تصاعد حرب إسرائيل وإيران.. هل الوقت مناسب لاستنئاف برنامج الطروحات؟

منذ 5 ساعات
تصاعد حرب إسرائيل وإيران.. هل الوقت مناسب لاستنئاف برنامج الطروحات؟

وأكد خبراء أسواق المال لايجي برس أن إتمام برنامج الطروحات الحكومية في هذا التوقيت سيؤدي إلى ضعف الطرح أو فشله، خاصة في ظل حذر المستثمرين في الأسواق المالية بسبب تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي بدأت الجمعة الماضية، وأدت إلى خسائر فادحة في أسواق الأسهم الإقليمية هذا الأسبوع.

أعلنت وزارة المالية المصرية في تقريرها المالي أن مصر تخطط لجمع ما بين أربعة وخمسة مليارات دولار خلال السنة المالية المقبلة، التي تبدأ في يوليو/تموز، من خلال طرح أسهم حكومية في إحدى عشرة شركة. من بين هذه الشركات خمس شركات تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، التابع للقوات المسلحة.

وكان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قد صرح في مؤتمر صحفي سابق، بأن مصر عازمة على استئناف برنامج الطروحات العامة خلال العام المالي المقبل، بشرط بقاء الوضع الراهن في المنطقة دون تغيير وعدم تصعيد التوترات الجيوسياسية الحالية.

التعامل معها بعناية

قالت خبيرة سوق الأسهم، حنان رمسيس، إنه في ظل الأزمة التي تشهدها المنطقة وتصاعد وتيرة الحرب، لا يستطيع السوق المحلي حاليًا استيعاب سندات حكومية جديدة. وقد تسبب ذلك في خسائر فادحة للمستثمرين في الأسواق المالية في المنطقة، وأدى أيضًا إلى تراجع قيم التداول في البورصات، بما فيها السوق المصرية.

وأضافت أنه يجب انتظار الفترة الحالية حتى تتعافى المؤشرات، إلا إذا شاركت مؤسسات معينة في الطرح العام الأولي وغطت الجزء المخصص للإصدار، مما ساهم في نجاحه، أو بحثت الشركة عن مستثمر استراتيجي، بشرط أن يقدم المستثمر تقييماً سعرياً عادلاً وليس سعراً منخفضاً.

أكد رمسيس أنه في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، أصبح من الصعب الاعتماد على التمويل الخارجي للطروحات العامة الأولية. وأشار إلى أن نجاح الإصدارات السيادية خلال هذه الفترة يعتمد على عدة محفزات، أبرزها ارتفاع قيم التداول اليومية، وتحسن أداء المؤشر القياسي، المتوقع عودته إلى مستوى 33 ألف نقطة.

وأوضحت أن المستثمرين الأجانب العاملين حاليًا في السوق المصرية يتعاملون بحذر شديد، خوفًا من تدهور الوضع أكثر. لذا، يفضلون الحفاظ على تدفقاتهم النقدية، والامتناع عن القيام باستثمارات جديدة خلال هذه الفترة.

مخاوف المستثمرين والخسائر المتوقعة

اتفق حسام عيد، خبير أسواق المال، مع هذا الرأي، مؤكدًا أن السوق المحلية غير قادرة حاليًا على استيعاب الإصدارات الحكومية، موضحًا أن هذه الظروف تُمثل حاليًا عائقًا مباشرًا أمام نجاح أي إصدارات جديدة في السوق.

وأشار إلى أن الحكومة المصرية يجب أن تتحلى بالصبر وتؤجل الطروحات حتى تتحسن الأوضاع، خاصة أن مناقشات برنامج الطروحات بدأت في عام 2017. وأكد أن الإصرار على إجراء الطرح في ظل تصاعد الأحداث قد يثني المستثمرين.

في اجتماع الأمس، أشار عيد إلى الطرح العام الأولي لشركة طيران ناس، أول شركة طيران خاصة تُدرج في سوق الأسهم السعودية، والذي لم يلق الاستجابة المنتظرة نظرًا للأوضاع الصعبة في المنطقة وتصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل.

وأكد على ضرورة اختيار توقيت الطرح العام الأولي بعناية بعد استقرار الأوضاع وانحسار الأزمات. وأشار إلى أن أداء المؤشر القياسي اختبر بنجاح مستوى مقاومة هامًا عند 33 ألف نقطة في بداية الربع الثاني من العام الجاري، مدعومًا بتعافي معظم الأسهم القيادية. وكانت هذه فرصة جيدة للشركة للطرح العام قبل أن تؤثر أزمة الرسوم الجمركية التي أثارها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سلبًا على الأسواق، وتساهم في انخفاض حاد في أسواق الأسهم، بما فيها السوق المحلية.

وأوضح أن الطروحات الجديدة تُعدّ وسيلةً آمنةً وفعّالةً لجذب التدفقات النقدية والاستثمارات إلى سوق رأس المال المصري. وفي الوقت نفسه، أكّد أن الأزمات الجيوسياسية التي تُلقي بظلالها على تطور البورصات، بما فيها السوق المحلية، تُشكّل عائقًا رئيسيًا أمام جذب الاستثمارات وتؤثر بشكل مباشر على قرارات رأس المال.

اقرأ أيضاً:

انخفض سوق الأسهم بنسبة ١٫٦٠٪ في منتصف التداول. ما الأسباب؟

ارتفع مؤشر الشريعة الإسلامية بنسبة ٢٣٪ بعد عام واحد من إطلاقه. ما أسباب ذلك؟

ولهذا السبب، يتوقع قسم الذهب أن يتجاوز سعر الذهب التوقعات.


شارك