الإيجار القديم.. نقاشات حزبية وبرلمانية موسّعة حول القانون قبل عرضه على الجلسة العامة لمجلس النواب

منذ 4 ساعات
الإيجار القديم.. نقاشات حزبية وبرلمانية موسّعة حول القانون قبل عرضه على الجلسة العامة لمجلس النواب

قبل عرض مشروع القانون على الجلسة العامة لمجلس النواب، جرت مناقشات داخلية حزبية وبرلمانية موسعة حول قانون الإيجار القديم.

وقال سياسي من حزب مستقبل وطن: المشكلة تكمن في بند الإخلاء، وكان ينبغي للحكومة أن تكتفي بزيادة الإيجارات.

الحزب الديمقراطي المصري: مناقشات تفصيلية الأسبوع المقبل ومقترح لمعادلة عادلة تراعي الأرض والموقع وتاريخ العقد.

 

يسود ترقبٌ ونقاشٌ داخليٌّ حادٌّ بين الأحزاب السياسية حول مشروع القانون الحكومي المُقترح، والذي يتناول بعض الأحكام المتعلقة بقانون الإيجارات وإعادة هيكلة عقود الإيجار. وتدرس عدة أحزاب تفاصيل مشروع القانون بعناية، وتستعدّ لحسم مواقفها قبل المناقشة المُرتقبة في البرلمان. وتُشدّد هذه الأحزاب على ضرورة تحقيق توازنٍ عادلٍ بين حقوق المُلاك وشروط المستأجرين.

قال ياسر عمر نائب رئيس لجنة التخطيط والموازنة بمجلس النواب والقيادي بحزب مستقبل وطن إن مشروع قانون الإيجار القديم الذي تقدمت به الحكومة يمكن تعديله عند عرضه على الجلسة العامة وإقراره بصيغته الحالية.

صرح عمر لصحيفة الشروق أن الإشكالية الرئيسية في مشروع القانون تكمن في بند الإخلاء، الذي يُلزم المستأجرين بإخلاء شققهم بعد سبع سنوات. واعتبر هذا البند بالغ الحساسية. ووفقًا لحكم المحكمة الدستورية، كان من الأفضل للحكومة أن تكتفي بزيادة الإيجار لتحديد إيجار عادل يعكس واقع السوق، دون تضمين بند الإخلاء.

وينص مشروع القانون على فترة انتقالية لتحرير الإيجارات تمتد إلى سبع سنوات بالنسبة للوحدات المؤجرة للأغراض السكنية وخمس سنوات بالنسبة للوحدات المؤجرة لأغراض غير سكنية.

أكد إيهاب منصور، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بمجلس النواب، أن الحزب سيعقد سلسلة لقاءات مكثفة مع عدد من الخبراء القانونيين والدستوريين خلال الأسبوع المقبل لمناقشة مشروع القانون الجديد، بهدف بلورة رؤية شاملة تحقق العدالة الاجتماعية في ظل احترام الإطار القانوني والدستوري.

صرح منصور لصحيفة الشروق أن المشروع يتضمن بنودًا مثيرة للجدل، لا سيما فيما يتعلق بتحديد القيم الإيجارية. وأشار إلى أن مقترح الحكومة بتقسيم الوحدات السكنية إلى ثلاث شرائح لا يُراعي بشكل كافٍ اختلافات المساحة وعمر البناء وتواريخ توقيع العقود. وهذا يتطلب مزيدًا من البحث.

كشف عن مقترح سيقدمه للحزب، ويعتمد على صيغة عادلة تراعي عدة عوامل، منها موقع العقار، وحالة الطريق (رئيسي أو فرعي)، ومساحة الوحدة، وسعر الأرض. وسيتم تصنيف المناطق من “جيد جدًا” إلى “ضعيف جدًا”. وأشار إلى إمكانية تطبيق هذه الصيغة إلكترونيًا لتحديد القيمة الإيجارية العادلة في كل حالة على حدة.

وشدد منصور على ضرورة حماية الفئات الأكثر ضعفاً، وأكد التزامه بمقترح يلزم المتقاعدين الذين لا يملكون عقارات أو حسابات بنكية بدفع إيجار يتجاوز 20% من قيمة معاشهم، على أن تتحمل الدولة الفرق لدعم الطرفين دون الإضرار بالملاك.

فيما يتعلق بفترة الإخلاء، أشار إلى وجود تباين كبير بين مقترحات الملاك، الذين يطالبون بثلاث سنوات كحد أقصى، والمستأجرين الذين يفضلون فترات غير محددة. وأكد على أهمية إيجاد حل قانوني يحقق التوازن بين الطرفين، مع ضمان التزام الحكومة بتوفير مساكن بديلة لمستحقيها.

من جانبه، أكد محمد وفيق عزت، نائب رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب وأمين أمانة المجالس المحلية المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أن الحزب يمثل موقفًا متوازنًا قائمًا على مبدأ “لا ضرر ولا ضرار”. وأكد التزام الحزب بالمساواة بين الطرفين، لا سيما فيما يتعلق بكبار السن ومحدودي الدخل في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

أوضح عزت لـ”الشروق” وجود مقترحات متفق عليها داخل الحزب، أبرزها تمديد مدة إيجار الوحدات السكنية إلى سبع سنوات بدلاً من خمس. كما التزمت الدولة بتوفير مساكن بديلة للمستأجرين المتعثرين من خلال مشاريع الإسكان الاجتماعي.

من جانبه، أكد عبد السنيد اليمامة، رئيس حزب الوفد، أن أعضاء الكتلة البرلمانية سيناقشون مشروع القانون تفصيليًا الأسبوع المقبل لبلورة موقف موحد للجلسة العامة. وأضاف لـ”الشروق” أن المناقشات ستقتصر على أعضاء مجلس نواب الحزب، ولن يكون هناك نقاش عام.

وافقت اللجنة البرلمانية المشتركة، التي تضم لجان الإسكان والحكم المحلي والشؤون الدستورية والتشريعية، مؤخراً على مشروع القانون الذي اقترحته الحكومة بشأن بعض الأحكام المتعلقة بقانون الإيجار وإعادة هيكلة العلاقات بين المالك والمستأجر.


شارك