تصاعد أحداث الحرب الإسرائيلية الإيرانية يربك حسابات مستثمرى القطاع السياحى

• حتى الآن لم تكن هناك سوى عمليات إلغاء قليلة… وهناك مخاوف من أن تستمر الحرب لفترة طويلة. • رفض الحجوزات المستقبلية حتى تتضح الأوضاع في المنطقة
تسببت التداعيات الجيوسياسية والتوترات الناجمة عن الحرب الإسرائيلية في تأخير خطة الحكومة لجذب 30 مليون سائح سنويا من عام 2028 إلى عام 2031. أعلن ذلك وزير السياحة والآثار شريف فتحي في تصريح صحفي مؤخرا خلال افتتاح مشروع فندقي في القاهرة الكبرى.
تتوقع الأوساط السياحية تأثير وتداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على تدفقات السياحة إلى مصر خلال الفترة المقبلة. وفي ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة الناجمة عن تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، دقّ قطاع السياحة ناقوس الخطر لمراقبة التطورات وتدفقات السياحة.
وفي الشرق الأوسط، أدى اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل إلى إغلاق واسع النطاق للعديد من المجالات الجوية المهمة، مما أدى إلى شل حركة النقل الجوي مؤقتا، وخاصة في المجال الجوي لإسرائيل وإيران والعراق والأردن وسوريا.
تهدف مصر إلى جذب 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقًا للاستراتيجية الحكومية المعلنة مؤخرًا. يُعد قطاع السياحة المحرك الرئيسي للاقتصاد، ومصدرًا هامًا للعملة الأجنبية وفرص العمل. بلغت إيرادات مصر من السياحة حوالي 15.3 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مقارنةً بـ 14.1 مليار دولار أمريكي في عام 2023. في العام الماضي، استقبلت مصر 15.7 مليون سائح، وهو أعلى رقم في تاريخ البلاد. ولولا الاضطرابات الإقليمية المحيطة بمصر، لكان هذا العدد قد ارتفع إلى 18 مليونًا.
أفادت مصادر سياحية بأن تصاعد الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وآخرها الحرب بين إيران وإسرائيل، أدى إلى اضطرابات سياسية واقتصادية. ومن المتوقع أن يؤثر ذلك على هدف البلاد المتمثل في جذب 30 مليون سائح سنويًا وتحقيق إيرادات تتجاوز 15 مليار دولار بين عامي 2028 و2031، وفقًا لبيانات حديثة صادرة عن وزارة السياحة والآثار.
تراقب وزارة السياحة والآثار التطورات في المنطقة لتقييم تأثيرها على السياحة المصرية خلال الفترة المقبلة. وقد أنشأت الوزارة مركز عمليات لمتابعة التطورات الإقليمية في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني. وتشير المؤشرات إلى استمرار تدفق الحجوزات إلى الوجهة المصرية، وأن عمليات الإلغاء كانت ضئيلة حتى الآن. ويخشى المستثمرون من استمرار الحرب لفترة طويلة، مما سيؤثر على السياحة إلى مصر خلال الفترة المقبلة. ويؤكدون انخفاض الحجوزات المستقبلية، ويترقبون تأثير الحرب في الأيام المقبلة.
على مدى أكثر من عام ونصف، نجحت مصر في التغلب على الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتي كان من المتوقع أن تلقي بظلالها الطويلة على السياحة في مصر.
يتابع وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، عن كثب أنشطة غرفة العمليات على مدار الساعة. وتضم الغرفة ممثلين عن الإدارات المركزية لشركات السياحة والفنادق والمحلات التجارية والأنشطة السياحية، بالإضافة إلى وحدة الطيران بالوزارة. وتتولى هذه الوحدة مسؤولية مراقبة النشاط السياحي في مختلف المقاصد المصرية، والتنسيق مع الجهات المعنية داخل مصر وخارجها بشأن حركة الطيران وعودة المعتمرين، لا سيما في ظل الآثار الناجمة عن التطورات الإقليمية. كما تتابع الغرفة أوضاع السياح القادمين إلى مصر من مختلف الدول التي أُغلقت أجواؤها بسبب الأحداث.
ويواصل شريف فتحي التواصل الوثيق مع وزير الطيران المدني الدكتور سامح الحفني، لضمان بقائه على اطلاع بكافة التطورات.
أعلن وزير السياحة والآثار أن عدد السائحين في مصر ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، بنسبة تزيد عن 26% منذ بداية العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
في تصريحات صحفية على هامش افتتاح فندق جديد بالقاهرة الكبرى، أضاف الوزير أن نمو الإيرادات والإنفاق السياحي تضاعف خلال الفترة نفسها مقارنةً بالعام الماضي، ما يؤكد أن الدولة تسير على الطريق الصحيح لتطوير قطاع السياحة وتحقيق أهدافه، بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية للحكومة، والتي تهدف إلى جذب 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات المقبلة.
أكد وزير السياحة والآثار أن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتحقيق هدفها المتمثل في جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2031، آخذةً في الاعتبار مختلف المؤشرات التي قد تُسهم في زيادة أو نقصان هذا العدد. وأكد أن الإمكانات السياحية لمصر تفوق ذلك بكثير.
أكد الوزير أن هذه الزيادة في أعداد السائحين تتطلب توسيع الاستثمارات الفندقية لزيادة الطاقة الاستيعابية، لا سيما في ظل الطلب المتزايد على المقاصد السياحية المصرية. وشرح شريف فتحي استراتيجية الوزارة وأهدافها الرامية إلى زيادة أعداد السائحين والطاقة الاستيعابية للفنادق لتلبية الزيادة المتوقعة في أعدادهم. كما أوضح جهود الوزارة لرفع كفاءة الخدمات في المواقع السياحية والأثرية، بما يعزز تجربة السائح خلال زيارته للمقاصد السياحية المصرية. كما سلط الضوء على جهود الحكومة المصرية لتطوير البنية التحتية ورفع كفاءة شبكات الطرق والمواصلات، مما يُسهم في تسهيل تنقل السائحين بين مختلف الوجهات السياحية.
أكد وزير السياحة على أهمية إزالة جميع المعوقات التي تعيق أو تحول دون تعزيز هذه الاستثمارات، وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات للفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع، وتسريع إصدار الموافقات اللازمة للتراخيص، والحد من الرسوم، وضمان تنافسيتها.
شارك رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بحضور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، في توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين شركة “أداد” العقارية، التابعة لمجموعة سامي سعد القابضة، ومجموعة فنادق حياة. تهدف الاتفاقية إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للغرف الفندقية لتلبية الزيادة المتوقعة في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، من خلال استثمارات فندقية وسكنية من علامات تجارية عالمية في مختلف المناطق الحيوية بالدولة.