المشاط: المنطقة تمر بتحولات جذرية ومصر عازمة على المضي قدمًا في الإصلاحات

قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن المنطقة تشهد تغيرات جذرية، ومصر عازمة على المضي قدماً في الإصلاحات.
جاء ذلك خلال كلمتها في مؤتمر صحفي مشترك مع حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، بمقر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، بمناسبة إطلاق تقرير الاستثمار العالمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد). ويتناول التقرير الاتجاهات الرئيسية للاستثمار الأجنبي المباشر عالميًا في عام 2024، ومكانة مصر بين أكثر وجهات الاستثمار جاذبيةً، في ظل الإصلاحات التي تنفذها الحكومة المصرية.
أكدت المشاط أهمية توقيت صدور التقرير، لا سيما في ظل حالة عدم اليقين والتقلبات العالمية الراهنة. فالظروف أكثر تعقيدًا من تلك التي أُعدّ التقرير في ظلها، وتعكس نتائجه الواقع في عام ٢٠٢٤.
وأضافت أن التقرير أظهر أن مصر ستحتل المرتبة التاسعة عالميًا والأولى أفريقيًا بين أكثر الدول جذبًا للاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2024، باستثمارات تبلغ 47 مليار دولار. وفي عام 2023، ستحتل مصر المرتبة 32 عالميًا باستثمارات تبلغ 10 مليارات دولار. وهذا يُظهر أن الحكومة تضع تعزيز القطاع الخاص وجذب الاستثمارات ضمن أولوياتها، وهو ما انعكس في التطور الإيجابي لمعدل النمو في الربع الثالث من العام المالي الحالي، والذي فاق التوقعات.
وأكدت على الجوانب الإيجابية لتركيز التقرير على التطورات في أفريقيا، وخاصةً في مصر، حيث سُلِّط الضوء على اتفاقية رأس الحكمة كنموذج مبتكر يجمع بين عنصرين: الاستثمار المباشر وآلية مبادلة الديون. وأضافت أن هذا النموذج يأتي في وقت حاسم، ويعكس قدرة البلاد على استخدام أدوات مبتكرة لجذب التمويل والاستثمار وتوظيفها دعمًا لأولوياتها الوطنية.
وأشارت أيضًا إلى كلمة الأمين العام للأونكتاد، التي أكد فيها على أهمية حشد التمويل للقطاع الخاص. وفي هذا السياق، استضافت مصر مؤتمرًا موسعًا في وقت سابق من هذا الأسبوع حول تمويل التنمية وتعزيز دور القطاع الخاص في النمو وخلق فرص العمل. علاوة على ذلك، يُمثل هذا المؤتمر منصةً لتطبيق مبدأ التعاون بين المؤسسات المالية الدولية والحكومات الوطنية دعمًا لأجندة الاستثمار والتنمية.
وفي هذا السياق، أكدت أن مصر تمكنت من حشد أكثر من 15.6 مليار دولار للقطاع الخاص خلال السنوات الخمس الماضية، حيث إن العلاقات بين التجارة والاستثمار والتنمية مترابطة ومتكاملة بشكل وثيق، وتعد زيادة الاستثمار الخاص والأجنبي أحد أهم السبل لتحقيق النمو الشامل والمستدام.
وأضافت أن أهمية هذا التقرير لا تكمن فقط في وظيفته كأداة رصد، بل أيضًا في دعوته إلى العمل، وضرورة بناء ثقة أكبر بين جميع الأطراف الدولية الفاعلة. فالثقة هي العملة الأهم في النظام الدولي، وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجهها المنطقة والعالم، فإن الحفاظ على هذه الثقة وتعزيزها يتطلبان جهودًا مشتركة ورؤية موحدة.
وأكدت أنه لا يمكننا إغفال مشكلة الفجوة الرقمية، فهي تُمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الدول النامية. ولم تعد هذه المشكلة تقتصر على البنية التحتية الرقمية، بل ازدادت تعقيدًا مع صعود الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من خطر تخلف بعض الدول عن الركب. وبينما شددت الأمم المتحدة على شعار “لا تتركوا أحدًا يتخلف عن الركب” في عام ٢٠٢٠، فإن هذا الشعار أصبح أكثر إلحاحًا اليوم نظرًا للتفاوت الكبير في الوصول إلى الثورة التكنولوجية الحديثة.