الأردن: العالم خذل غزة وهجمات إسرائيل على إيران تهدد بتصعيد خطير

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم الثلاثاء إن العالم خذل قطاع غزة وحذر من أن تصعيد الهجمات الإسرائيلية على المنطقة بمهاجمة إيران سيمثل “تصعيدا خطيرا” في الشرق الأوسط وخارجه.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا.

وأضاف الملك عبدالله الثاني: “قبل خمس سنوات، تحدثت من هذا المنبر عن الحاجة الملحة لإيجاد حلول سياسية للصراعات، واستعادة الثقة في العدالة العالمية، ومساعدة جميع الناس، وخاصة الشباب، على إيجاد الأمل والفرصة”.

وتابع: “منذ ذلك الحين، شهد مجتمعنا الدولي العديد من الاضطرابات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية؛ بدءًا من جائحة فيروس كورونا، والتهديدات الأمنية الجديدة، والتسارع التكنولوجي غير المسبوق، إلى التضليل المتفشي، والحرب الوحشية في أوكرانيا، والحرب الوحشية على غزة”.

وأضاف: “وأخيرا فإن الهجمات الإسرائيلية على إيران تهدد بتصعيد خطير في الشرق الأوسط وخارجه”.

فجر الجمعة، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، هجومًا واسع النطاق على إيران، قصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صاروخية، واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين. ووفقًا للتلفزيون الإيراني، أسفر الهجوم عن مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين.

في المساء نفسه، بدأت إيران بالرد بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. ووفقًا لوزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل الإعلام العبرية، أسفر الهجوم عن مقتل نحو 24 شخصًا وإصابة 592 آخرين، وتسبب في أضرار جسيمة بالممتلكات حتى ظهر الاثنين.

وفي تعليقه على الوضع في قطاع غزة، قال الملك عبدالله الثاني إن العالم “يتجه اليوم نحو الانحطاط الأخلاقي، حيث انكشفت لنا صورة مخزية من إنسانيتنا، وتفككت قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وبعواقب مدمرة”.

وأضاف: “يتجلى هذا التراجع جليًا في قطاع غزة. لقد خذل العالم غزة، وأضاع فرصة تلو الأخرى لاختيار أفضل مسار للتعامل مع غزة”.

وتابع: “دعونا نعود إلى عام 2023. تسببت الهجمات والغارات الإسرائيلية الأولى على مستشفى في قطاع غزة في صدمة وغضب في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف أن “منظمة الصحة العالمية وثقت منذ ذلك الحين نحو 700 اعتداء على المرافق الصحية في قطاع غزة”.

وتساءل العاهل الأردني “كيف يمكن لشيء كان يعتبر عملاً وحشياً قبل عشرين شهراً أن يصبح الآن أمراً عادياً لدرجة أنه لا يكاد يذكر؟”.

وأكد أن الأحداث التي تشهدها قطاع غزة اليوم “تتناقض مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية والقيم العالمية المشتركة”.

وأضاف: “إننا نشهد انتهاكا تلو الآخر لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، والوضع يزداد سوءا كل يوم”.

واختتم تصريحاته قائلا: “الآن وبعد أن صعدت إسرائيل هجومها على إيران، أصبح من المستحيل التنبؤ بنهاية هذه المعركة، وهذا، يا أصدقائي، يهدد الناس في كل مكان”.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

بالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 978 فلسطينيًا، وجُرح نحو 7000 آخرين، واعتُقل أكثر من 17500 شخص.

خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 184 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال، وتسببت في دمار واسع النطاق.