الكهرباء تدرس منح مستثمرى السياحة مهلة لسداد 5 مليارات جنيه ديونا متراكمة

تدرس شركات الكهرباء حاليًا طلبات مستثمري السياحة في مختلف المدن السياحية، وخاصةً في جنوب سيناء والبحر الأحمر، للحصول على فترة سماح لسداد الديون المتراكمة على مر السنين. تبلغ هذه الديون قرابة 5 مليارات جنيه مصري، وتؤثر بشكل رئيسي على المشاريع السياحية والفندقية في شرم الشيخ وطابا ودهب بجنوب سيناء، بالإضافة إلى مرسى علم وسفاجا والقصير على البحر الأحمر.
كشفت مصادر سياحية أن الديون المتراكمة على فنادق جنوب سيناء، وخاصةً شرم الشيخ وطابا، لشركات الكهرباء منذ جائحة كوفيد-19 تجاوزت ثلاثة مليارات جنيه مصري. وتعود معظم هذه الديون لشركة قناة السويس لتوزيع الكهرباء. وتتجاوز ديون مشاريع السياحة والفندقة على البحر الأحمر، وخاصةً فنادق مرسى علم وسفاجا والقصير، ملياري جنيه مصري.
خاطب مستثمرو السياحة شركة قناة السويس للكهرباء، طالبين مهلة لسداد ديونهم وإعادة هيكلتها. وتعهدوا بعدم السماح بتراكمها مجددًا. كما طالبوا باستبعاد مدن طابا ونويبع وسانت كاترين من التسويات حتى تعود معدلات الإشغال إلى طبيعتها. ويعود ذلك إلى الانخفاض الحاد في إشغال الفنادق نتيجةً للتوتر السياسي المستمر والأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
كشف التقرير السنوي لغرفة مُشغّلي الفنادق عن عدة أخطاء ارتكبتها شركة قناة السويس للكهرباء. من بين أمور أخرى، أُدرجت الديون المُجدولة لفنادق شرم الشيخ، والمتراكمة منذ جائحة كوفيد-19، ضمن الرسوم الحالية، رغم التزام مُشغّلي السياحة بسدادها في مواعيدها عبر شيكات دورية، والتي لم تُسجّل.
وفي سياق مماثل، دعا مستثمرون سياحيون من مرسى علم إلى إيجاد حلول سريعة لمشكلة نقص الكهرباء في المنطقة، في ظل ضعف القدرة الكهربائية للمنطقة واعتمادها على مولدات الديزل.
أكدوا على ضرورة زيادة إمدادات الكهرباء لتلبية الطاقة الاستيعابية الإجمالية للفنادق في المدينة، فضلًا عن الزيادة المتوقعة في الغرف الفندقية بالمنطقة خلال الفترة المقبلة. وأشاروا إلى أن مرسى علم تضم أكثر من 18 ألف غرفة فندقية، وأنه يجب تحسين كفاءة الكهرباء لتشغيل 9437 غرفة إضافية قيد الإنشاء. كما دعا المستثمرون إلى توسيع مشاريع الكهرباء وزيادة استخدام الطاقة الشمسية كحل مستدام وصديق للبيئة يدعم تحول الفنادق إلى فنادق صديقة للبيئة. وأكدوا أن نقص الكهرباء في المدينة يحد من فرص الاستثمارات الجديدة.
أوضح الدكتور عاطف عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم، أن الفنادق التي تعمل بالطاقة الشمسية تعاني من ارتفاع تكاليفها، وتعجز عن التوسع أو إضافة غرف جديدة. وأشار إلى أن استخدام الطاقة الشمسية في الفنادق لتشغيل مولدات الإضاءة في العديد من القرى السياحية له تأثير سلبي على البيئة، ويتعارض مع جهود الدولة للتحول إلى السياحة الخضراء، ويزيد من الأعباء على الفنادق السياحية.
أشار الدكتور عاطف عبد اللطيف إلى أن مرسى علم لا تزال تتمتع بإمكانات نمو كبيرة، لا سيما في زيادة عدد الغرف الفندقية. ولا يمثل عدد الغرف العاملة حاليًا سوى حوالي 27.5% من الطاقة الاستيعابية للفنادق، والتي تبلغ حاليًا 18,405 غرف. ويبلغ إجمالي الغرف قيد الإنشاء في مرسى علم 9,437 غرفة، بينما يبلغ إجمالي الغرف المخطط إنشاؤها في منطقة مرسى علم 31,986 غرفة. ويوفر قطاع السياحة في القصير ومرسى علم 7,600 فرصة استثمارية.
وأوضح نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم أنه على الرغم من أن الطاقة الفندقية في مرسى علم لم تصل إلى كامل طاقتها التشغيلية بعد، إلا أن قطاع السياحة هناك يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في نقص الكهرباء للمشاريع الجديدة وبعض المشاريع القائمة تعمل بالطاقة الشمسية.
وأشار إلى أنه إذا أردنا تنفيذ خطة الدولة لجذب 30 مليون سائح سنويا، فلا بد من زيادة القدرة الكهربائية اللازمة لتلبية احتياجات القطاع وتمكين عدد من الفنادق القائمة التي تعمل بالطاقة الشمسية من التحول إلى الطاقة الكهربائية، وبالتالي خلق “فنادق خضراء” صديقة للبيئة.
دعا نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم إلى زيادة الجهد في قطاع مرسى علم وزيادة كفاءة محطات الطاقة المحلية حتى يمكن ربط المزيد من غرف الفنادق قيد الإنشاء بالشبكة بسرعة أكبر. وأكد الدكتور عاطف عبد اللطيف على ضرورة تعديل أسعار الكهرباء للفنادق حتى تتمكن من تغطية تكاليفها وضمان توفر الأموال الكافية للتوسع الاستثماري. وأضاف أن تحديات نقص الكهرباء في المدينة تحد من فرص الاستثمارات الجديدة في ظل نقص الكهرباء. كيف يمكن إنفاق مئات الملايين على افتتاح غرف فندقية جديدة في ظل وجود نقص في الطاقة؟ وأشار نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم إلى ضرورة التوسع في مشاريع الكهرباء والاستفادة بشكل أكبر من الطاقة الشمسية كحل مستدام وصديق للبيئة لدعم تحول الفنادق إلى فنادق خضراء.