البورصة تحت ضغط التوترات الجيوسياسية.. وتوقعات بارتداد مرتقب

منذ 4 ساعات
البورصة تحت ضغط التوترات الجيوسياسية.. وتوقعات بارتداد مرتقب

• عطا: استبدال ضريبة مكاسب رأس المال وصفقات الاستحواذ يعززان الثقة في السوق

يُبدي سوق الأسهم المصرية تفاؤلاً حذراً في ظل ضغوط البيع القوية وتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة. ويتوقع العديد من محللي الأسواق المالية انتعاشاً إيجابياً للسوق مع انحسار التطورات الأخيرة، وخطط الحكومة لتأسيس شركات جديدة لتعزيز السيولة والاستثمار.

خسرت البورصة المصرية نحو 7% الأسبوع الماضي، مدفوعة بتطورات الحرب بين إسرائيل وإيران، والتي أثرت على أغلب الأسواق العربية والعالمية.

قال محمود عطا، الرئيس التنفيذي لشركة صك لتداول الأوراق المالية، إن سوق الأسهم المصرية شهدت أداءً سلبيًا منذ بداية التوترات الجيوسياسية في المنطقة. وخسر مؤشر EGX30 القياسي أكثر من 2000 نقطة وأغلق بالقرب من مستوى 30 ألف نقطة، مسجلاً أكبر انخفاض بين أسواق المنطقة.

وأضاف عطا لبرنامج المال والأعمال – الشروق، أنه رغم تأثيره غير المباشر، فإن التوترات دفعت المستثمرين الأجانب إلى بيع أدوات الدين، ما أدى إلى تجاوز سعر صرف الدولار حاجز الـ50 جنيهاً بعد فترة من الاستقرار.

وحذر عطا من أن المخاوف بشأن نقص الغاز قد يكون لها تأثير سلبي على العديد من المصانع في قطاعات رئيسية مثل البتروكيماويات والأسمدة ومواد البناء، وخاصة صناعة الحديد، وهو ما قد يؤثر بدوره على أداء هذه القطاعات في الربعين الثالث والرابع من عام 2025.

يعتقد عطا أن المؤشر القياسي قد صمد حتى الآن فوق مستوى الدعم الرئيسي البالغ 30,000 نقطة، ويتوقع عودة المعنويات الإيجابية مع انحسار التوترات السياسية. وأوضح أن المراجعة نصف السنوية لمؤشر فوتسي 100 هذا الأسبوع ساهمت في زيادة ضغط البيع في السوق، مما فاقم التراجع.

يتوقع عطا أن يحقق سوق الأسهم المصرية عوائد إيجابية على جميع مؤشراته الأسبوع المقبل وحتى الربع الثالث. وسيدعم ذلك عدة عوامل، أبرزها استبدال ضريبة أرباح رأس المال بضريبة الدمغة، مما سيُحسّن مناخ الاستثمار في سوق الأسهم.

ومن المتوقع أن يتجاوز المؤشر القياسي أعلى مستوى له على الإطلاق عند 34500 نقطة في الربع الثالث من العام الجاري، مدفوعاً بالاستقرار المحلي وزيادة الاستثمار العربي.

تعتزم الحكومة طرح عروض خصخصة لعشر شركات على الأقل بحلول عام ٢٠٢٥، منها أربع شركات تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية. وتشمل قائمة العروض أيضًا شركات مدرجة في برنامج الخصخصة الحكومي، منها مزرعة رياح جبل الزيت، وشركة الأمل الشريف للبلاستيك، وشركة مصر للصناعات الدوائية، وشركة صيد للأدوية.

وقال الدكتور سعيد الفكي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة للاستثمارات المالية، إن تراجعات الأسواق مبالغ فيها مقارنة بالدول المتضررة من الصراعات نفسها، والتي كانت تشهد استقراراً أو انتعاشاً.

وأضاف: “من المتوقع أن يظل أداء سوق الأسهم المصرية خلال الفترة المقبلة معتمدًا كليًا على التطورات السياسية في المنطقة. ومع ذلك، من المرجح أن يُعوّض التعافي القوي نصف الخسائر على الأقل، وقد يستهدف المؤشر مجددًا مستوى 31,200 نقطة. ومع ذلك، إذا استمر الارتفاع، فمن المرجح أن يواصل مؤشر الثلاثين نقطة انخفاضه نحو 29,400 نقطة”. ينبغي على المستثمرين تقليص مراكزهم الطويلة وانتظار تطورات الأيام المقبلة.

وأضاف في تصريح لـ”المال والأعمال – الشروق”، أن حالة الذعر دفعت المستثمرين للبيع بشكل عشوائي دون النظر إلى الأسعار، وأن التحليل الفني غير فعال في ظل التوترات المتصاعدة.

 


شارك