برلمانية الوفد في مجلس الشيوخ تستعرض شروطا مقترحة للالتحاق بكليات التربية: منها الطول والحروف

منذ 5 ساعات
برلمانية الوفد في مجلس الشيوخ تستعرض شروطا مقترحة للالتحاق بكليات التربية: منها الطول والحروف

وطالب طارق عبد العزيز، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، بوضع قواعد وشروط وضوابط صارمة للقبول في كليات المعلمين.

في خطابه أمام مجلس الشيوخ اليوم، اقترح: “عليّ تحديد شكله وحجمه وحروفه، ولكن عليّ منحه أفضلية. أقول له: ما هو حافزك؟ سأوظفك فورًا. لن تُزعج أي معلم في الفصل، ولن أنتظر منافسة من 30 ألف معلم”.

ورأى أن من يدرس في كلية التربية «لن تكون له فرصة للقبول في أفضل كليات الجامعات الحكومية»، مضيفاً مازحاً «والتكاليف في نبيل بك مرتفعة جداً ولا يستطيع تحملها»، في إشارة إلى السيناتور نبيل الدباس.

وأكد رئيس مجلس الشيوخ عبد الوهاب عبد الرازق أن التعويض يجب أن يكون مجزيا، مضيفا: “إذا أعددته جيدا، والإعداد مكلف للغاية سأدفع مكافأة”.

ناقش المجلس الدراسة المعنونة “كليات التربية في جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول” التي أعدتها عضو المجلس هبة شاروبيم والنائبة رشا أحمد مهدي.

وأكدت الدراسة التي ناقشها المجلس وجود فجوة كبيرة بين الواقع الحالي لكليات إعداد المعلمين ومتطلبات إعداد المعلمين في ظل المتغيرات العالمية وسوق العمل المحلي والدولي.

وأوضحت أن العديد من معاهد إعداد المعلمين في مصر تواجه تحديات عديدة، أبرزها ضعف التكامل بين الجوانب النظرية والتطبيقية في برامج إعداد المعلمين، وانفصال المناهج عن احتياجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل.

كشفت الدراسة عن قصور في برامج التدريب العملي، مما أدى إلى تخريج معلمين دون خبرة عملية. كما كشفت عن قصور في برامج التطوير المهني المستدام للخريجين والمعلمين أثناء الخدمة، بالإضافة إلى فروق جوهرية في جودة الخدمات المقدمة بين الجامعات، وغياب آليات التقييم المستمر.

وأكدت الدراسة أن إصلاح كليات المعلمين يعد نقطة انطلاق أساسية لأي مشروع وطني للنهوض بالتعليم في مصر، باعتبار المعلم حجر الأساس في التنمية البشرية وتكوين الوعي المجتمعي.

وأوصت الدراسة بإعادة هيكلة برامج إعداد المعلمين لجعلها أكثر مرونة وشمولية، وتعتمد على نظام الساعات المعتمدة، وتوفر تخصصات مختلفة لتلبية احتياجات التعليم الأساسي والثانوي.

كما أوصي بإنشاء مجلس وطني لإعداد المعلمين لتنسيق التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ونقابة المعلمين والهيئات ذات الصلة، بما يضمن تطوير استراتيجيات متسقة ومتكاملة لإعداد المعلمين وتنمية مهاراتهم المهنية.

وطالبت الدراسة أيضا بتحمل كليات إعداد المعلمين مسؤولية توفير برامج مستدامة لتنمية المعلمين، والعمل كجهة مختصة بإصدار وتجديد التراخيص المهنية بناء على معايير أداء واضحة.

وأوصت الدراسة بأن يقوم قسم العلوم التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات بتشكيل لجنة لإجراء دراسة ومراجعة شاملة لجميع كليات التربية بأقسامها ومجالاتها المختلفة لتجنب الازدواج أو التنافس بين الأقسام والمجالات المتداخلة داخل الكلية الواحدة أو التي تتداخل تخصصاتها مع تخصصات نظيراتها في كليات أخرى.

اقترحت أن تتبع كليات إعداد المعلمين الجديدة، في حال إنشائها، نموذجًا تسلسليًا، وأن تُسمى كليات إعداد المعلمين للدراسات والتدريب التربوي بعد التخرج. وستقدم هذه الكليات برامج دراسات عليا متخصصة، أو، بالتعاون مع جامعات أخرى، تطبق نماذج دراسية متكاملة لدمج البعدين الأكاديمي والتربوي. وسيتكون البرنامج من ثلاثة مسارات رئيسية: الدبلوم التربوي العام (سنة/سنتان): يستهدف خريجي الجامعات من مختلف التخصصات، ويتضمن سنة أولى من الدراسة النظرية وسنة ثانية من التدريب العملي في المدارس. الدبلومات المؤقتة المهنية والخاصة (الماجستير): مخصصة لمن يسعون إلى التطوير المهني والانتقال إلى درجة الماجستير. برامج الماجستير والدكتوراه: مستمرة كما كانت في السابق في جميع الفروع التربوية.

وجدت الدراسة أن كليات تدريب المعلمين القائمة قد لا تقبل طلاب المرحلة الثانوية. وبرامجها، على غرار برامج جامعتي ستانفورد والقاهرة، تقتصر على برامج الدراسات العليا، وبالتالي تتبع نموذج الدراسات العليا. كما تقدم تدريبًا واستشارات في مجال إعداد المعلمين. بمعنى آخر، فهي مسؤولة عن التطوير المهني للمعلمين وإصدار التراخيص المهنية.

أكدت الدراسة أن جامعة التربية التي تقرر التحول إلى برنامج للدراسات العليا فقط يُمكنها تحديد فترة انتقالية تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات لتعديل وضعها. وتهدف هذه الخطوة إلى استكمال تطبيق اللوائح القديمة، بما في ذلك اللوائح الموحدة التي ستدخل حيز التنفيذ في العام الدراسي 2023/2024. ومن المتوقع تخرج الدفعة الأولى من هذا البرنامج خلال عامين.

واختتمت اللجنة تقريرها بالتأكيد على أهمية معالجة هذه القضية من خلال تنسيق الجهود بين الوزارات المعنية والجامعات والمجتمع المدني. وهذا سيضمن تحسينًا حقيقيًا في جودة المؤسسات التعليمية المصرية وتدريب المعلمين القادرين على قيادة التغيير. ويتماشى تنفيذ توصيات الدراسة مع رؤية مصر 2030، التي تضع التعليم في صميم التنمية المستدامة.


شارك