هل يتراجع الجنيه أما الدولار بسبب الصراع الإيراني الإسرائيلي؟.. محللون يجيبون

انخفض سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار بنحو 80 قرشًا في تعاملات اليوم، ليصل إلى 50.56 جنيهًا للشراء و50.66 جنيهًا للبيع، مقابل 49.72 جنيهًا للشراء و49.82 جنيهًا للبيع في نهاية تعاملات الخميس الماضي. وهو أعلى مستوى له منذ أبريل/نيسان من العام الماضي.
يرى محللون استطلعت “الشروق” آراءهم أن عودة الدولار فوق مستوى 50 جنيهًا مصريًا كانت متوقعة، لا سيما في ظل الضغط على موارد الدولار المصري نتيجة تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي في المنطقة. سيؤثر ذلك على الاستثمار الأجنبي في السندات الحكومية، مع تأثير الصراع على قناة السويس والسياحة.
قال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث في عرب أونلاين، إن عودة الدولار فوق مستوى 50 جنيهًا كانت متوقعة، إذ تواجه موارد مصر الدولارية ضغوطًا، لا سيما السياحة وقناة السويس، اللتين ستتأثران بالأزمة الأخيرة. وقد أدى ذلك إلى تأجيل بعض الاستثمارات المباشرة. وأضاف شفيع لـ”الشروق” أن زيادة واردات الغاز ضغطت أيضًا على سعر الصرف. وأوضح أن وصول الجنيه إلى 55 جنيهًا أمرٌ مستبعد في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بسرعة. ويُجبر استمرار حالة عدم اليقين المستثمرين الأجانب على التخلي عن استثماراتهم في سندات الدين.
يعتقد شفيع أن مخاوف انسحاب المستثمرين الأجانب قد تدفع البنك المركزي إلى إصدار سندات جديدة بفوائد أعلى. إلا أن هذا يعتمد على مستوى طلب المستثمرين.
ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماعات المقبلة، وهو الاتجاه الذي ستتبعه معظم البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم.
طرح البنك المركزي سندات خزانة لأجل ستة أشهر يوم الخميس الماضي بعائد بلغ 27.48%، مقارنةً بـ 27.37% في المزاد السابق. كما ارتفع متوسط العائد على السندات لأجل عام واحد إلى 25.22%، مقارنةً بـ 25.12%.
وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بواقع 3.25% إجمالاً في الاجتماعيين الأخيرين، بحيث أصبحت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض الآن عند 24% و25% على التوالي.
في أحدث بيان له في مايو/أيار عقب خفض سعر الفائدة بنسبة 1%، صرّح البنك المركزي بأنه على الرغم من تراجع الضغوط التضخمية، لا تزال هناك مخاطر ارتفاع التضخم، بما في ذلك تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار الاضطرابات في سياسة التجارة العالمية. ويشير هذا إلى أن البنك المركزي سيتوخى الحذر في قراراته المستقبلية بشأن أسعار الفائدة.
حسّن صندوق النقد الدولي توقعاته لسعر الصرف في نهاية أبريل، متوقعًا ارتفاع الجنيه إلى 49.60 جنيهًا مصريًا، مقارنةً بتوقعاته السابقة البالغة 50.60 جنيهًا مصريًا. كما خفض توقعاته لسعر الصرف للسنة المالية المقبلة إلى 52.26 جنيهًا مصريًا للدولار، مقارنةً بـ 54.89 جنيهًا مصريًا.
ويرى محمد عبد الحكيم، رئيس الأبحاث في أوستيل للأوراق المالية، أن ارتفاعات أخرى في الأسعار قد تحدث، لكن هذا يعتمد على مدى المخاطر الناجمة عن التوترات الحالية في المنطقة.
صرح عبد الحكيم لصحيفة الشروق أن تدفقات النقد الأجنبي من مصادر مختلفة ستتأثر، مما قد يدفع البنك المركزي إلى إصدار أذون خزانة بفوائد أعلى. كما توقع تأجيل خطط خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة.
وكانت الشروق قد علمت من مصادر مصرفية أن حصيلة عمليات شراء وبيع الدولار بين البنوك عبر سوق الإنتربنك الأسبوع الماضي بلغت نحو 1.2 مليار دولار.
وبحسب مصادر، ارتفعت إيرادات الإنتربنك إلى 600 مليون دولار الخميس الماضي، مقارنة بـ350 مليون دولار في اليوم السابق، وذلك بسبب التداعيات الجيوسياسية التي أدت إلى تدفقات محدودة للديون السيادية إلى الخارج.
ويشكل الاستثمار الأجنبي غير المباشر في أذون وسندات الخزانة المحلية مصدراً للعملة الأجنبية للبلاد، إلا أن المخاطر المرتبطة به تزداد في حال حدوث تغيير مفاجئ في أسعار الصرف.