تقرير رسمي عن حجم انتهاكات الحرب بالسودان

كشف تقرير سوداني رسمي عن حجم جرائم الحرب المرتكبة في السودان. قدّم الفاتح طيفور، النائب العام السوداني ورئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الإنساني الدولي والوطني، التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وكشف التقرير الذي قدم الثلاثاء الماضي في إحاطة بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان خلال الدورة التاسعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان، عن مقتل وجرح واغتصاب وإخفاء واعتقال قسري لمئات الآلاف من السودانيين منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، بحسب موقع الجزيرة نت الإخباري.
وأشار إلى أن “ميليشيات الدعم السريع المتمردة ارتكبت جرائم إبادة جماعية وقتل خارج نطاق القانون في ولاية الجزيرة ومناطق الجنينة وأردمتا والجمعية والصالحة والأبيض والنهود والخوي وكذلك في معسكري زمزم وأبوشوك”.
الانتهاكات الموثقة
وبحسب التقرير ذاته، بلغ إجمالي ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان 28613 قتيلاً و43575 جريحاً.
وذكرت أن “الميليشيا المتمردة” استخدمت العنف الجنسي على نطاق واسع، بما في ذلك الاغتصاب الفردي والجماعي والاستعباد الجنسي، كسلاح ووسيلة للإذلال بهدف تهجير المجتمعات وتغيير التركيبة الديموغرافية.
وأشار إلى أن هذه الانتهاكات موثقة في تقارير الأمم المتحدة. كما سجّلت اللجنة الوطنية 98 حالة اغتصاب، ووثّقت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة 1392 حالة اغتصاب، شملت قاصرات. ويمثل هذا أقل من 2% من الحالات المُبلّغ عنها، خشية الضحايا من الوصمة الاجتماعية.
وبحسب التقرير نفسه، انتهكت “ميليشيا المتمردين” حقوق الأطفال بتجنيد 9000 طفل قسرًا وإرسالهم إلى ساحات القتال. كما جنّدت عصابات مرتزقة أجنبية من أكثر من 12 دولة.
وفقاً لتحقيقات اللجنة الوطنية، سُجِّلت 14,506 حالات اختفاء قسري واحتجاز قسري وتصفية للسجناء. وأشار التقرير إلى اكتشاف 965 مقبرة جماعية، يُفترض أنها ضمّت أعداداً كبيرة من المختفين والمحتجزين قسراً والمُصفَّين.
التدمير المنهجي
وأضاف التقرير أن ما يسمى بـ”ميليشيات التمرد” استخدمت الطائرات بدون طيار بشكل ممنهج لمهاجمة وتدمير الأهداف المدنية، بما في ذلك ملاجئ النازحين والمطارات والسدود ومحطات الطاقة وبورتسودان ومستودعات الوقود والمستشفيات والسجون.
وبحسب المصدر نفسه، قدمت اللجنة الوطنية للتحقيق في الجرائم وانتهاكات القانون الإنساني الوطني والدولي تقريرين عن عملها. وفي هذين التقريرين، تؤكد اللجنة استقلالية تحقيقاتها والتزامها بالامتثال لجميع متطلبات المحاكمة العادلة والمعايير المهنية. وتتبع نهجًا يُسهّل الوصول إلى العدالة من خلال زيارات ميدانية لمقابلة الشهود والضحايا، دون التقيد بالاختصاص الإقليمي.
وتوزعت القضايا المسجلة على النحو التالي: 120,594 قضية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإرهاب، التي ارتكبتها “الميليشيات المتمردة”.
بلغ إجمالي الدعاوى المرفوعة ضد أفراد القوات المسلحة النظامية في قضايا فردية غير منهجية 257 دعوى، وتم رفض 570 دعوى خلال التحقيق الأولي.
أُنجزت التحقيقات في 3997 قضية أُحيلت إلى المحاكم الوطنية. وصدرت أحكام في 1093 قضية، وأُعلن 619 متهمًا هاربين، وقُدِّموا للعدالة.
وأجرت اللجنة اتصالات مع ست دول لطلب تسليم 17 مشتبهاً بهم يعتقد أنهم موجودون على أراضيها.
التوصيات
وأكد التقرير نفسه على “نزاهة السلطات القضائية الوطنية وكفاءتها واستعدادها وقدرتها على تحقيق العدالة ومنع الإفلات من العقاب”.
وأكد أنه “لا مجال للفوضى والإفلات من العقاب”، وأنه “مع انحسار التمرد وهزيمته وعودة مواطنيه فإن السودان يسير على طريق الاستقرار”.
واختتم كلمته بعدد من التوصيات، منها: إدانة سلوك “الميليشيات المتمردة” (قوات الدعم السريع). اعتبرها جماعة “إرهابية” حظر نشاطه وتنقلاته. ويُصنف قادة التنظيم ضمن العناصر “الإرهابية”.
كما أوصت بإنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، ودعم اللجنة الوطنية في أداء مهامها، واستبعاد أي آلية خارجية بديلة، وتعزيز التكامل بين المجلس واللجنة الوطنية.
ودعا أيضاً دول المنطقة إلى التعاون مع اللجنة الوطنية للوصول إلى الضحايا والشهود واستعادة المسروقات.