أسعار النفط إلى أين بعد تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني؟.. خبراء يجيبون

ارتفعت أسعار النفط في بداية تداولات اليوم. ويعزى ذلك إلى تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل عقب التدخل الأمريكي. قصفت الولايات المتحدة حينها ثلاث منشآت إيرانية. وردّت طهران بإعلانها إغلاق مضيق هرمز، الممرّ الذي يتدفق عبره النفط من دول الخليج إلى أوروبا وآسيا.
ارتفعت أسعار النفط 5% في بداية جلسة التداول اليوم، حيث اخترق خام برنت مستوى 80 دولارا للبرميل قبل أن يتراجع إلى 76.4 دولارا للبرميل.
التصعيد قد يدفع سعر البرميل إلى 100 دولار
قال أحمد عزام، كبير المحللين الماليين في مجموعة إكويتي، إن سعر 100 دولار للبرميل أصبح في متناول اليد. وأوضح أن التعطيل الجزئي لمضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من تجارة النفط البحرية، قد يرفع سعر خام برنت إلى 90 دولارًا، وفي ذروة الصدمة، إلى 100 دولار، وذلك حسب حجم الصدمات التي تُسبب حركة السعر.
صرح عزام لصحيفة الشروق أن كل زيادة قدرها 10 دولارات في أسعار النفط تزيد التضخم في الدول المستوردة مثل الهند ومصر وتركيا بنسبة تتراوح بين 0.4% و0.5%. وهذا يزيد الضغط على عجز الحساب الجاري، ويدفع البنوك المركزية إلى تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة. وهذا بدوره يزيد من تكاليف التمويل للشركات والأسر، ويخفض النمو بنحو 0.25%، وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.
من ناحية أخرى، سيحقق المصدرون، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي وقطر، فوائض مالية إضافية تتجاوز 150 مليار دولار أمريكي إذا ظل سعر خام برنت فوق 90 دولارًا أمريكيًا لستة أشهر متتالية. وهذا يُعزز احتياطياتهم ويُسرّع برامج التنويع الاقتصادي، ولكنه يُثير معضلة استراتيجية: فكل دولار إضافي يزيد عن 100 دولار أمريكي يُهدد الطلب العالمي، وقد يدفع كبار المستهلكين إلى تسريع عملية التحول في مجال الطاقة. لذلك، يبدو أن حسابات الدول المصدرة تعتمد كليًا على التأثير الجزئي للتوترات الجيوسياسية؛ فكلما ارتفعت علاوة المخاطر على الدول المصدرة، كان التأثير أكثر سلبية.
مستقبل الطلب على النفط في ظل ارتفاع الأسعار
يتوقع عزام تقلب الطلب على النفط على المدى القصير، إذ يلجأ بعض المستهلكين إلى التخزين الاحترازي وزيادة عمليات التسليم الفوري. ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي استمرار ارتفاع الأسعار وتقلبها إلى انخفاض نمو الاستهلاك العالمي بما يتراوح بين 200 ألف و300 ألف برميل يوميًا في النصف الثاني من العام، وفقًا لسيناريو المخاطر الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.
ونتيجة لذلك، قد تعاني السوق من توترات الأسعار لعدة أشهر قبل استعادة التوازن إما من خلال التهدئة العسكرية أو الانخفاض التدريجي في الطلب.
إغلاق مضيق هرمز: تأثير سلبي على أسعار النفط
قال جاد الحريري، استراتيجي الأسواق المالية في فيرست فاينانشال ماركتس، إن التصعيد في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع بشكل كبير، كما أن التصعيد يؤثر سلباً أيضاً على سلاسل التوريد ويزيد من تكاليف النقل.
في تصريحاته لصحيفة الشروق، أضاف الحريري أن إغلاق مضيق هرمز قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بما يتراوح بين 100 و120 دولارًا للبرميل، مما سيؤثر سلبًا على اقتصادات دول الخليج وإيران والدول المصدرة للنفط. كما ستتأثر الدول المستوردة للنفط، كالصين والهند، سلبًا، نظرًا لكونهما من أكبر مستوردي النفط في دول الخليج.