مركز حقوقي: محكمة إسرائيلية تجيز هدم جماعي للمنازل بمخيم جنين

قال مركز عدالة لحقوق العرب في إسرائيل، اليوم الأربعاء، إن المحكمة العليا صادقت على “الهدم الجماعي” لمنازل فلسطينية في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال المركز في بيان اطلعت عليه وكالة الأناضول، إن المحكمة الإسرائيلية رفضت، الثلاثاء، طلبا عاجلا تقدم به المركز في 12 يونيو/حزيران الماضي، لوقف أعمال هدم واسعة النطاق في مخيم جنين.
وأضاف أن رفض المحكمة يعني أن الجيش الإسرائيلي حصل على “الضوء الأخضر” للمضي في هدم نحو 90 مبنى مدنيا في الضفة الغربية.
واعتبرت منظمة عدالة موقف المحكمة “اعترافا بالادعاءات العامة للجيش الإسرائيلي بأن عمليات الهدم كانت ضرورية لضمان حرية حركة القوات الإسرائيلية داخل المخيم”.
وفي التماسه إلى المحكمة، زعم المركز أن هذا التدمير يشكل “انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي”.
وأشار إلى أن قرار المحكمة جاء في أعقاب أمر عسكري مماثل صدر في 19 آذار/مارس الماضي، والذي سمح أيضاً، بحسب المصدر، بهدم نحو 95 مبنى في جنين.
وتمثل هذه القرارات “امتدادًا لأعمال الهدم واسعة النطاق” التي وافقت عليها المحكمة العليا الإسرائيلية سابقًا.
في السابع من مايو/أيار، رفضت المحكمة العليا التماساً تقدمت به منظمة عدالة ضد هدم أكثر من 100 منزل ومبنى مدني في مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين.
في المقابل، أشار مركز حقوق الإنسان في بيانه اليوم إلى أن موقف المحكمة “لا يتناول حقيقة أن هذه المناطق غير مأهولة بالسكان حالياً ولا تحدث أي اشتباكات فيها”.
وأضاف: “كما تجنبت المحكمة مراجعة تصنيف الجيش الإسرائيلي للمخيم بأكمله (جنين) كمنطقة قتال”، بحسب البيان نفسه.
وفي هذا السياق وصف المركز قرار المحكمة بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي وغطاء قانوني لسياسة الجيش الإسرائيلي في التدمير الممنهج لمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية”.
وأكد أن “رفض المحكمة التدخل (لقبول الالتماسات) يشكل ترسيخاً لسياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري على نطاق واسع وتكريساً لثقافة الإفلات من العقاب”.
وأكد المركز في بيانه أن خطط الهدم “تأتي في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل في عموم الضفة الغربية، وخاصة في مخيمات اللاجئين، والذي أدى إلى تهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم”.
منذ بداية العام، قامت إسرائيل بإجلاء معظم سكان مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمال الضفة الغربية.
وبحسب المركز، نفذ الجيش الإسرائيلي “عمليات هدم إضافية كثيرة دون سابق إنذار” في الأشهر الأخيرة، مما يجعل من الصعب تقييم حجم الأضرار بشكل كامل.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة. قُتل وجُرح ما يقرب من 185 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين. كما نزح مئات الآلاف ويواجهون خطر المجاعة.
بالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. قُتل ما لا يقل عن 979 فلسطينيًا، وجُرح ما يقرب من 7000 آخرين، واعتُقل أكثر من 17500 شخص.