“لا ملوك في أمريكا”.. ملايين يتظاهرون ضد ترامب ويطالبون باستقالته
بقلم: سحر عبد الرحيم
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت مظاهرات حاشدة ضد الرئيس دونالد ترامب. وخرج ملايين المتظاهرين إلى الشوارع تحت شعار “لا ملوك في أمريكا”. وكانت هذه أكبر احتجاجات يومية ضد ترامب خلال ولايته الثانية التي بدأت في يناير الماضي.
وبحسب موقع أكسيوس، شارك أكثر من خمسة ملايين شخص في مظاهرات “لا للملوك” في أكثر من 2100 مدينة وبلدة في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى 300 مظاهرة أخرى تحت شعار “اطردوا المهرجين”.
بلغ عدد المتظاهرين في شيكاغو 75 ألفًا، وفقًا للمنظمين وتقرير أكسيوس. كما اندلعت مظاهرات في مدن أصغر مثل بونتلاند بولاية ميشيغان. وفي بلدة يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، شارك 400 شخص. وفي بونتلاند، استخدم المسؤولون الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد احتج أمام مبنى إدارة الهجرة والجمارك حتى وقت متأخر من المساء.
تزامنت المظاهرات مع عرض عسكري في واشنطن العاصمة، شارك فيه أكثر من 6000 جندي و128 دبابة. وصادف هذا الحدث الذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي. وحضره أيضًا الرئيس دونالد ترامب، احتفالًا بعيد ميلاده التاسع والسبعين.
ورغم سلمية الاحتجاجات، وردت تقارير عن وقوع اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين خلال مظاهرة “لا للملوك” في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث استمرت المظاهرات العنيفة ضد سياسات إدارة الهجرة والجمارك (ICE) لأيام، حسبما ذكر موقع أكسيوس.
أصدرت شرطة لوس أنجلوس أمرًا بتفريق المتظاهرين خلال الاحتجاجات في المدينة. ووفقًا لموقع الشرطة الإلكتروني، ألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات بعد ظهر السبت بالتوقيت المحلي، وأصيب ضباط بجروح جراء “ألعاب نارية تجارية” وأشياء أخرى.
أُلقي القبض على رجل يُشتبه في أنه قتل رئيسة مجلس النواب السابقة في ولاية مينيسوتا، ميليسا هورتمان، وزوجها مارك. وقال المحققون إن فانس بولتر، البالغ من العمر 57 عامًا، انتحل صفة ضابط شرطة وأطلق النار على هورتمان ومارك في منزلهما يوم السبت، مما أدى إلى إلغاء العديد من الفعاليات.
تحقق الشرطة في حادث إطلاق نار خلال مسيرة في وسط مدينة سولت ليك سيتي بولاية يوتا، أسفر عن إصابة شخص بجروح خطيرة. وأُلقي القبض على ثلاثة أشخاص، من بينهم مشتبه به أُصيب هو الآخر بالرصاص، وفقًا لرئيس شرطة مدينة سولت ليك سيتي، برايان ريد.
جاب مئات المتظاهرين شوارع واشنطن بعد ظهر السبت، مطالبين باستقالة ترامب ومحتجين على سياساته. وكانت المسيرة منظمة، برفقة عدد كبير من رجال الشرطة، وحملوا لافتات كُتب عليها “يجب أن يرحل ترامب الآن”، وفقًا لمراسل وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي.
اندلعت احتجاجاتٌ أيضًا في تكساس. ألقت إدارة السلامة العامة في الولاية القبض على شخصٍ على خلفية تهديداتٍ موجهةٍ إلى نوابٍ كانوا، وفقًا للسلطات، يعتزمون المشاركة في احتجاجات “لا للملوك” في أوستن يوم السبت. أدت هذه التهديدات إلى إخلاءٍ قصيرٍ لمبنى الكابيتول في تكساس.
بدوره، هدد الرئيس دونالد ترامب باستخدام “قوة كبيرة للغاية” ضد المتظاهرين خلال العرض العسكري.
تظاهر نحو 14 ألف شخص في فيلادلفيا، مرددين شعارات مثل “هكذا تبدو الديمقراطية” و”ترامب، ارحل”. وحمل بعضهم أعلامًا أمريكية ولافتات تُشبّه الوضع الحالي في الولايات المتحدة بألمانيا النازية، بينما شبّه آخرون ترامب بـ”المسيح الدجال”، وفقًا لروسيا اليوم.
في فلوريدا، اقترب المتظاهرون من منتجع مار-إيه-لاغو المملوك لترامب في بالم بيتش. وتجمع نحو 500 شخص في وسط مانهاتن، نيويورك، وأغلقوا بعض الشوارع وتسببوا في اختناقات مرورية. حمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها “لا ملوك، لا ديكتاتوريين”، بينما انتقد البعض العرض العسكري في العاصمة.
وقال منظمو احتجاجات “لا للملوك” إن المظاهرات كانت “ردا مباشرا على العرض العسكري المبالغ فيه الذي أقامه ترامب، والذي تم تمويله من أموال دافعي الضرائب، في حين قيل لملايين الأشخاص إنه لا يوجد مال”.
وانتقد بعض السياسيين والقادة العسكريين السابقين العرض العسكري، ووصفوه بأنه “مشروع باهظ التكلفة”، حيث قدرت تكلفته، بحسب الجيش الأميركي، بما يتراوح بين 25 و45 مليون دولار.
————-
