سيناريوهات محتملة.. كيف يُمكن أن ترد إيران على الهجوم الأمريكي؟

منذ 4 ساعات
سيناريوهات محتملة.. كيف يُمكن أن ترد إيران على الهجوم الأمريكي؟

رغم التحذيرات الإيرانية والدولية للولايات المتحدة بعدم التدخل في الصراع الدائر مع إسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أنه سيشن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان.

أعلنت إيران عن خطط لمهاجمة المصالح الأمريكية، بما في ذلك قواعدها في المنطقة. وصرح مسؤول أوروبي يوم الجمعة بأن طهران حذرت قطر من أن القواعد الأمريكية في المنطقة ستصبح أهدافًا مشروعة في حال تعرضها لهجوم أمريكي.

ردّت جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) فورًا على الهجوم الأمريكي، مُعلنةً أن واشنطن ستُواجه العواقب. وهذا يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة للرد الإيراني. ما هي أهمها؟

وفي تصريحات لمجلة نيوزويك، أكد حميد رضا عزيزي، الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن طهران منفتحة على كل الخيارات رداً على هجوم أميركي على منشآتها النووية.

من جانبه، أشار خسرو سايع أصفهاني، كبير محللي الأبحاث في الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية في إيران، إلى أن التدخل الأمريكي المباشر في الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يدفع طهران إلى تنشيط وكلائها في المنطقة وخلاياها الاستخباراتية النائمة حول العالم.

وأكد عزيزي أن طهران، منذ بداية الهجمات الإسرائيلية في 13 يونيو/حزيران الماضي، حرصت استراتيجيا على الاحتفاظ بمخزون كاف من الصواريخ استعدادا لهجوم أميركي محتمل والاستعداد لتصعيد الحرب.

تملك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في 19 موقعًا على الأقل في الشرق الأوسط، حيث يتمركز ما بين 40 ألفًا و50 ألف جندي أمريكي.

نظراً للتدخل الأمريكي المباشر في الحرب، لا يستبعد عزيزي شنّ ضربات انتقامية إيرانية ضد القواعد الأمريكية في المنطقة. كما لا يُستبعد تعطيل حركة النفط العالمية عبر مضيق هرمز، وهو طريق حيوي لنقل النفط.

علاوة على ذلك، يخشى الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية من أن طهران قد تشن عمليات تخريبية أخرى، لأن المواجهة الحالية تمثل صراعا وجوديا للنظام.

وذكرت شبكة إن بي سي نيوز يوم الجمعة الماضي أن وكالات إنفاذ القانون الأمريكية عززت مراقبتها للعملاء الإيرانيين في الولايات المتحدة.

إغلاق مضيق هرمز

قبل أيام، أشار إسماعيل كاساري، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الإيراني، إلى أن طهران لديها خيار إغلاق الممر المائي الذي يُنقل عبره نحو 20% من نفط العالم. وقال: “ندرس بجدية إغلاق مضيق هرمز”.

وأفادت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة في وقت لاحق عن زيادة كبيرة في التداخل الإلكتروني في الخليج ومضيق هرمز، مما أثر على أنظمة الإبلاغ التلقائي عن مواقع السفن.

صرح رئيس الأمن في المجلس الدولي للتجارة البحرية، ومقره الدنمارك، لمجلة نيوزويك بأن التصعيد بين إيران وإسرائيل كان مصدر قلق لأصحاب السفن منذ بدايته. وأشار إلى أن تورط الولايات المتحدة في الصراع قد يجبر طهران على توسيع تهديداتها لتشمل السفن غير الإسرائيلية.

صرّح لارسن بأنّ القوات المسلحة الإيرانية تتمتع بكفاءة عالية في الحرب غير المتكافئة، وأنها تستعدّ لهجوم محتمل على الملاحة عبر مضيق هرمز منذ عقود. وأكد أن إيران قادرة على شنّ هجماتها بسرعة تفوق الوقت اللازم لعبور السفن للمضيق.

يقع مضيق هرمز، البوابة الرئيسية للبحر الأحمر وقناة السويس، بين جيبوتي واليمن، ويبلغ عرضه 24 كيلومترًا عند أضيق نقطة. وهذا يسمح للحوثيين في اليمن بتكثيف هجماتهم الصاروخية على السفن، مما قد يكون له عواقب وخيمة على سلاسل التوريد العالمية.

يطلق مخالبه في المنطقة

قبل أيام قليلة من الهجوم الأميركي، قال خسرو سايح أصفهاني، وهو محلل أبحاث بارز في الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية في إيران، إن النظام الإيراني في حالة تأهب وجاهز لشن هجوم متعدد الجبهات، بما في ذلك الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد أهداف أميركية في المنطقة.

وأوضح أصفهاني أن طهران ستوجه تعليماتها إلى وكلائها، مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والفصائل العراقية، بما في ذلك قوات الحشد الشعبي.

ورغم أن حزب الله زعم في البداية أنه لن يشن هجوماً على إسرائيل، إلا أن الأمين العام للجماعة اللبنانية أكد لاحقاً أن الحزب يقف إلى جانب إيران ولن يبقى محايداً.

وفي أبريل/نيسان من العام الماضي، ذكرت صحيفة التايمز أن إيران سلمت صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى إلى جماعات عراقية من شأنها أن تمكنها من شن هجمات مدمرة على قواعد أميركية قريبة إذا تلقت أوامر من طهران.

وفيما يتعلق بالحوثيين، قالت لارا تاندي، وهي مستشارة أمنية وسيبرانية، إن التدخل الأميركي المباشر قد ينهي وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه واشنطن مع الجماعة اليمنية في مايو/أيار الماضي، مما منحها حرية كاملة لمهاجمة السفن في البحر الأحمر وباب المندب.

وتوقعت تندي في تصريحاتها لمجلة نيوزويك أن تقوم إيران بمهاجمة القوات الأميركية والبعثات الدبلوماسية في المنطقة.

الأمريكيون كسجناء

ويرى كبير محللي الأبحاث في الاتحاد الوطني من أجل الديمقراطية في إيران أن طهران قد تلجأ إلى اعتقال مواطنين أميركيين على أراضيها أو في البلدان التي يتواجد فيها وكلاؤها المسلحون.

أكد تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة أن بعض الأمريكيين يواجهون صعوبة في مغادرة إيران. وحُذِّر المواطنون الإيرانيون من احتمال وجود نقاط تفتيش واستجوابات من قِبل السلطات الإيرانية. وأضاف التقرير: “أبلغ العديد من مواطنينا عن تعرضهم لتأخيرات ومضايقات أثناء مغادرتهم”.


شارك