مصانع الشيبسي تُكبد مزارعي البطاطس خسائر 60% بسبب مخالفة عقود الشراء

منذ 4 ساعات
مصانع الشيبسي تُكبد مزارعي البطاطس خسائر 60% بسبب مخالفة عقود الشراء

وترفض الشركات الالتزام بأسعار التسليم حسب العقود المبرمة قبل بداية الموسم. اتحاد المزارعين: المصانع تشتري البطاطس بـ5000 جنيه مصري للطن بدلاً من 13000 جنيه مصري. بسبب الأزمة، المساحة المزروعة مهددة بالانكماش بنسبة 50% في الموسم المقبل.

أفادت مصادر لصحيفة الشروق أن مصانع البطاطس المحلية تهدد بخفض إنتاجها من البطاطس بنسبة 50% خلال موسم الزراعة المقبل، بسبب رفضها الالتزام بأسعار تسليم البطاطس المتفق عليها مع المزارعين قبل بدء الموسم، ما يؤدي إلى خسائر تصل إلى 60% للطن.

يوجد في مصر حوالي ٢١ مصنعًا لرقائق البطاطس. أشهرها مجموعة بيبسيكو، مالكة علامتي “شيبس” و”ليز”، وشركة إيجيبت فودز، مالكة علامتي “بيج تشيبس” و”تايجر”، وشركة فوكس فود إندستريز، مالكة منتج “فوكس”، وشركة سنيوريتا فود إندستريز، التابعة لمجموعة “أمريكا”، مالكة منتجي “زيجو” و”ليون”، وشركة رايت فود إندستريز، مصنعة رقائق “روا”، وشركة فود تريب، مالكة منتج “سبودز”.

تُبرم مصانع رقائق البطاطس عقودًا سنوية مع مزارعي البطاطس، تضمن لهم توريد البذور اللازمة للزراعة. وفي المقابل، تشتري هذه المصانع المحصول بسعر متفق عليه بين الطرفين.

قال أحمد الشربيني، رئيس اتحاد منتجي البطاطس، إن مزارعي البطاطس تعرضوا لظلم شديد من مصانع الرقائق هذا الموسم. وأوضح أنهم كانوا قد وقعوا عقودًا مع المصانع قبل الزراعة لشراء البطاطس بسعر 13 ألف جنيه مصري للطن، لكنهم فوجئوا عند الاستلام برفض المصانع شراء البطاطس بهذا السعر.

تبدأ زراعة البطاطس كل عام في بداية شهر سبتمبر وتنتهي في شهر مارس من العام التالي.

وأضاف الشربيني أن المزارعين تشجعوا على زراعة البطاطس الموسم الماضي بفضل أسعار التوريد المتفق عليها مع مصانع رقائق البطاطس. وزادت المساحة المزروعة بنسبة 33% مقارنة بالعام السابق، مما أدى إلى زيادة المعروض. واستغلت المصانع ذلك، فتراجعت عن التزاماتها الشرائية وخفضت أسعارها إلى ما بين 3000 و5000 جنيه مصري للطن.

وتابع الشربيني: “هذا ظلم واضح للمزارعين. كيف يمكن أن تبلغ تكلفة زراعة طن واحد من البطاطس 11 ألف جنيه مصري، بينما ترغب المصانع في شرائها بأقل من 40% من السعر المتفق عليه؟ هذا يعني أن معدل الخسارة وصل إلى 60% للطن”. وأضاف أن هذا يُهدد مستقبل الزراعة التعاقدية في مصر، وسيؤدي إلى انخفاض مساحة زراعة البطاطس بنسبة 50% على الأقل.

أوضح تاجر بطاطس يورد لمصانع رقائق البطاطس أن المصانع، وخاصةً السبعة الكبرى منها، لا تشتري المحصول من المزارعين بالأسعار المتفق عليها، مُشيرًا إلى رداءة جودة المنتج وعدم التزام المزارعين بشروط الزراعة المتفق عليها. هذا على الرغم من جودة المنتج العالية، إذ تُعدّ البطاطس المصرية من أكثر الأصناف تصديرًا ومطلوبة عالميًا. ولم تُسجّل أي شكاوى أو مخالفات بخصوص المنتج حتى الآن.

وبحسب وزارة الزراعة، تم فحص نحو 1.3 مليون طن من البطاطس للتصدير منذ بداية الموسم وحتى يونيو/حزيران، وهو ما يزيد بنحو 300 ألف طن عن نفس الفترة من الموسم السابق.

وأوضح التاجر أن المصانع التي ترفض استلام المنتج لرداءة جودته، ترسل سماسرة إلى المزارعين لشرائه بسعر أقل من السعر المتفق عليه. أحيانًا تصل الأسعار إلى 3000 جنيه مصري للطن، وهو سعر منخفض للغاية تستغله المصانع لتعظيم أرباحها.

أوضح أحمد المنوفي، مستشار الغرفة التجارية، أن مصانع رقائق البطاطس أهدرت حقوق مزارعي البطاطس هذا العام برفضها الوفاء بعقودها وشراء المحصول بالسعر المتفق عليه. ورغم ارتفاع أسعار البطاطس إلى 13 ألف جنيه مصري العام الماضي، إلا أنها أجبرت المزارعين على عرضها بسعر 7 آلاف جنيه مصري.

وأشار إلى أن مصانع رقائق البطاطس، رغم أرباحها، تشتري البطاطس من المزارعين بأبخس الأسعار. ولفت إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر فادحة هذا الموسم نتيجة إخلال المصانع بالعقود، لا سيما وأن هذا الصنف من البطاطس غير صالح للتصدير. كما يضطرون إلى عرض البطاطس في السوق المحلية بأقل من سعرها لبيعها في ظل ضعف الطلب الاستهلاكي.


شارك