لماذا تجاهلت بورصات مصر والخليج الضربة الأمريكية لإيران وأغلقت على ارتفاع؟

منذ 5 ساعات
لماذا تجاهلت بورصات مصر والخليج الضربة الأمريكية لإيران وأغلقت على ارتفاع؟

عزا خبراء أسواق المال الذين تحدثوا مع ايجي برس إغلاق معظم بورصات الخليج، بما فيها البورصة المصرية، إلى تصريحات دونالد ترامب عقب قصف إيران. وكان ترامب قد صرّح بوجود أهداف لم يهاجمها لأنه أراد استعادة السلام، وأن هذا يتطلب مفاوضات سريعة.

كما دعم اختفاء البائعين والقدرة الشرائية المؤسسية الواضحة في السوق المحلية الاتجاه الصعودي، بحسب ممثلي السوق المالية.

انخفض مؤشر البورصة المصرية القياسي بنسبة 1.53% في بداية جلسة اليوم قبل أن يستعيد توازنه ويغلق اليوم مرتفعا بنسبة 2.67%، حذو أسواق الأسهم الخليجية باستثناء السعودية.

طاولة المفاوضات

قال عضو مجلس إدارة شركة كابيتال فاينانشال القابضة، حسام عيد، إن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات بعد الهجوم على إيران، أعطت بعض الطمأنينة للمؤسسات المالية ودفعتها لاستئناف أنشطتها الشرائية في السوق.

وأكد عيد أن ظهور بوادر الحل السياسي والدبلوماسي يعد مؤشرا إيجابيا يعزز ثقة المستثمرين ويساهم في زيادة تدفقات رؤوس الأموال إلى أسواق الأسهم.

وأضاف أن السيولة في السوق المحلية وصلت إلى نحو 3 مليارات جنيه خلال جلسة اليوم، وهو ما شجع المؤسسات على إعادة دخول السوق، خاصة بعد كسر مستوى الدعم 30 ألف نقطة في بداية التعاملات.

وأشار حسام عيد إلى أن المؤسسات المالية، خاصة المصرية والعربية، عادت للشراء بقوة رغم اختراق المؤشر الرئيسي حاجز الـ30 ألف نقطة، ووصوله لأدنى مستوى في الجلسة عند 29740 نقطة.

وأكد أن المؤشر الرئيسي تجاوز هذا التراجع بنجاح، وأغلق فوق مستوى 30 ألف نقطة، وأنهى جلسة اليوم فوق مستوى 31 ألف نقطة، وهو مؤشر إيجابي على تحسن الأداء في الجلسات القادمة.

قال سعيد الفكي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، إن جلسة اليوم شهدت تحولاً ملحوظاً في سوق الأسهم المصرية، التي بدأت بانخفاض حاد نتيجة الأحداث الجيوسياسية العالمية، قبل أن تستعيد توازنها وتغلق على ارتفاع قوي. ويعكس هذا تجاوب السوق مع تغير المشهد السياسي وتنامي التوقعات بشأن الحلول الدبلوماسية الممكنة.

أوضح الفقيه أن السوق شهد انخفاضات حادة وغير مبررة نهاية الأسبوع الماضي، تزامنًا مع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. وأشار إلى أن السوق المصرية تأثرت بشكل أكبر من بورصات العالم، بل وحتى من بورصات الدول المتورطة مباشرةً في صراعات. وهذا يُظهر مدى حساسية السوق للأحداث الإقليمية.

وأضاف أن سوق الأسهم المصرية استبقت التطورات، وانخفضت بشكل حاد رغم صمود الأسواق العالمية. وعقب التصعيد العسكري، صدرت تصريحات تُشير إلى نية جميع الأطراف التفاوض، مما بعث بعض الطمأنينة، وأدى إلى انتعاش ملحوظ في المؤشر خلال جلسة اليوم.

أشار الفقيه إلى أن جلسة اليوم شهدت تصحيحًا إيجابيًا مقارنةً بالجلسات السابقة، حيث أغلق السوق قريبًا من أعلى مستوياته اليومية. وهذا يزيد من فرص انتعاش مستدام، شريطة استمرار وقف إطلاق النار السياسي.

اختفاء البائعين

قال باسم أبو غنيمة، رئيس قسم التحليل الفني في شركة عرب أون لاين للأوراق المالية، إن جلسة تداول اليوم شهدت انتعاشًا ملحوظًا في أداء السوق. جاء ذلك بعد أن تراجع مؤشر سوق الأسهم الرئيسي في مستهل الجلسة بسبب التوترات الجيوسياسية، لكنه تعافى بعد ذلك ليغلق فوق مستوى 31 ألف نقطة.

وأوضح أبو غنيمة أن التغيرات السياسية الأخيرة خلقت حالة من الترقب والقلق بين المستثمرين، خاصة بعد صدمة اندلاع المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل مطلع الأسبوع الماضي.

وأضاف أن هذا القلق أدى في البداية إلى موجة من البيع العشوائي منذ بداية الأسبوع الماضي، مدفوعة بالخوف أكثر من تطورات السوق نفسها.

وأشار أبو غنيمة إلى أنه قبل اندلاع الحرب، شهد السوق “انخفاضًا نهائيًا قبل الطفرة”، حيث كان المساهمون الذين لديهم شجاعة ضعيفة أو غير مستعدين لتقلبات السوق يضطرون عادة إلى الخروج من السوق – وهو النمط الذي تكرر خلال ساعات التداول قبل الحرب.

وأضاف أن الأحداث الجارية على الأرض ساهمت في مزيد من التراجع نتيجة تزايد مخاوف المستثمرين، ما أدى إلى عمليات بيع عشوائية في بداية الأسبوع الماضي.

أشار أبو غنيمة إلى أن جلسة الخميس الماضي فرضت ضغطًا إضافيًا على سوق الأسهم نتيجة مراجعة مؤشر فوتسي 100، مما دفع المستثمرين الأجانب إلى تعديل مراكزهم المالية وبيع بعض الأسهم القيادية. ولم يكن هذا مرتبطًا بشكل مباشر بالسوق المصرية، بل بتغيرات في أوزان المؤشرات العالمية.

وأكد أنه رغم هذا الضغط، أظهر المؤشر الرئيسي صمودًا، حيث أغلق فوق مستوى 30,200 نقطة الأسبوع الماضي. وهذا يشير إلى أن العديد من البائعين قد أكملوا عمليات البيع، لا سيما في ظل القوة الشرائية الواضحة للمؤسسات التي تعيد هيكلة محافظها استعدادًا للنصف الثاني من العام.

وأضاف: “بدأ السوق جلسة اليوم باتجاه هبوطي، مقترباً من مستوى 29700 نقطة، لكنه سرعان ما عكس مساره وارتفع، مدعوماً بغياب البائعين وزيادة الطلب من المستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من الفرص بالأسعار الحالية”.

وأكد أن السوق يشهد حالياً إعادة تجميع عند مستويات سعرية أقل، وأن العديد من الأسهم القيادية أغلقت جلسة الخميس الماضي عند مستويات دعم قوية، ما يزيد من احتمالات تعافي السوق واستئناف مسارها الصعودي حال هدوء الأوضاع الإقليمية.


شارك