في مواجهة هذا العدوان، ومعارضة سياسة الإفلات من العقاب التي تُشكل غطاءً للعدوان والانتهاك.