كيف تتابع الأخبار دون أن تستهلكك؟ دليلك لحماية صحتك النفسية في زمن الأزمات

منذ 9 ساعات
كيف تتابع الأخبار دون أن تستهلكك؟ دليلك لحماية صحتك النفسية في زمن الأزمات

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، أصبح متابعة الأخبار روتينًا يوميًا لملايين الناس حول العالم. هذا التدفق المستمر للمعلومات عبر الشاشات والمنصات الرقمية جعل الأخبار، وخاصة السلبية منها، مصدرًا كبيرًا للتوتر والقلق.

لم تعد المشكلة تكمن في الحدث نفسه فحسب، بل في كيفية إدراكه ومواجهته مرارًا وتكرارًا. كيف يُمكن للناس أن يدركوا ما يحدث دون أن يُصابوا بالإرهاق النفسي؟ هل يُمكن تحقيق التوازن بين الوعي والانضباط الذاتي؟ يحاول التقرير التالي الإجابة على هذا السؤال.

الآثار النفسية لمتابعة الأخبار: عندما تؤدي القراءة إلى الإرهاق

وقد أفاد العديد من المتخصصين في الصحة العقلية أن المراقبة المفرطة للأخبار، وخاصة تلك المتعلقة بالحروب أو الكوارث أو الأزمات الإنسانية، يمكن أن تؤدي إلى:

القلق المزمن

اضطرابات النوم

الإرهاق العاطفي

المسافة العاطفية

أشعر بالعجز أو عدم الأمان

وتشير بعض منصات الصحة العقلية، مثل Psychology Today، أيضًا إلى وجود صلة بين التعرض المكثف لأخبار الكوارث وزيادة خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب أو أعراض مشابهة لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، حتى لو لم يكن الشخص متورطًا في الحدث أو يعيش في المنطقة المتضررة.

دور وسائل التواصل الاجتماعي: معلومات بلا مرشحات

في الماضي كنا نشاهد الأخبار على التلفاز أو في الصحيفة في أوقات معينة من اليوم، أما اليوم فنشاهدها حتى أثناء تناول الطعام.

لقد أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى انتشار المعلومات بسرعة، وبشكل متكرر، وغالبًا دون سياق واضح أو تقارير صحفية دقيقة. وتُفاقم الصور والفيديوهات الصادمة والتعليقات المتطرفة والشائعات المنتشرة الضغط النفسي.

في كثير من الحالات، لا يدرك الشخص المصاب الضغوط النفسية التي يعاني منها إلا في وقت لاحق عندما تظهر أعراض مثل القلق المفاجئ أو التهيج أو العزلة.

“إرهاق الأخبار”: ظاهرة متنامية في جميع أنحاء العالم

يتزايد الحديث عن ظاهرة “إرهاق الأخبار” في الأوساط النفسية والإعلامية. وهو مرض نفسي ناتج عن التعرض المكثف والمطول للأخبار، وخاصةً المحتوى السلبي أو الصادم. ومن أبرز أعراضه الإرهاق النفسي والضيق النفسي، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للاهتمام بالأحداث أو تجنب الأخبار كوسيلة لحماية النفس من الضغط النفسي المستمر.

وأظهر تقرير نشره معهد رويترز لدراسة الصحافة في فبراير/شباط الماضي أن نسبة متزايدة من الناس يبتعدون عن الأخبار بوعي بسبب الآثار النفسية السلبية لها، خاصة منذ جائحة كوفيد-19 وفي ظل عودة ظهور الأزمات مثل الحروب والصراعات الإقليمية.

كيف يُمكن التوفيق بين المراقبة والصحة النفسية؟ نصائح عملية من خبراء.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ومايو كلينيك، يمكن للأفراد حماية أنفسهم من تأثيرات الأخبار دون عزل أنفسهم عنها تمامًا من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة:

حدد وقتًا محددًا لمتابعة الأخبار لا تتابع الأخبار كل ساعة. بدلًا من ذلك، خصص أوقاتًا منتظمة على مدار اليوم، ويفضل ألا تكون قبل النوم مباشرةً. غالبًا ما يكفي خبران أو ثلاثة أخبار يوميًا.

اختر المصادر الموثوقة فقط. تجنب الأخبار العشوائية على منصات التواصل الاجتماعي، وركز على المنصات المعروفة التي تنقل الأخبار بدقة وتقدم تحليلات تضع الأمور في سياقها.

كتم الرسائل غير المرغوب فيها أو المحتوى المكرر على Facebook أو Instagram أو X (المعروف سابقًا باسم Twitter)، يمكنك كتم الكلمات الرئيسية أو الحسابات التي تنشر الكثير من الصور العنيفة أو الشائعات.

ممارسة الهوايات المضادة للتوتر وازن كل ساعة تقضيها في مشاهدة الأخبار مع ساعة من الأنشطة المريحة: ممارسة التمارين الخفيفة، أو الكتابة، أو الرسم، أو حتى مشاهدة محتوى إيجابي.

تحدث عن ما يزعجك. كبت المخاوف يزيد من تأثيرها. إذا شعرتَ بتأثرٍ بخبرٍ معين، فتحدث إلى صديق، أو اكتب عنه، أو شارك مخاوفك مع متخصص.

اعرف الفرق بين الاهتمام والإرهاق اهتمامك بالشأن العام لا يعني إرهاق نفسك. الوعي لا يُقاس بالألم، بل بفهم الواقع دون تدمير نفسك. لستَ مُضطرًا لتحمل آلام العالم وحدك. يمكنك التعاطف والمساهمة من منظورك الخاص دون التضحية بسلامتك العقلية.


شارك