الجنيه يواصل التراجع أمام الدولار.. انخفاض بـ15 قرشا رغم التوترات الإقليمية

خبراء: تراجع العملة الوطنية طفيف ولا يدعو للقلق
واصل الجنيه المصري تراجعه مقابل الدولار في البنوك المحلية، حيث خسر 15 قرشًا عند إغلاق اليوم. ويتزامن ذلك مع تصاعد التوترات السياسية في الشرق الأوسط عقب دخول الولايات المتحدة في الحرب مع إسرائيل ضد إيران.
وارتفع سعر صرف الدولار إلى 50.75 جنيه للشراء و50.85 جنيه للبيع في البنك الأهلي المصري وبنك مصر، أكبر بنكين مملوكين للدولة.
كما ارتفع السعر في البنك التجاري الدولي (أكبر بنك خاص) إلى 50.75 جنيه للشراء و50.85 جنيه للبيع، وفي بنك قطر الوطني ارتفع إلى 50.75 جنيه للشراء و50.85 جنيه للبيع.
العملة المحلية تحت الضغط بسبب الحرب الإقليمية
وتتعرض العملة الوطنية لضغوط منذ اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو/حزيران، مع سحب الأجانب استثماراتهم من سندات الدين المحلية.
لكن منصف مرسي، رئيس قسم الأبحاث في سي آي كابيتال، يرى أن تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار هو نتيجة طبيعية للتوترات السياسية في المنطقة.
وأضاف في تصريحات لـ”الشروق” أنه رغم التراجعات، إلا أن هناك مؤشرات على أن الجنيه لا يتعرض لضغوط كبيرة مقارنة بالصدمات الاقتصادية العالمية السابقة.
انخفاض أقل حدة من الأزمات السابقة
وأوضح أن خسائر الجنيه المصري الحالية جراء الحرب الإيرانية الإسرائيلية أقل وطأة من الخسائر التي تكبدها في أبريل الماضي إثر فرض الرسوم الجمركية الأمريكية، والتي أدت إلى انخفاض العملة الوطنية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 51.30 جنيهًا للدولار. وحدثت الخسائر نفسها بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في أزمة نقدية حادة في مصر.
وقال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إنه على الرغم من تدفق بعض الأموال الساخنة إلى خارج البلاد بسبب هذه الظروف، إلا أن هذا لم يعد يمثل مشكلة كبيرة للاقتصاد المصري حيث انخفض الاعتماد عليها منذ عام 2022.
الاعتماد على الأموال الساخنة يتراجع… والمقترحات هي الحل
قال مرسي إن تراجع الاعتماد على “الأموال الساخنة” يُعطي بعض التفاؤل، “لكن هذا لا يمنعها من مواصلة تأثيرها”. وأكد أن إنهاء الاعتماد عليها يتطلب تسريع برنامج الحكومة لإصدار العملات لزيادة إيرادات الدولار.
أشار مرسي إلى أن ارتفاع السيولة في المعاملات المصرفية الإلكترونية، بمتوسط 800 مليون دولار يوميًا، دعم الأداء الإيجابي للجنيه في ظل الحرب الدائرة. وأكد أن توقعاته لسعر الصرف مستقبلًا لم تتغير، قائلًا إنه سيتراوح بين المستوى الحالي و52 جنيهًا كحد أقصى.
إن مرونة البنك المركزي ودعمه لتداول العملات الأجنبية يقللان من المخاوف.
قال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن تراجع الجنيه أمام الدولار كان طفيفا رغم الأحداث التي شهدتها المنطقة.
وأضاف أن هذه الانخفاضات تعكس مرونة سياسة سعر الصرف التي ينتهجها البنك المركزي، مشيرًا إلى أنه على الرغم من هذه المرونة وخروج استثمارات أجنبية في سندات الدين بقيمة ملياري دولار، إلا أن توافر العملة الصعبة لدى البنك المركزي حال دون مزيد من انخفاض قيمة الجنيه. ويعود ذلك إلى زيادة احتياطيات النقد الأجنبي، وزيادة تحويلات العاملين في الخارج، وتحسّن صافي الأصول الأجنبية إلى 13 مليار دولار.
وتابع: «إذا قارنا الوضع الحالي للجنيه المصري بوضعه في عام 2022 نجد أنه في وضع أفضل بكثير ويتعرض لضغوط أقل».