المشاط تبحث مع رئيس مؤسسة التمويل الدولية مستقبل الجهود المشتركة لتمكين القطاع الخاص في مصر

استثمارات مؤسسة التمويل الدولية الخاصة تتجاوز 10 مليارات دولار ونظراً للتحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، فإننا نتطلع إلى تعزيز شراكتنا مع المؤسسة.
افتتحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومختار ديوب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية، مكتب المؤسسة المُجدَّد في مصر. وشارك في حفل الافتتاح كلٌّ من الإثيوبي تافارا، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية، والشيخ عمر سيلا، المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية في منطقة القرن الأفريقي.
عقب الافتتاح، عقدت المشاط ومختار ديوب اجتماعًا ثنائيًا لمناقشة التعاون المستقبلي لتعزيز القطاع الخاص في مصر. واختتم ديوب بذلك زيارة مصر التي شملت العديد من الفعاليات، أبرزها لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركته في مؤتمر “تمويل التنمية لتعزيز القطاع الخاص: النمو الاقتصادي والتوظيف”.
ناقش الاجتماع بالتفصيل تطوير شراكة مصر مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، لا سيما مشاركة القطاع الخاص في خدمات الرعاية الصحية. وشملت المواضيع الأخرى المشاورات في إطار برنامج الحوافز الحكومي، والمساعدة الفنية لمشاريع تحلية مياه البحر، والشراكات مع الحكومة لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاع المطارات. كما ناقش الاجتماع تنفيذ المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء (برنامج “نوفي”).
بحث الاجتماع مجالات جديدة لتعزيز الشراكات، لا سيما فيما يتعلق بالأولويات الوطنية لتعزيز القطاع الخاص، وتحقيق النمو المستدام، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. كما ناقش الاجتماع التقدم المحرز في المشاريع المشتركة، وقيّم آفاق توسيع نطاق برامج المساعدة الفنية والاستثمار المؤسسي لضمان أقصى أثر تنموي، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في جهود التنمية.
أشارت المشاط إلى العلاقة الراسخة التي تربط مصر بمؤسسة التمويل الدولية، الشريك الرئيسي في دعم جهود تنمية القطاع الخاص. وتُعدّ مصر من أكبر الدول التي تعمل فيها المؤسسة، حيث تتجاوز استثماراتها وتمويلاتها للقطاع الخاص المصري 10 مليارات دولار، مما يعكس الثقة في الاقتصاد المصري وجاذبيته كوجهة استثمارية واعدة.
وأوضحت أن هذه الاستثمارات ساهمت في دعم المشاريع الاستراتيجية في البنية التحتية والطاقة المتجددة والخدمات المالية والتصنيع والزراعة والرعاية الصحية والتعليم، مما ساهم في زيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وأكدت أن مكتب مؤسسة التمويل الدولية في مصر يُمثل نقطة اتصال رئيسية لاستثمارات وتوسعات الشركات الخاصة المحلية والأجنبية في مصر، مما يُمكّنها من التوسع إقليميًا ودوليًا. وأكدت التزام مصر بتعزيز شراكتها مع مؤسسة التمويل الدولية في ظل التحديات الجسيمة التي تشهدها المنطقة والتي تُعيق جهود التنمية بشكل كبير.
وأكدت أن زيارة رئيس المؤسسة لمصر ولقاءاته مع الشركات المصرية دليل ثقة ومؤشر على فرص الاستثمار في الاقتصاد المصري.
وسلطت المشاط الضوء على منصة “حافظ” التي أطلقتها الوزارة كأداة استراتيجية لتجميع وتنسيق وإدارة برامج الدعم الفني والمالي الموجهة للقطاع الخاص، وخاصةً الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة. وأوضحت أنه منذ عام ٢٠٢٠، وبفضل دعم الشركاء الدوليين، وخاصةً مؤسسة التمويل الدولية، تم حشد تمويلات واستثمارات تتجاوز ١٥.٦ مليار دولار أمريكي للقطاع الخاص المصري.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية أن افتتاح مكتب المؤسسة في مصر بعد توسعته يجسد الشراكة القوية مع مصر والتي استمرت لأكثر من 50 عاماً ويؤكد التزامنا المتجدد بدعم النمو الذي يقوده القطاع الخاص.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي نظمت في وقت سابق من هذا الأسبوع مؤتمرًا موسعًا بعنوان “تمويل التنمية لتعزيز القطاع الخاص: النمو الاقتصادي والتوظيف”. وضمت قائمة الرعاة والمشاركين في المؤتمر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء؛ والفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل؛ وستيفانو سانينو، المدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية الأوروبية؛ ومختار ديوب، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية؛ وجيلسومينا فيجليوتي، نائبة رئيس بنك الاستثمار الأوروبي لمنطقة المشرق؛ ومارك ديفيس، المدير الإقليمي لمنطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. كما حضر المؤتمر عدد من الوزراء، وممثلين عن اتحاد الغرف التجارية المصرية، واتحاد الصناعات المصرية، ومجالس الأعمال، وشركاء التنمية، والسفراء.
شهد المؤتمر إطلاق آلية ضمان الاستثمار التابعة للاتحاد الأوروبي في مصر بقيمة 1.8 مليار يورو. كما نُشر تقرير يوضح آليات التمويل المباشر وغير المباشر من شركاء التنمية إلى القطاع الخاص على مدى خمس سنوات. علاوة على ذلك، وُقّعت عدة اتفاقيات بين القطاع الخاص والحكومة وشركاء التنمية لتمويل ثلاثة مشاريع ضمن برنامج “نوفي”، ولتوسيع نطاق استخدام منصة “حافظ” للدعم المالي والفني للقطاع الخاص في المحافظات المصرية.