شركات زيت الطعام توقف المبيعات مؤقتا وترفع سعر طن «السائب» 2000 جنيه

منذ 4 ساعات
شركات زيت الطعام توقف المبيعات مؤقتا وترفع سعر طن «السائب» 2000 جنيه

المنوفى: لولا الركود لكانت الأسعار وصلت إلى مستويات قياسية. المصدر: توقعات بارتفاع الأسعار العالمية تدفع الشركات المحلية إلى التحوط من خسائرها من خلال زيادات الأسعار الوقائية

 

علمت الشروق من مصادر مطلعة أن موردي زيت الطهي للسوق المحلية أوقفوا مؤقتًا مبيعاتهم لشركات التعبئة والتغليف وتجار التجزئة. وفي ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يتوقعون ارتفاعًا في أسعار هذه السلعة المهمة خلال الأيام المقبلة.

وبحسب مصادر فإن هذه الممارسات تسببت في ارتفاع سعر طن زيت الطعام السائب بنحو 2000 جنيه، ليصل إلى 58 ألف جنيه، مقارنة بـ56 ألف جنيه الأسبوع الماضي.

تأثير التوترات الجيوسياسية

شهد هذا الأسبوع تصعيدًا غير مسبوق للتوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل. وتطورت المواجهة من صراع بالوكالة إلى صدام مباشر. جاء ذلك في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على طهران يوم الجمعة الماضي، والتي استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ وقيادات عسكرية. ردّت إيران بهجمات صاروخية واسعة النطاق في عمق إسرائيل، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في كلا الجانبين، وما زالت مستمرة مع استمرار المواجهة.

مزاعم الممارسات غير الأخلاقية

قال أحمد المنوفي، مستشار غرفة التجارة وأحد منظمي المعارض السلعية والمبادرات الحكومية بمحافظة القليوبية، إن الزيادات الأخيرة في أسعار زيت الطعام غير مبررة ونتيجة لممارسات غير أخلاقية من قبل شركات محلية كبيرة تعمل في هذا القطاع.

وأوضح المنوفي في تصريحات لـ”الشروق”، أن بعض شركات النفط الكبرى حاولت استغلال التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ما دفعها إلى حجب إمداداتها مؤقتاً بهدف الإضرار بالأسواق وزيادة الأسعار.

ورغم ارتفاع الأسعار، فمن المتوقع أن تنخفض.

ورغم زيادة الأسعار بنحو 2000 جنيه للطن، اعتبر المنوفي أن هذه الزيادات محدودة، وتوقع انخفاضها خلال الأيام المقبلة بسبب الركود الذي شهدته الأسواق المحلية خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف المنوفي: “لولا ضعف المبيعات والرقابة الحكومية الصارمة على الأسواق المحلية، لكانت الأسعار قد ارتفعت إلى مستويات قياسية”. وأشار إلى أن المعروض الحالي من النفط في الأسواق المحلية يُمثل ضعف الطلب، مما ساهم في استقرار السوق لأشهر. إلا أنه أشار إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية لفترة أطول سيُخلف آثارًا سلبية كبيرة على هذه السلعة المهمة، وعلى الاقتصاد المصري ككل.

تظل أسعار المستهلك مستقرة على الرغم من تقلبات التكلفة.

استقر سعر زيت الطعام للمستهلك النهائي منذ بداية العام، ليتراوح بين 65 و77 جنيهًا مصريًا للتر، وفقًا لقوائم أسعار الشركات التي اطلعت عليها الشروق. يأتي ذلك رغم انخفاض سعر زيت الطعام السائب من 67 ألف جنيه مصري للطن في بداية العام إلى 56 ألف جنيه مصري، قبل أن يرتفع مؤخرًا بمقدار 2000 جنيه مصري. ويشير هذا إلى استقرار أسعار التجزئة في النصف الأول من عام 2025، رغم انخفاض تكاليف الإنتاج بنسبة 14%.

ذعر الأعمال والطلبات المفاجئة

وقال أحمد كركندي، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات النفط المحلية، إن اندلاع المواجهة المسلحة بين إسرائيل وإيران يوم الجمعة الماضي تسبب في حالة من الذعر بين التجار والشركات، ما دفعهم إلى طلب كميات كبيرة من النفط لحماية أنفسهم من نقص الإمدادات في المستقبل أو ارتفاع الأسعار.

وأضاف كركندي لـ«الشروق» أنه نتيجة للزيادة المفاجئة في الطلب على المادة الخام الحيوية من التجار وشركات التعبئة والتغليف، فإن شركات الاستيراد لم تعد قادرة على تلبية هذا الطلب، وبالتالي تضطر إلى وضع جميع المشترين على قوائم انتظار.

وأكد أن شركات استيراد زيت الطعام بالجملة استأنفت البيع للتجار والمعبئين منذ جلسة التداول أمس، لكنها زادت سعر الطن بنحو 2000 جنيه مصري دون أي مبرر، على حد قوله.

التحوط ضد الزيادة العالمية المتوقعة

وتعتمد مصر على الاستيراد لتلبية أكثر من 95% من احتياجاتها من الزيوت النباتية، بحسب تصريحات سابقة لزكريا الشافعي، رئيس قطاع الزيوت بجمعية الصناعات المصرية.

قال مصدر مسؤول في إحدى الشركات الكبرى التي تستورد زيت الطهي للسوق المحلية، إن آليات العرض والطلب هي سبب ارتفاع الأسعار في السوق المحلية خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف المصدر لـ”الشروق” أن الشركات تتوقع ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط العالمية خلال الأيام المقبلة، عازياً ذلك إلى مقترحات عالمية لتوسيع استخدام الوقود الحيوي عقب ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

الزيوت في مرمى الوقود الحيوي

وأوضح أنه في أوقات الأزمات العالمية وارتفاع أسعار النفط، تتجه مصافي النفط العالمية عادة إلى استخدام زيت الذرة وفول الصويا كوقود حيوي، وهو ما سيزيد الطلب العالمي على هذا الغذاء، وبالتالي زيادة سعره بشكل كبير.

وأشار إلى أن هذه التوقعات قد تشجع الشركات المحلية التي تبيع النفط الخام بكميات كبيرة على التحوط ضد ارتفاع الأسعار مستقبلاً من خلال رفع الأسعار مسبقاً، وبالتالي تجنب خسائر مالية كبيرة عند شراء منتجات جديدة.

ورغم هذه التوقعات، أكد أن السوق المحلية تمتلك مخزوناً استراتيجياً من الزيوت النباتية يكفي لأكثر من أربعة أشهر، ما سيساهم في استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة، شريطة عدم تصاعد التوترات الجيوسياسية بشكل أكبر.

ارتفاع أسعار فول الصويا في جميع أنحاء العالم

وبحسب مسؤولين، اقترحت إدارة ترامب يوم الجمعة الماضي أن تقوم مصافي النفط بخلط المزيد من الوقود الحيوي مع البنزين والديزل بدءًا من العام المقبل.

ارتفعت أسعار العقود الآجلة لزيت فول الصويا عالميا إلى أعلى مستوى لها في نحو 18 شهرا خلال تداولات هذا الأسبوع، لتصل إلى 1155 دولارا للطن، وهو أعلى مستوى منذ 20 ديسمبر/كانون الأول 2023.


شارك