سجيل وفتاح وقاسم.. أذرع الردع الصاروخي الإيراني التي تؤرق إسرائيل وتخترق دفاعاتها

منذ 4 ساعات
سجيل وفتاح وقاسم.. أذرع الردع الصاروخي الإيراني التي تؤرق إسرائيل وتخترق دفاعاتها

مع كل دفعة من الصواريخ التي تطلق على المستوطنات الإسرائيلية من الأراضي الإيرانية أو حلفائها الإقليميين، تضيء ألسنة الحرب سماء الليل وتفتح الملاجئ تحت الأرض – وهو مشهد مألوف الآن لملايين المستوطنين.

وخلف هذه الصواريخ توجد ترسانة صاروخية إيرانية متطورة، والتي أصبحت تشكل معضلة حقيقية للدفاع الجوي الإسرائيلي المتعدد الطبقات.

لم تعد أسماء مثل “سجل” و”القسام” و”فتح” مجرد رموز عسكرية، بل أصبحت رموزاً للخوف في الوعي الإسرائيلي.

وتحلل الشروق في ما يلي أهم المعلومات عن هذه الصواريخ الباليستية التي تشكل حجر الأساس في قوة الردع الإيرانية، استناداً إلى تقارير موقعي “التهديد الصاروخي” و”التعرف على الجيش”، فضلاً عن وكالة الاستخبارات الأميركية “جينز”.

من سكود إلى شهاب: بدايات الصواريخ الإيرانية

بدأت إيران تطوير صواريخها خلال حرب العراق في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت تتعرض لهجمات صاروخية وتفتقر إلى وسائل الرد. في ذلك الوقت، استوردت صواريخ سكود من ليبيا وكوريا الشمالية والصين. وبدأ فريق بقيادة حسن طهراني، رائد الهندسة العكسية، بإنتاج صواريخ شهاب، وفي النهاية طوّر صاروخ شهاب-3، القادر على ضرب عمق إسرائيل.

وعلى الرغم من مدى صاروخ شهاب، إلا أنه كان يفتقر إلى مزايا حاسمة فيما يتعلق بالاتصالات والقدرة على المناورة، مما دفع إيران إلى تطوير جيل جديد تماما.

سجيل: أول صاروخ إيراني يعمل بالوقود الصلب

سجيل هو أول صاروخ باليستي إيراني مُنتج محليًا بالكامل، وهو ليس نسخة مُعدّلة من صاروخ سكود. أُعلن عن هذا الصاروخ عام ٢٠٠٩، ويعمل بالوقود الصلب بدلًا من السائل، مما يمنحه قدرة أكبر على المناورة، وقدرة على التخفي، ووقت إطلاق أقصر.

وفقًا لموقع “التهديدات الصاروخية”، يبلغ مدى صاروخ سجيل 3 4000 كيلومتر ويزن حوالي 37 طنًا. وهذا يجعله من أثقل الصواريخ الإيرانية وأكثرها تطورًا. وقد أكدت إيران استخدامه في قصف المستوطنات الإسرائيلية.

فتح 1: دخول إيران إلى عالم الصواريخ الأسرع من الصوت

في عام ٢٠٢٣، أعلنت إيران عن إطلاق أول صاروخ فرط صوتي لها، فاتح ١، إحياءً لذكرى اغتيال حسن طهراني مقدم. واستُخدم الصاروخ لاحقًا في عملية الوعد الصادق ٢ ردًا على اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني. وبسبب سرعته، لم يتمكن السكان من الوصول إلى الملاجئ قبل هبوطه.

قاسم بصير: عقل ذكي ومحصن ضد التدخل

طورت إيران صاروخا جديدا أطلقت عليه اسم “قاسم بصير”، وهو تطوير لصاروخ “الحاج قاسم” الذي سمي على اسم القائد الراحل قاسم سليماني.

يتميز الصاروخ برأس بصري ذكي يعمل بالأشعة تحت الحمراء مما يجعله محصنًا ضد التداخل الإلكتروني ومستقلًا تمامًا عن أنظمة التوجيه عن بعد.

صُنع هيكل الصاروخ أيضًا من مواد غير معدنية، مما يُقلل من بصمة الصاروخ الرادارية. ويمكن فصل الرأس الحربي، الذي يزن نصف طن، عن هيكل الصاروخ لتحسين قدرته على المناورة وتجنب الاعتراض.

خرمشهر وخيبر شكان: زيادة المدى والحمولة

وفي العام نفسه (2023)، قدمت إيران صاروخ خرمشهر الذي يصل مداه إلى 2000 كيلومتر ويحمل رأساً حربياً يزن حتى 1.5 طن، أي ضعف حمولة معظم الصواريخ الإيرانية الأخرى.

في غضون ذلك، أُعلن عن صاروخ “خيبر شيكان”. زُوّد الصاروخ برأس حربي غير معدني لتقليل بصمته الرادارية وزيادة قدرته على المناورة، ما يسمح له بالوصول إلى الأهداف البعيدة بفعالية أكبر، والتهرب من أنظمة الكشف والاعتراض.

وتُظهِر هذه التطورات الصاروخية أن إيران لا تكتفي بمجرد ردع خصومها الإقليميين، بل تسعى بدلاً من ذلك إلى خلق علاقات قوة جديدة بمساعدة صواريخها بعيدة المدى، التي أصبحت ركيزة أساسية في حربها النفسية والعسكرية ضد إسرائيل.


شارك