نتنياهو يتوعد بالقضاء على إمبراطورية إيران ويبرر العدوان: تهدد وجود إسرائيل والشرق الأوسط

منذ 3 ساعات
نتنياهو يتوعد بالقضاء على إمبراطورية إيران ويبرر العدوان: تهدد وجود إسرائيل والشرق الأوسط

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بتدمير “الإمبراطورية الإيرانية الشريرة”. وبرّر الهجوم بأنه يُهدد وجود بلاده والشرق الأوسط بأكمله.

جاء ذلك خلال مقابلة إعلامية مع القناة 14 الإسرائيلية الخاصة، التي تمثل جمهور اليمين القومي في إسرائيل. وكانت هذه أول مقابلة لنتنياهو منذ بدء العدوان الواسع على إيران قبل خمسة أيام.

استغل نتنياهو المقابلة لتبرير عدوان إسرائيل على إيران. بدأ هذا العدوان يوم الجمعة الماضي بدعم أمريكي، وشمل قصف منشآت نووية وقواعد صاروخية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. قُتل 224 شخصًا وجُرح 1277. ردّت طهران بصواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة، ما أسفر عن مقتل نحو 24 شخصًا وإصابة المئات.

وأضاف نتنياهو “إننا نقضي على الإمبراطورية الإيرانية الشريرة التي تهدد وجودنا، والشرق الأوسط بأكمله، وأجزاء كثيرة من العالم”.

وتابع قائلاً: “إذا سمحنا للإيرانيين -لا قدر الله- بامتلاك أسلحة نووية وصواريخ باليستية، فسوف يطلقونها ليس فقط على المدن الإسرائيلية، بل على العالم أجمع. ونحن نعمل على منع ذلك”.

ورغم الضربات الهائلة التي تلقتها إسرائيل نتيجة الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية، بما في ذلك ضد مواقع عسكرية وبحثية واقتصادية استراتيجية، فقد رسم نتنياهو صورة وردية للعدوان ضد إيران.

وأضاف: “خلال خمسة أيام، نجحنا في تغيير مجرى الأمور”، وأن إسرائيل “فتحت خط طيران إلى إيران بعد سلسلة من الاغتيالات لمسؤولين أمنيين ونوويين إيرانيين كبار”.

وأضاف: “لقد وجهنا ضربة قاصمة للإيرانيين، بما في ذلك قيادتهم العسكرية وعلمائهم النوويين. لقد تم القضاء عليهم واحدًا تلو الآخر. إنهم يستبدلون القادة، ونحن نقوم بتصفية هؤلاء القادة، وسنواصل تدمير منشآت إنتاج الصواريخ لديهم”.

هاجم نتنياهو بشدة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، مدعيا أنه مهد الطريق أمام البرنامج النووي الإيراني.

وقال إن “أوباما أقنع الجميع بالدخول في الاتفاق النووي مع إيران خوفا من أن أقود هجوما آخر على طهران”.

ووصف الاتفاق بأنه “فضيحة” وزعم أنه مهد الطريق أمام الإيرانيين “لطريق ذهبي بقيمة مئات المليارات من الدولارات لتخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة والاقتراب من صنع القنبلة”.

في منتصف عام 2015، توصلت إدارة أوباما وخمس قوى كبرى ــ روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ــ إلى اتفاق مع إيران، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

نصّ الاتفاق على تخفيضات كبيرة في البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك خفض مخزونات اليورانيوم المخصب وعدد أجهزة الطرد المركزي. وفي المقابل، كان على إيران رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها تدريجيًا.

وبرر نتنياهو عدوان إسرائيل على إيران بقوله إن اغتيال تل أبيب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في سبتمبر/أيلول 2024 “غير الوضع تماما” بالنسبة للإيرانيين.

وأضاف “كنت أعلم أن المحور (الإيراني) سيسقط عندما نقضي على نصر الله”.

واصل اتهاماته قائلاً: “كان واضحًا لي أنه بعد القضاء على المحور الإيراني، لم يتبقَّ لهم (الإيرانيون) سوى تسريع بناء الأسلحة النووية. ما كانوا يفعلونه ببطء، بدأوه فجأةً بسرعة. بدأوا ما أسموه “التسليح”، أي تحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح”.

ولذلك، قال نتنياهو: “كان الهجوم (على إيران) ضروريًا، لأنه بمجرد وقوعهم (الإيرانيون) في أيدينا، ستبدو الأمور مختلفة تمامًا. وهذا يهدد وجودنا. ولهذا السبب أمرتُ باتخاذ إجراء فوري لإحباط البرنامج النووي”.

وبحسب نتنياهو فإن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يشكل التهديد الرئيسي الآخر لإسرائيل.

وزعم أن الإيرانيين “خططوا لإنتاج 300 صاروخ باليستي شهريا (…) و22 ألف صاروخ خلال ست سنوات (…)، لذا لدينا تهديد مزدوج هنا، وقلت إن التوجيه هو القضاء على هذا التهديد وهذا التهديد معا”.

وفيما يتعلق بالتحضيرات للهجوم، أوضح نتنياهو: “وُضعت الخطة على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، واعتمدت على عنصر المفاجأة. استخدمنا معلومات استخباراتية حددت مواقع العلماء النوويين. وكان أمري: ‘تحييد العلماء'”.

وزعم نتنياهو أنه “بعد الحرب سوف نرى شرق أوسط مختلفا، وواقعا جديدا لم نشهده من قبل”، دون أن يوضح تفاصيله.

يُعد الهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران الأضخم من نوعه. وهو يُمثل تحولاً واضحاً من “حرب الظل” التي شنتها تل أبيب على طهران بالتفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز نطاقه أي شيء شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.

ويأتي هذا الهجوم في وقت كانت فيه واشنطن وطهران منخرطتين في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.


شارك