مضيق هرمز في مرمى التوترات.. فهل هناك مسارات بديلة في حال إغلاقه؟

منذ 5 ساعات
مضيق هرمز في مرمى التوترات.. فهل هناك مسارات بديلة في حال إغلاقه؟

بقلم: دينا كرم

في أعقاب تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، أثيرت مخاوف من احتمال إغلاق مضيق هرمز، أهم ممر نفطي في العالم. يمر عبره حوالي 20% من صادرات النفط الخام العالمية. وهذا يثير تساؤلات حول وجود بدائل لمضيق هرمز في حال إغلاقه، وما إذا كانت هذه البدائل قادرة على تعويضه.

لا يوجد بديل لمضيق هرمز، وإغلاقه قد يدفع أسعار النفط إلى 250 دولاراً.

أكد الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة، لموقع ايجي برس، أنه لن تكون هناك طرق بديلة لمضيق هرمز في حال إغلاقه. وأوضح أن ما بين 20 و25% من احتياجات العالم من الطاقة تمر عبر المضيق.

استبعد أبو العلا إغلاق إيران للمضيق، إذ سيُثير ذلك حفيظة الغرب والولايات المتحدة. مع ذلك، إذا شنّت الولايات المتحدة هجومًا على إيران، فقد تُجبر إيران على إغلاق المضيق.

وأشار إلى أن إغلاق مضيق هرمز – إذا حدث بالفعل واستمر لفترة طويلة – قد يؤدي إلى ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار النفط، وقد تصل إلى 250 دولارا للبرميل.

وأضاف أنه حتى لو حدث إغلاق، فمن غير المتوقع أن يستمر الإغلاق أكثر من شهر، لأن العالم ببساطة لا يستطيع تحمل هذا الوضع لفترة أطول.

ويعد خط أنابيب سوميد البديل الوحيد لمضيق هرمز، لكن تأثيره محدود.

يرى الدكتور المهندس حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أنه في حال إغلاق مضيق هرمز، فلن يكون هناك أي بديل حقيقي سوى خط أنابيب سوميد، الذي يستخدم لضخ النفط العربي من منطقة الخليج إلى البحر المتوسط عبر الأراضي المصرية.

صرح عرفات لموقع ايجي برس أن خط أنابيب سوميد يُمثل بديلاً عن الطريق البحري، إذ يُضخ النفط من دول الخليج عبر الأنابيب إلى مصر، ثم يُنقل عبر موانئ البحر المتوسط. إلا أن هذا البديل محدود مقارنةً بالإمدادات المتدفقة عبر مضيق هرمز.

وأضاف أن ما لا يقل عن 20% من إمدادات النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز، وخاصة من دول الخليج الكبرى مثل قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وبالتالي، فإن أي تعطل في هذا الممر المائي يعني فقدان نحو خُمس الإمدادات العالمية، ويثير حالة من الذعر في الأسواق.

كان عرفات يعتقد أن أكبر أزمة تواجه العالم في حال التصعيد وإغلاق المضيق لن تكون النفط، بل الغاز الطبيعي. وأكد أن الغاز حيوي لأوروبا والعالم، فهو أساسي للصناعة والتدفئة والنقل.

وتابع: “في حالة النفط هناك بدائل مثل الإنتاج الأميركي والفنزويلي، لكن في حالة الغاز الطبيعي تبقى دول الخليج وخاصة قطر التي تملك أكبر حقول الغاز في العالم اللاعب الرئيسي والمصدر الأهم عالميا”.

رأس الرجاء الصالح هو البديل، ولكن

يرى الخبير الاقتصادي الدكتور علي الإدريسي أن طريق رأس الرجاء الصالح بديلٌ لمضيق هرمز. إلا أن جميع الطرق البديلة لمضيق هرمز أعلى تكلفةً من حيث الشحن والنقل والإمداد، مما يؤثر مباشرةً على أسعار السلع العالمية.

في تصريحات لايجي برس، أوضح الإدريسي أن استخدام طرق بديلة، بالإضافة إلى الرحلات البحرية الأطول، سيؤدي أيضًا إلى زيادة كبيرة في تكاليف النقل. وأشار إلى أن مصر ستتأثر أيضًا بانخفاض حركة المرور عبر قناة السويس، ما قد يؤدي إلى خسائر تاريخية في إيرادات القناة، التي تعاني أصلًا من انخفاض أسعار النقل مؤخرًا.

وأضاف: “نواجه خسارة مضاعفة. الدولة تخسر جزءًا من إيرادات القناة، وفي الوقت نفسه، ستصلنا البضائع عبر طرق أطول وأكثر تكلفة، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار محليًا”.

وأكد الإدريسي أن ارتفاع الأسعار المتوقع لا يتعلق فقط ببعد المسافات وأوقات النقل، بل أيضاً بمضاعفة تكاليف تأمين النقل، التي ارتفعت بأكثر من 300% في الأيام الأخيرة.

وأضاف أن الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمضيق هرمز لا ترجع فقط إلى موقعه الجغرافي، بل أيضاً إلى أن نسبة كبيرة من صادرات النفط الرئيسية في المنطقة تمر عبره، ما يقدم مساهمة مهمة في أمن الطاقة العالمي.

هل خطوط الأنابيب البديلة كافية للتعويض؟

وفقًا لتقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، قامت المملكة العربية السعودية بتشغيل خط أنابيب شرق-غرب بطول 1200 كيلومتر، يربط حقول النفط الشرقية في المملكة بساحل البحر الأحمر. ووفقًا لتقرير لبي بي سي، يُمكن لهذا الخط نقل حوالي خمسة ملايين برميل من النفط الخام يوميًا.

وفي عام 2019، قامت المملكة العربية السعودية أيضًا بتحويل خط أنابيب الغاز الطبيعي مؤقتًا لنقل النفط الخام.

من جانبها، أنشأت الإمارات العربية المتحدة خط أنابيب يربط حقولها الداخلية بميناء الفجيرة على خليج عُمان. تبلغ طاقة خط الأنابيب 1.5 مليون برميل يوميًا، مما يسمح له بتجاوز مضيق هرمز تمامًا.

في يوليو/تموز 2021، افتتحت إيران خط أنابيب غوره-جاسك، الذي ينقل النفط الخام من الأراضي الإيرانية إلى ميناء جاسك على خليج عُمان. وتُقدر طاقته الحالية بنحو 350 ألف برميل يوميًا، على الرغم من أن إيران لم تستغل هذه الطاقة بالكامل بعد، وفقًا للتقارير.

تُقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إجمالي الطاقة التصديرية عبر هذه الطرق البديلة لا يتجاوز 3.5 مليون برميل يوميًا. وهذا يُمثّل حوالي 15% فقط من إجمالي كمية النفط الخام المنقولة حاليًا عبر مضيق هرمز. لذلك، سيكون من الصعب للغاية تعويض الإغلاق الكامل للمضيق.

اقرأ أيضاً:

ماذا سيحدث لأسعار النفط إذا نفذت إيران تهديداتها وأغلقت مضيق هرمز؟

رغم الحرب الإيرانية الإسرائيلية، أسعار الذهب في مصر تتراجع. ما السبب؟


شارك