خبير: إسرائيل لا تقوى على صراع طويل في المنطقة بهذه الطريقة إلا إذا كانت تعول على انخراط أمريكا بشكل مباشر

منذ 4 ساعات
خبير: إسرائيل لا تقوى على صراع طويل في المنطقة بهذه الطريقة إلا إذا كانت تعول على انخراط أمريكا بشكل مباشر

تحاول إسرائيل بدعم أمريكي تدمير دول المنطقة والسيطرة عليها. نتنياهو رجل مجنون يراهن على توقيتات ونتائج غير متوقعة، وهو لا يخوض الحرب بنفسه بل بقوة ودعم الولايات المتحدة. ليس من مصلحة الولايات المتحدة شنّ حرب مباشرة، فهذا يُهدّد مصالحها. رهان إسرائيل سيفشل، لأن إيران قادرة على مواجهتها. – إن الحرب ضد إيران ستؤدي إلى تراجع أو تراجع القتال في قطاع غزة، ولو مع مرور الوقت فقط.

حذر مدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل من أن إسرائيل بدعم أميركي تريد الهيمنة والسيطرة على المنطقة من خلال تدمير كل دولها، وخاصة من خلال عدوانها الحالي على إيران.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء على هامش مشاركته في مؤتمر بجامعة البوسفور بإسطنبول، والذي ناقش التطورات في الشرق الأوسط في ظل التنافس بين القوى الكبرى وإعادة تشكيل شبكات التجارة.

فجر الجمعة، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، هجومًا واسع النطاق على إيران. قصفت إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية، واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين. وأسفر الهجوم عن مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين.

في المساء نفسه، بدأت إيران بالرد بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. ووفقًا للمكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية، أسفر هذا الهجوم عن مقتل 24 شخصًا على الأقل وإصابة المئات، وتسبب في أضرار جسيمة بالممتلكات بحلول يوم الثلاثاء.

** الصراع في الشرق الأوسط

وتحدث خليل عن تنظيم المؤتمر يومي 16 و17 يونيو/حزيران، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط وسط العدوان الإسرائيلي المستمر على كل من إيران وقطاع غزة.

وقال: “اختار المؤتمر عنوان “التنافسية الدولية والصراع في الشرق الأوسط”، لكن العنوان الصحيح هو “الصراع الدولي في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “إن الصراع على الشرق الأوسط والصراع داخل الشرق الأوسط نفسه هو صراع على هيمنة مشاريع معينة، وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية التي تقف وراءها”.

وتابع: “تل أبيب تريد للمشروع الإسرائيلي الهيمنة على المنطقة والسيطرة على كل الدول القائمة وتدميرها. تريد تدمير كل قوة قائمة على أساس أن إسرائيل ستسيطر على المنطقة”.

هذا ما تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى تحقيقه، والصراع اليوم مع إيران كان بتحريض مباشر من إسرائيل. أي أن الهجمات الإسرائيلية المباشرة أدت إلى اندلاع الحرب، كما قال خليل.

وتساءل: “هل تستطيع إسرائيل تحقيق برنامجها (أهدافها)؟ كلا، فهي لا تستطيع تحقيق برنامجها، ولن تتمكن من إدارة الصراع بالطريقة المتبعة حالياً”.

وأوضح خليل أن “إسرائيل لا تستطيع أن تستمر في صراع طويل الأمد في المنطقة بهذه الطريقة إلا إذا كانت تتوقع من الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر في الصراع”.

** الحسابات الأمريكية

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من الحرب وعواقبها، قال خليل: “إن الولايات المتحدة لا تستطيع، كلاعب عقلاني في العلاقات الدولية، وليس كلاعب لا يمكن التنبؤ بخطواته التالية، أن تشن حرباً ضد إيران بهذه الطريقة وفي هذا الوقت”.

وبرر ذلك بقوله: “أولاً، لأن الولايات المتحدة لديها نحو 80 ألف جندي متمركزين على الأرض (في المنطقة) ومصالحها في دول الخليج مهددة، وكذلك مصالح الطاقة الدولية في الخليج وجميع المصالح الأميركية في آسيا الوسطى وإيران والخليج وبحر العرب والمنطقة العربية بشكل عام”.

وأضاف: “لذلك، ليس من مصلحة الولايات المتحدة خوض حرب مباشرة إلى جانب إسرائيل. لقد غامروا. هذه المغامرة تسعى لتحقيق أهداف إقليمية ودولية، ومن الواضح أنها ستفشل لأن إيران قادرة على معارضتها، وأعتقد أن إسرائيل لم تحسب هذا الأمر بشكل صحيح”.

من الواضح أن الإعلانات حتى الآن تشير إلى أن الحرب ليست ضربة سريعة، بل تستغرق وقتًا. وإذا نظرنا عن كثب، نجد أن إسرائيل علّقت رحلاتها الجوية حتى 30 يونيو/حزيران، أي لمدة أسبوعين تقريبًا، كما قال خليل.

** تدابير التهدئة

فيما يتعلق بجهود تهدئة الوضع واحتمال نشوب حرب، قال خليل: “أعربت دول عديدة عن استعدادها للتدخل لحل المشكلة. وقد أعلنت الولايات المتحدة نفسها رغبتها في إنهاء الحرب على غرار الحرب بين الهند وباكستان. وهذا يعني أن الأمر سيستغرق بضعة أيام”.

وأضاف: “هذا ما تم الإعلان عنه حتى الآن، ولكن هنا أيضاً يتحدث المحلل عن فاعل سياسي عقلاني في العلاقات الدولية، أي شخص يفكر من خلال حساباته”.

وأضاف: “لكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو مجنون. ما يفعله مقامرة، لا يمكن التنبؤ بتوقيتها ونتائجها بدقة. إنه لا يخوض الحرب بنفسه، بل بقوة ودعم الولايات المتحدة”.

وأضاف خليل “لكن هذه المرة، من وجهة نظرنا، لا تستطيع الولايات المتحدة الدخول في الحرب بشكل مباشر، وبالتالي فإن الحرب لن تدوم طويلاً”.

وأوضح: “لن تكون كحرب السابع من أكتوبر (في قطاع غزة)، ولن تكون كغيرها من الحروب. هل ستكون كالحرب بين الهند وباكستان (التي استمرت بضعة أيام مؤخرًا)؟ من الواضح أيضًا أنها ستستمر لفترة أطول من سابقتها، لكن كيف ومتى ستنتهي هو مجرد تكهنات”.

بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاركة وراءها نحو 185 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.

** التأثير على غزة

وعندما سئل عن تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على حرب الإبادة في قطاع غزة، أجاب خليل: “أولاً، إذا تحدثت إسرائيل عن سحب بعض وحداتها العسكرية (من غزة) لحماية حدودها أو لحماية ما تراه حدوداً مع الأردن وحدوداً مع فلسطين، فإن هذا من شأنه أن يخفف الضغط على القتال في قطاع غزة”.

منذ بدء العدوان على إيران، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل العشرات من الفلسطينيين يومياً في قطاع غزة المحاصر، بمن فيهم الباحثون عن الطعام، ضمن سياسة تجويع ممنهجة.

وأضاف الخليل: “ثانياً، تتحدث إسرائيل الآن عن إمكانية التوصل إلى اتفاق يتضمن مطالب حماس، وهي وقف إطلاق نار طويل الأمد، وليس هدنة. هذا هو البحث عن حل، حتى لو كان خداعاً”.

وختم بالقول: “إن الحرب على إيران أثرت على قطاع غزة بشكل عام، ومن الواضح أنها ستؤدي إلى تقليص القتال أو وقفه ولو مع مرور الوقت”.


شارك