هل تتحول المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى حرب مفتوحة؟

في اليوم الخامس من الحرب بين إسرائيل وإيران، تبادل الجانبان إطلاق الصواريخ، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات وإلحاق أضرار جسيمة بالمباني والمرافق على الجانبين.

تشير التصريحات الإسرائيلية إلى أن المواجهة المستمرة مع إيران قد تستمر لأسابيع. وقد صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن العملية العسكرية الإسرائيلية ستستمر حتى “يزول خطر الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية”.

دعا نتنياهو الإيرانيين إلى إسقاط النظام. وقال إن النظام الإيراني أضعف من أي وقت مضى، وإن هذه فرصة للشعب الإيراني للرد.

وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان استعداد بلاده للرد على إسرائيل، مؤكدا: “إذا استمر العدوان الصهيوني فسوف يقابل برد أقوى وأقسى من القوات المسلحة الإيرانية”.

واتهم بزشكيان واشنطن والدول الغربية بدعم إسرائيل، زاعماً أن “إسرائيل، بدعم وتشجيع الولايات المتحدة والدول الغربية، تنتهك كافة القوانين الدولية”.

وفي يوم السبت 14 يونيو/حزيران، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين لم يكشف عن هويتهما قولهما: “إن إسرائيل دعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الـ48 ساعة الماضية إلى الانضمام إلى الحرب للقضاء على البرنامج النووي الإيراني”.

ونقلت أكسيوس عن مسؤول أميركي آخر قوله: “الحكومة الأميركية لم توافق بعد على الطلب”.

ويرى المراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما يحاول جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مفتوحة مع إيران.

ورغم دعم إسرائيل وتفوقها العسكري، فإن التدخل الأميركي قد يكون ضرورياً إذا أرادت إيران تدمير المنشآت النووية التي بنتها في مخابئ تحت الأرض.

وحذرت إيران من أن القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة ستكون هدفاً للهجوم إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في هذه المواجهة.

من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور له يوم السبت 14 يونيو/حزيران أن “الولايات المتحدة ليس لها أي علاقة بالهجوم على إيران اليوم”.

وأضاف ترامب: “إذا تعرضنا لأي هجوم من قبل إيران، فسوف نواجه بالقوة الكاملة للجيش الأمريكي على نطاق غير مسبوق”.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن إدارته “قد تتمكن بسهولة من التوصل إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي”.

وفي إطار جهوده لتهدئة الأوضاع، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي ترامب، أكد فيها بوتن على ضرورة إنهاء المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران.

بوتن يعرض التوسط بين إيران وإسرائيل.

أدى تبادل الضربات المستمر بين إسرائيل وإيران إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين.

وأعلنت إسرائيل، الأحد 15 يونيو/حزيران، أن حصيلة القتلى جراء الهجمات الإيرانية وصلت إلى 13 قتيلا، وأن هناك أكثر من 250 مصابا، بينهم أطفال.

أعلنت إيران أيضًا مقتل 78 شخصًا وإصابة العشرات في اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي، بمن فيهم مسؤولون عسكريون كبار وعلماء نوويون. كما أعلنت طهران مقتل المزيد في اليوم التالي، من بينهم 60 شخصًا بعد أن أصاب صاروخ إسرائيلي مبنى سكنيًا من 14 طابقًا في طهران. وكان من بين القتلى 29 طفلًا.

قد يشير عدد القتلى إلى عدم تخطيط أيٍّ من الطرفين لشن هجمات مباشرة على المناطق المدنية. ومع ذلك، إذا تصاعد الوضع ووقعت هجمات على المناطق المدنية والآهلة بالسكان، فقد يرتفع عدد القتلى والجرحى بشكل كبير.

بدأت المواجهة بين الجانبين عندما شنت إسرائيل هجوما مفاجئا على المنشآت النووية والمواقع العسكرية الإيرانية دون سابق إنذار يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين.

وردت إيران على الهجوم الإسرائيلي مساء اليوم بهجوم صاروخي مكثف تسبب في دمار كبير في منطقة تل أبيب الكبرى.

ويخشى كثيرون من أن تمتد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران إلى دول وأطراف أخرى.