كيف أطلقت الحرب بين إسرائيل وإيران موجة من المعلومات المضللة على الإنترنت؟

منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران الأسبوع الماضي، اندلعت موجة من التضليل الإعلامي على الإنترنت. وقد رصدت خدمة تدقيق الحقائق التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) حساباتٍ مؤيدة لإسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر معلوماتٍ مضللة حول الاحتجاجات في إيران. وتحاول عشرات المنشورات المبالغة في فعالية رد طهران على الهجمات الإسرائيلية.
– أمثلة على المعلومات المضللة
ونشرت حسابات مؤيدة لتل أبيب مقاطع فيديو قديمة للاحتجاجات والمسيرات في إيران، مدعية زورا أنها أظهرت مقاومة متزايدة للحكومة الإيرانية ودعما إيرانيا للضربات العسكرية الإسرائيلية.
كما عثرت بي بي سي على العديد من مقاطع الفيديو المُولّدة بالذكاء الاصطناعي والتي تُشيد بالقدرات العسكرية الإيرانية، بالإضافة إلى مقاطع مُفبركة تُظهر آثار الهجمات على أهداف إسرائيلية. وقد حصدت المقاطع الثلاثة الأكثر مشاهدة أكثر من 100 مليون مشاهدة عبر منصات مُتعددة.
– استغلال الصراعات لتعزيز التفاعل
ووصفت منظمة “جيوكونفيرمد” لتحليل الصور مفتوحة المصدر، مدى انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت بأنه “مذهل” واتهمت بعض “مستغلي التفاعل” بالسعي إلى الاستفادة من الصراع الحالي من خلال نشر محتوى مضلل مصمم لجذب الانتباه عبر الإنترنت.
وكتبت المنظمة في منشور على منصة X: “نشهد معلومات مضللة على نطاق واسع، بدءًا من لقطات غير ذات صلة من باكستان إلى مقاطع فيديو أعيد استخدامها لهجمات إيران على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي – بعضها حصد أكثر من 20 مليون مشاهدة – بالإضافة إلى مقاطع ألعاب ومحتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي تم تصويره على أنه أحداث حقيقية”.
كما تتم مكافأة بعض الحسابات التي تنشر معلومات مضللة بزيادة كبيرة في عدد المتابعين.
وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ظهرت مؤخرًا عدة حسابات غامضة على صفحات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. تحمل هذه الحسابات علامات زرقاء (أي أنها مُوثّقة)، وتنشر باستمرار رسائل ومعلومات مضللة. ولأن بعضها يبدو أنه يستخدم أسماءً رسمية، افترض البعض أنها حسابات حقيقية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح من يدير هذه الحسابات.
– استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي
وقالت إيمانويل صليبا، خبيرة التحقق من الحقائق، إن “طوفان المعلومات المضللة هو المرة الأولى التي نشهد فيها استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع أثناء الصراع”.
توصل ماثيو فاسياني، الباحث في جامعة نوتردام، إلى أن المعلومات المضللة يمكن أن تنتشر بشكل أسرع عبر الإنترنت عندما يواجه الناس خيارات ثنائية، مثل تلك التي أنشأها الصراع والسياسة.
وأوضح فاتشياني أن “هذا يشير إلى مشكلة اجتماعية ونفسية أوسع نطاقاً تتعلق باستعداد الناس لتمرير ما يتوافق مع هويتهم السياسية”.