خبراء بيئة: أزمة المناخ أكبر من الأرقام.. و300 مليار دولار لا تكفي دون كفاءات وعدالة

منذ 6 ساعات
خبراء بيئة: أزمة المناخ أكبر من الأرقام.. و300 مليار دولار لا تكفي دون كفاءات وعدالة

أعلنت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن تنفيذ المساهمات الوطنية المحددة لمصر لمكافحة تغير المناخ سيتطلب تمويلًا يزيد عن 300 مليار دولار بحلول عام 2030. وأكدت أن هذا الرقم يعكس حجم التحديات التي تواجه الأمن الغذائي والمائي في مواجهة تغير المناخ المتسارع.

أشارت فؤاد إلى أن هذا التمويل لن يأتي من الأموال العامة فقط، بل سيتطلب مشاركة القطاع الخاص، لا سيما في القطاعات الحساسة للمناخ مثل المياه والطاقة والزراعة. وأوضحت أن الحكومة خصصت 500 مليون دولار لتخفيف مخاطر الاستثمارات البيئية وجذب شركات التكنولوجيا النظيفة الكبرى.

لكن الدكتور صابر عثمان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مناخ أرضنا، أوضح أن رقم 300 مليار دولار لا يعكس الاحتياجات السنوية، بل يمثل التكاليف التراكمية حتى عام 2030. وأكد أن الأزمة لا تكمن في التمويل، بل في ضعف الإدارة ونقص الموارد البشرية اللازمة للتنفيذ الفعال لخطط المناخ.

أكد عثمان لصحيفة الشروق أن مصر، رغم امتلاكها للموارد اللازمة، تفتقر إلى نظام حكومي قوي وكوادر مؤهلة، مما يُضعف فعالية جهود المناخ المستقبلية. ودعا إلى استعادة صلاحيات الحكومة أو تعيين خلفاء مؤهلين للمرحلة المقبلة.

أوضح عثمان أن تمويل المناخ يعتمد على مصادر متعددة، منها الصناديق الدولية، والميزانيات الحكومية، والقطاع الخاص، مما يتطلب حاليًا دراسات بيئية شاملة. ومع ذلك، أكد على أن بناء القدرات المؤسسية أولوية أساسية لتحقيق الأثر الحقيقي للتمويل.

صرّح الدكتور محمد كامل، رئيس جمعية مهندسون من أجل مصر المستدامة، بأنّ القارة الأفريقية تحتاج إلى ما يقارب 300 مليار دولار سنويًا لمكافحة تغيّر المناخ، رغم أنّها لا تُمثّل سوى 4% من الانبعاثات العالمية. ووصف هذا التفاوت بأنه انعكاسٌ للظلم المناخي العالمي.

أشار كامل، في تصريحٍ لصحيفة الشروق، إلى أن أفريقيا تعاني من آثار مناخية حادة رغم قلة مساهمتها في الانبعاثات. وأوضح أن مصر تُصدر حوالي 250 مليون طن من الانبعاثات سنويًا، بينما تُصدر الصين 13 مليار طن فقط. وهذا يُظهر اختلالًا كبيرًا في المسؤولية.

وأكد أن هذه التغيرات المناخية لم تعد مجرد تنبؤات، بل واقع يومي يؤثر على الزراعة والرعاية الصحية والبنية التحتية. كما أكد أن التمويل غير كافٍ إذا لم يُترجم إلى مشاريع فورية وملموسة على أرض الواقع.

حذّر الدكتور مجدي علام، الأمين العام لجمعية خبراء البيئة العرب، من أن ما نشهده حاليًا “جزء من مشهد مناخي عالمي معقد”. وأكد أن الظواهر الجوية أصبحت أكثر حدةً وصعوبة في التنبؤ، مما يتطلب استعدادات تتجاوز القدرات التقليدية للدول.

أوضح علام لـ”الشروق” أن العواصف والرياح تُهدد الغطاء النباتي، كما تحدث الفيضانات والبرد والثلوج في أوقات غير معتادة من العام. وهذه كلها مؤشرات على هشاشة البنية التحتية. وحذّر من أن ذوبان أربعة سنتيمترات من الجليد سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 40 سنتيمترًا، مما قد يؤدي إلى فقدان مناطق ساحلية حيوية وأراضٍ زراعية.


شارك