أعطال فنية تضرب محطات الشحن السريع للسيارات الكهربائية بسبب إلغاء البروتوكول الصيني

الفناجيلي: لا مبرر للتنديد بالبروتوكول رغم قبوله دوليا. زين: مبيعات القطاع تراجعت 70% في مايو بسبب استبدال البروتوكول الأوروبي بالبروتوكول الصيني.
تأثرت العديد من محطات الشحن السريع للسيارات الكهربائية بأعطال فنية، وأُخرجت عن الخدمة منذ بداية هذا الشهر. ووفقًا لخبراء في هذا المجال تحدثوا إلى “الشروق”، يُعزى ذلك إلى استخدام العملاء لمحولات شحن السيارات الصينية بعد تطبيق بروتوكول الشحن الأوروبي وتوقف إنتاج نظيرتها الصينية في السوق المحلية.
قرار مفاجئ أربك السوق
في أبريل الماضي، أعلنت هيئة تنظيم الكهرباء المصرية أنها ستسمح فقط باستخدام بروتوكول الشحن الأوروبي، وستلغي بروتوكول الشحن الصيني. ووفقًا لمصادر تحدثت إلى صحيفة الشروق، فقد أحدثت هذه الخطوة هزة في السوق المحلية. الفرق بين البروتوكول الصيني والأوروبي يكمن في كابلات وموصلات الشحن المختلفة، حيث أن كل سيارة مجهزة بنظامها الخاص.
إن استخدام المحولات يشكل خطرا على المحطات والبطاريات.
يقول أحمد زين، رئيس لجنة مركبات الطاقة النظيفة بغرفة تجارة القاهرة، إن تعليق بروتوكول الشحن الصيني حرم مالكي المركبات الكهربائية الصينية من فرصة الشحن السريع لمركباتهم في محطات الشحن العامة. ويُستثنى من ذلك المحولات الكهربائية التي تُكيّف كابل الشحن الأوروبي مع منافذ شحن المركبات الصينية. قال زين لـ«الشروق» إن أكثر من 90% من السيارات الكهربائية في السوق المحلية تدعم بروتوكول الشحن الصيني، لذا فإن معظم عمليات الشحن السريع في البلاد حاليًا تتم باستخدام محول كهربائي، أو ما يُسمى بـ«المُهايئ». وأوضح أن هذا يُسبب تلفًا لبطاريات السيارات ومحطات الشحن نفسها، وهو ما حدث على نطاق واسع في الأيام الأخيرة.
أعطال مؤكدة في محطات القطارات الرئيسية
في يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، نشرت محطات شحن السيارات الكهربائية التابعة لشركة إنفينيتي بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي يفيد بأن عددًا من محطات شحن السيارات الكهربائية داخل محطاتها قد فشلت وأخرجت من الخدمة بسبب استخدام المحولات، مما أدى إلى تلف المكونات الحيوية في الشواحن السريعة.
انخفاض حاد في المبيعات
وبحسب زين، انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية في مصر بنسبة 70% على الأقل في مايو مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بسبب إلغاء بروتوكول الشحن الصيني. وتابع: “هذا القرار سيدمر هذا القطاع في السوق المحلية تمامًا خلال فترة وجيزة”. وأوضح أن المشكلة لا تكمن في قدرة شحن السيارات الصينية عمومًا، إذ يُمكن للمستهلكين شحنها في منازلهم أو في محطات الشحن البطيء، بل في الشحن السريع على الطرق العامة، مما يحرم مالكي هذه السيارات من فرصة قيادة سياراتهم الكهربائية. وتابع: “إذا كان المستهلك لا يستطيع قيادة سيارة كهربائية صينية، ويستغرق شحنها حوالي أربع ساعات، فلماذا يشتريها؟”، مشيرًا إلى أن البديل (السيارات الأوروبية) أغلى ثمنًا مقارنة بنظيراتها الصينية.
الفناجيلي: استخدام المحول غير المناسب يضر بالبنية التحتية.
يوضح علاء الفناجيلي، رئيس الجمعية المصرية العربية للتنقل الذكي والمركبات الكهربائية، أن السوق المحلي يشهد أزمة حادة منذ تعليق العمل بالبروتوكول الصيني لشحن المركبات الكهربائية. وتوقفت العديد من محطات الشحن عن العمل، وتضررت بطاريات السيارات نفسها. صرح الفناجيلي لصحيفة الشروق أن استيراد المحولات الكهربائية شهد ارتفاعًا ملحوظًا منذ رفع بروتوكول الشحن الصيني، موضحًا أن معظم المحولات المستوردة غير مطابقة للمواصفات الفنية، مما يؤدي إلى تلف محطات الشحن والمركبات.
الرسوم التوضيحية والتحذيرات الخاصة بمحطات الشحن
“يشبه الأمر استخدام شاحن غير مناسب لهاتف محمول حديث”، أوضح. “سيؤدي هذا في النهاية إلى ارتفاع درجة حرارة الهاتف وتلف البطارية”. وأشار إلى أن بعض محطات الشحن منعت عملاءها من استخدام المحولات الكهربائية أثناء الشحن لحماية أجهزتهم، ما يضر بمصالح أكثر من 90% من مالكي السيارات الكهربائية في مصر، من أصل نحو 15 ألف سيارة كهربائية مسجلة.
دعوة لإلغاء القرار
وطالب الفناجيلي بإلغاء قرار تعليق بروتوكول الشحن الصيني ولو مؤقتا لحين التوصل إلى حل يحمي حقوق مالكي السيارات الكهربائية الصينيين الذين يشكلون الغالبية العظمى من مالكي السيارات الكهربائية في مصر. وأكد أن بروتوكول الشحن الصيني لا يشكل أي خطر على شبكة الكهرباء، مشيرا إلى أنه لا أحد في الصناعة يعرف لماذا أوقفت هيئة الكهرباء بروتوكول الشحن الصيني رغم اعتماده دوليا وعدم وجود أدلة على أي مخالفات أو أضرار بالبنية التحتية.
مزاعم بشأن المعاملة التفضيلية للمشاركين في السوق الأوروبية
أوضح مصدر في قطاع الصناعة، طلب عدم الكشف عن هويته، أن قرار هيئة الكهرباء يخدم مصالح شركات بعينها دون مراعاة مصالح القطاع أو المستهلكين. ويهدف القرار إلى حظر استيراد السيارات الكهربائية الصينية، مما يتيح لكبار التجار السيطرة على السوق المحلية. صرح المصدر لصحيفة الشروق أن قطاع السيارات الكهربائية في مصر تأسس على يد أفراد وتجار من خلال بند “الاستيراد الخاص”. وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد استوردوا السيارات من الصين بأسعار منخفضة، وعرضوها في السوق المحلي بأسعار مناسبة للمستهلك، تنافس السيارات التقليدية.
السوق يفقد توازنه بعد توقف البروتوكول الصيني
وأوضح أن التجار لا يستطيعون منافسة العملاء الأفراد على السيارات الكهربائية الصينية نظرًا لاختلاف الأسعار الكبير بين المستوردين والتجار، والذي قد يصل إلى 40%. لذلك، يتجه التجار إلى السوق الأوروبية، التي يتجنبها المستوردون لارتفاع أسعارها. وأشار إلى أنه بعد رفع بروتوكول الشحن الصيني، لن يستورد التجار والمستوردون السيارات الكهربائية الصينية، حيث اختفى الطلب على هذه المركبات بشكل كامل في السوق المحلية الشهر الماضي، ما أدى إلى انهيار الأسعار.