شبكة تلفزيون الصين العالمية: الولايات المتحدة تكرر في إيران خطأها بالعراق

إن الشرق الأوسط عبارة عن فسيفساء معقدة من التحالفات والعداوات والصراعات بالوكالة.

لقد أثبت التاريخ مرارا وتكرارا أن التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط أدت إلى عواقب غير متوقعة.

حذرت وسائل إعلام رسمية صينية يوم الأحد من أن الحكومة الأميركية تكرر في إيران “الخطأ” الذي ارتكبته في غزو العراق عام 2003.

جاء ذلك في تعليق لشبكة الصين العالمية للتلفزيون (CGTN) على الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان فجر اليوم.

وذكرت الشبكة في مقال على موقعها الإلكتروني أن الولايات المتحدة “لجأت إلى الحرب لإنهاء الصراع بين إسرائيل وإيران”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل “نقطة تحول خطيرة في الشرق الأوسط الهش بالفعل”.

وأكدت أن الشرق الأوسط عبارة عن “فسيفساء معقدة من التحالفات والعداوات والصراعات بالوكالة”.

وأشارت إلى أن الهجمات الأميركية على المنشآت النووية والبنية التحتية العسكرية الإيرانية “قد تثير ردود فعل انتقامية ليس فقط من إيران ولكن أيضا من حلفائها ووكلائها في المنطقة، مما قد يؤدي إلى إشعال فتيل حرب إقليمية أكبر”.

وأشارت إلى أن التاريخ أثبت مراراً وتكراراً أن التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط أدت إلى عواقب غير متوقعة، مثل الصراعات الطويلة الأمد وعدم الاستقرار الإقليمي.

وتابع المذيع: “في عام ٢٠٠٣، غزت الولايات المتحدة العراق بناءً على معلومات استخباراتية مزورة. فماذا كانت النتيجة؟ لقد أدى تدخل واشنطن إلى كارثة، وأغرق المنطقة في الفوضى والصراع الطائفي”.

وأضافت: “بعد 20 عاما من الاحتلال، لا يزال العراق يفتقر إلى حكومة مستقرة ويعاني من صعود الميليشيات وغيرها من المشاكل التي فشلت أميركا في حلها”.

وتساءلت: “هل ترتكب إدارة دونالد ترامب الآن نفس الأخطاء، ولكن هذه المرة في إيران، التي تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة العراق؟”

وفي الختام، أكدت أن الحوار والمفاوضات لا يزالان ممكنين، وأن هذا هو “الأمل الوحيد للاستقرار في الشرق الأوسط والعالم”.

دخلت الولايات المتحدة صباح الأحد حرب إسرائيل ضد إيران عندما أعلن الرئيس دونالد ترامب عن هجوم “ناجح للغاية” على ثلاث منشآت نووية في إيران: المنشآت في فوردو ونطنز وأصفهان.

وقال ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال” إن الطائرات الأميركية أسقطت “حمولة كاملة من القنابل” على فوردو ونطنز وأصفهان قبل أن تغادر المجال الجوي الإيراني بسلام.

وفي منشور لاحق، قال ترامب إن “منشأة فوردو انتهت”، في إشارة إلى تدمير المنشأة النووية الإيرانية.

منذ 13 يونيو/حزيران، تشن إسرائيل عدوانها على إيران، مستهدفة المنشآت النووية، وقواعد الصواريخ، والقادة العسكريين، والعلماء النوويين.

وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على عمق إسرائيل، مما أدى إلى أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.