أبو الغيط: المنطقة العربية تمر بمرحلة بالغة الحرج

منذ 4 ساعات
أبو الغيط: المنطقة العربية تمر بمرحلة بالغة الحرج

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن المنطقة العربية تمر بمرحلة حرجة للغاية، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تزال تعتقد أن القوة وحدها قادرة على تحقيق الأمن.

وقال أبو الغيط، في كلمته خلال الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، إن التطورات الأخيرة، وخاصة العدوان الإسرائيلي على إيران وما نتج عنه من دوامة تصعيد خطيرة، تشير مرة أخرى إلى خطورة بقاء الصراعات الطويلة الأمد دون حل أو تسوية عادلة ومستدامة.

وأكد أن إسرائيل لا تزال تعتقد أن العنف وحده يجلب الأمن، وأن السلام يمكن فرضه بالقوة الغاشمة. هذا الوهم الذي ظننا أن التاريخ قد دحضه. فبعد عقود من الاحتلال، مارس فيها العنف والقمع والاستعباد ضد الشعب الفلسطيني والآخرين، عدنا إلى نقطة البداية. وقال إنه لم يتحقق الأمن المنشود، ولم نقترب من السلام.

وأضاف أبو الغيط: “إننا ندين بشدة الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران في وقت كان الجميع يسعى فيه إلى حل دبلوماسي قابل للتحقيق، مع قدر من الصبر والتفهم والرغبة الصادقة في قبول التسويات القائمة على منطق التعايش وليس قانون القوة والوحشية”.

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الهجمات العسكرية على المنشآت النووية ستشكل مخاطر جسيمة على المدنيين داخل إيران وخارجها، وهي أمر مرفوض. وذكر أن الجامعة العربية سبق أن أكدت على أعلى مستوى ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وإنهاء سباق التسلح النووي، والتأكيد على انضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.

دعا أبو الغيط جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات سريعًا. وأوضح أنه قبل سنوات، عندما كانت النوايا لا تزال متماسكة، تم التوصل إلى حلول دبلوماسية لمعالجة المخاوف المشروعة بشأن البرنامج النووي الإيراني بإرادة سياسية عالمية موحدة. وأضاف أن هذا لا يزال ممكنًا اليوم، وهو ما تسعى إليه وتطالب به دول المنطقة وخارجها الراغبة في السلام، والمدركة لخطر الوقوع في دوامة لا نهاية لها من الصراع والانتقام، والتي ستؤثر تداعياتها على المنطقة بأسرها، بل وتهدد الأمن والاستقرار العالميين. وأضاف أن تصعيد هذه الحرب ليس في مصلحة أي طرف.

أكد أبو الغيط أن خطورة الأحداث وخطورتها يجب ألا تُصرف انتباهنا عن جوهر المشكلة: الشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يواجه جرائم الاحتلال يوميًا. وأشار إلى أنه في يوم واحد من الأسبوع الماضي، قُتل 140 فلسطينيًا أمام نقاط توزيع الغذاء التي أصبحت مصائد موت. وهذا يُفاقم مأساة التجويع المتعمد، المُستخدم كسلاح، مُخالفًا بذلك جميع قوانين الحرب والمعايير الإنسانية والالتزامات الأخلاقية.

وتابع: “كل هذا يحدث، وللأسف، لا يزال هناك من يستخدم حق النقض لحماية الاحتلال وتمهيد الطريق لمزيد من الجرائم. إنها وصمة عار في جبين الإنسانية، وستقف الأجيال القادمة حزنًا وخجلًا ودهشةً أمام هذا الصمت المطبق أمام الجرائم المرتكبة بدم بارد في وضح النهار”.

وأضاف: “سأواصل التأكيد على هذه الحقيقة الصارخة، التي يتجاهلها ويطمسها مؤيدو إسرائيل وممولوها: الاحتلال هو أساس التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وثمن استمراره هو هذه الفظائع والأفعال المروعة. ولا يزال مجرمو الحرب على استعداد لإغراق المنطقة – والعالم – في مزيد من العنف والدماء والكراهية، من أجل تنفيذ مخططاتهم في التطهير العرقي وتصفية القضية الفلسطينية، كما يتصورونها”.

أكد أبو الغيط أن إنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه الجريمة اليومية أصبح واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا، بل ودينيًا، قبل أن يُمثل ضرورة سياسية عملية. إن ترك زمام الأمور للمتطرفين، المهووسين بالعنف، والمستعدين لاستخدامه، لن يُلقي بالمنطقة إلا في كارثة ستدفع ثمنها الأجيال القادمة.


شارك