شيخ الأزهر: صُنّاع الحروب فاقوا الوحوش.. وتجويع الأبرياء لقتلهم جريمة بشعة

منذ 3 شهور
شيخ الأزهر: صُنّاع الحروب فاقوا الوحوش.. وتجويع الأبرياء لقتلهم جريمة بشعة

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، السفيرة أنجلينا آيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، بمشيخة الأزهر، لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي المشترك.

قال الإمام الأكبر إن عالم اليوم مليء بالحروب والصراعات التي لا تحكمها قواعد ولا أخلاق. إنها حروب وحشية لا تضع معايير لقتل الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس.

وأكد أن صانعي القرار في هذه الحروب قد تجاوزوا حيوانات الغابة. في الحقيقة، لا أعتقد أن الحيوانات وصلت إلى هذا المستوى من الوحشية في قتل وسفك دماء الأبرياء حتى شهدنا ما يسمى بـ”فخ التجويع”، حيث جُوّع الأبرياء لإجبارهم على الفرار، ثم استُهدفوا، ثم قُتلوا.

وأكد أن السماح لقوة الاحتلال في قطاع غزة بارتكاب أبشع الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية جريمة لا يمكن استئصالها. وأشار إلى أن من يدعم استمرار هذه الجرائم يستند إلى فلسفات مادية قائمة على صراع الحضارات ونظريات الاستعمار، والتي تُستخدم على نطاق واسع لترويج أفكار الاستعمار الجديد وتبرير قتل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم ووطنهم.

وأكد الطيب أن هذه التوجهات الاستعمارية تقوض للأسف الشديد جهود خلق ثقافة التعايش والإخاء، وتعوق جهود تحقيق التقارب الحقيقي بين الشرق والغرب.

وتابع: “كل دعوات التقارب والأخوة تفشل عندما يسود غطرسة السلطة. نؤمن بأن العدل في السماء قادم لا محالة، ونؤمن بأن تأخيره له حكمة إلهية”.

وتساءل عن السر الذي يكمن وراء هذه القوة الشيطانية التي تقوض كل القوى الأخرى، مضيفا: “نحن نشعر بخيبة أمل لأن السياسة الحالية تسعى إلى دوافع غير إنسانية”.

أكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر أننا كنا نعتقد أن شعوب القرن الحادي والعشرين ستكون أوفر حظًا من أسلافها، وستكون في قمة السعادة والحضارة والإنسانية. لكننا فوجئنا بأنهم أكثر تعاسةً وحرمانًا من الحقوق بسبب تهميش الدين والأخلاق، وتقديم الاقتصاد العسكري على حماية أرواح الأبرياء.

من جانبها، أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي عن سعادتها بلقاء فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وتقديرها لجهوده في نشر قيم الإخاء والتعايش، وترسيخ ثقافة الالتزام الإنساني. وأكدت على التعاون المثمر بين الأزهر والاتحاد الأوروبي، والذي يُنفذ من خلاله العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى نشر ثقافة السلام، وإعداد قيادات شابة للمشاركة في بناء السلام. وأكدت التزام الاتحاد الأوروبي بمواصلة هذا التعاون المثمر مع الأزهر، وتعزيزه مستقبلًا.


شارك