تخوفات من ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع جراء الحرب الإسرائيلية – الإيرانية رغم المخزون الاستراتيجي الوفير

العتابي: بعض التجار يفكرون برفع الأسعار واستغلال حالة عدم اليقين
المنوفى: الركود قد يمنع التجار من استغلال الحرب لصالحهم
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط نتيجةً للغارات الجوية بين إسرائيل وإيران التي بدأت في تل أبيب صباح الجمعة، تتزايد المخاوف من اضطراب أسواق المواد الغذائية المحلية. ويتوقع بعض خبراء القطاع ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية خلال الفترة المقبلة، نتيجةً لممارسات غير أخلاقية من بعض التجار الساعين لزيادة أرباحهم خلال فترة الحرب.
شهد هذا الأسبوع تصعيدًا غير مسبوق للتوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل. وتطورت المواجهة من صراع بالوكالة إلى صدام مباشر. جاء ذلك في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على طهران يوم الجمعة الماضي، والتي استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقيادات عسكرية. ردّت إيران بهجمات صاروخية واسعة النطاق في عمق إسرائيل، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية في كلا الجانبين.
التأثير الإقليمي على الاقتصاد المصري: الغاز والدولار يتأثران.
لم يسلم الاقتصاد المصري من هذه الانتكاسات أيضًا. فقد أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية يوم الجمعة الماضي إيقاف إمدادات الغاز لبعض المصانع، ورفع استهلاك الديزل في محطات الكهرباء إلى أقصى حد متاح، وتحويل بعض محطات الكهرباء إلى الديزل، كإجراء احترازي واستجابةً للعمليات العسكرية التي اندلعت في المنطقة.
وارتفع الدولار أيضاً أمام الجنيه في أولى جلسات التعاملات هذا الأسبوع، متجاوزاً حاجز الـ50 جنيهاً، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أبريل/نيسان الماضي.
تحذيرات من موجة ارتفاع الأسعار بسبب استغلال التجار للتوترات
صرح أحمد العتابي، رئيس شعبة الصادرات والواردات بغرفة تجارة الجيزة، بأن بعض التجار يدرسون حاليًا إمكانية رفع الأسعار استغلالًا للوضع الاقتصادي غير المستقر الناجم عن التوترات الجيوسياسية. إلا أنه أكد عدم وجود أي زيادات في أسعار السلع الغذائية الأساسية حتى الآن.
مخاوف من أزمة أسعار وهمية رغم توفر المخزون الاستراتيجي
في تصريحاته لصحيفة الشروق، أضاف العتابي أن احتمالات ارتفاع أسعار السلع الأساسية خلال الأيام المقبلة كبيرة جدًا. وتابع: “إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة الآن، فقد نشهد كارثة سعرية في بعض السلع الأساسية”.
وأشار إلى أن بعض التجار يراهنون على ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية خلال الفترة المقبلة بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ويقومون باحتكار كميات كبيرة من السلع دون رقابة بهدف بيعها لاحقاً بسعر أعلى.
دعوات لتشديد الرقابة على الأسواق… وتحذير من الشراء بدافع الذعر
وتابع: “أزمة أسعار السلع المتوقعة خلال الفترة المقبلة، هي من تدبير التجار، ولا علاقة لها بالتوترات الجيوسياسية”، عازياً ذلك إلى توفر مخزون استراتيجي من جميع المواد الغذائية يكفي لعدة أشهر.
وأشار إلى أن بعض تجار التجزئة والشركات التجارية يُجهّزون لرفع الأسعار كإجراء احترازي لمواجهة أي زيادات محتملة، لا سيما بعد ارتفاع سعر الدولار. ودعا إلى تشديد الرقابة، ونصح المستهلكين بعدم التسرّع في التخزين تجنبًا للاستغلال.
ويمنع ركود السوق موجة التضخم، في حين تظل مبادرات السلع الأساسية مستقرة.
يرى أحمد المنوفي، منظم مبادرة سلعية حكومية في محافظة القليوبية، أن الأسواق المحلية تشهد ركودًا منذ فترة، باستثناء العطلات والمواسم. ويشير إلى أن ضعف المبيعات قد يمنع التجار من استغلال التوترات لرفع الأسعار.
إن قطاع النفط يشكل مصدر قلق، ولكن أسعار الأسهم تشكل مصدر قلق أيضاً.
وأضاف المنوفي أن تأثير الحرب على أسعار المواد الغذائية لن يكون فوريًا، وأن ارتفاع الأسعار الحالي غير مبرر أخلاقيًا. ومع ذلك، حذّر من أزمة محتملة في السلع غير المنتجة محليًا، كالنفط، رغم توافر احتياطيات استراتيجية جيدة.
قال وزير التموين شريف فاروق، إن احتياطيات البترول تكفي أربعة أشهر، واحتياطيات القمح لأكثر من ستة أشهر، ومخزون السكر واللحوم والدواجن يكفي لمدة اثني عشر شهراً.
ويهدد ارتفاع أسعار النفط بالتأثير على سلاسل التوريد والشحن.
من جانبه، يرى رئيس اللجنة الجمركية بالإدارة العامة للمستوردين محمد العرجاوي أن ارتفاع أسعار النفط عالمياً بسبب التصعيد الجيوسياسي سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الشحن، ما سيؤثر على تكاليف الإنتاج وتوفر المواد الخام.
وتوقع العرجاوي زيادة الضغوط على الموانئ المصرية في البحر المتوسط، داعيا إلى رفع الكفاءة التشغيلية وتسريع التخليص الجمركي للحفاظ على استقرار السوق المحلية.