مصر تستهدف 166 مليار جنيه استثمارات للصناعات التحويلية فى 2025-2026

خطة حكومية لإعادة هيكلة الصناعة المصرية ونقلها إلى المناطق الواعدة.
تعتزم الحكومة تخصيص استثمارات تُقدر بنحو 166 مليار جنيه مصري لقطاع الصناعات التحويلية غير النفطية خلال الفترة 2025-2026. ويمثل هذا زيادة بنسبة 76.5% عن الاستثمارات الفعلية للفترة 2024-2025، والتي بلغت 94 مليار جنيه مصري، وفقًا لوثيقة حكومية.
وبحسب الوثيقة التي حصلت عليها صحيفة الشروق للأعمال والتمويل، تولي الحكومة أهمية بالغة لزيادة الاستثمار الصناعي. وتشير إلى أن الصناعات التحويلية غير النفطية تُقدر بنسبة 65.6% من إجمالي الاستثمارات في القطاع، بينما تُمثل صناعة النفط النسبة المتبقية البالغة 34.4%.
في السنة المالية 2025/2026، تخطط الحكومة أيضًا لتنمية الموارد البشرية وتحسين جودة المنتجات الصناعية المصرية. ويتحقق ذلك من خلال تحسين المهارات المهنية للمتدربين، ومواصلة تطوير نظام التعليم الفني الجامعي ونتائجه في توفير العمالة الماهرة، وتوسيع المدارس المهنية ومراكز التدريب المهني، ورفع كفاءة معاهد التدريب الصناعي ومراكز التدريب المتخصصة. كما سيتم تحسين جودة المنتجات من خلال تحديث مراكز معلومات وزارة الصناعة، واستكمال نظام توحيد مواصفات الجودة، وتجديد مختبرات ومباني مركز مراقبة الجودة، وتوسيع الدعم الفني للمنشآت الحرفية والصناعية.
وفقًا للوثيقة، ستواصل الحكومة إعادة هيكلة الصناعة المصرية وتوسيع صناعات النسيج والجلود والأخشاب، مع إيلاء اهتمام خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تُغذي الصناعات الكبيرة. ويشمل ذلك إعادة توزيع المشهد الصناعي وتمركز الصناعات في المدن الجديدة والمناطق الاقتصادية الخاصة، مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمناطق الصناعية المؤهلة (الكويز). كما ستستفيد من إمكانات المناطق الواعدة في صعيد مصر، والوادي الجديد، والساحل الشمالي الغربي، وسيناء، لسد الفجوة التنموية بين المناطق.
وستركز مصر على تطوير القدرة التصديرية لصناعتها الوطنية من خلال زيادة القدرة التنافسية الدولية، والاندماج في سلاسل التوريد العالمية، وجذب الشركات الكبرى لوضع استثماراتها في مصر، ودعم جهود التصدير، وخاصة في مجال المنتجات عالية التقنية، بحسب الوثيقة.
في السنوات الأخيرة، عانى القطاع الصناعي من ارتفاع أسعار السوق العالمية، وارتفاع التضخم، وانقطاعات سلسلة التوريد بسبب تأثير جائحة فيروس كورونا، والحرب الروسية في أوكرانيا، ومؤخرا الحرب في غزة والهجمات في البحر الأحمر، مما أدى إلى تحويل العديد من السفن التي تحمل السلع المصنعة والمواد الخام.
في نهاية ديسمبر 2024، أطلقت الحكومة حزمة من المبادرات لدعم المنشآت الصناعية، ومعالجة التحديات التي تواجه شركات التصنيع، وإيجاد حلول جذرية وسريعة لمشاكل القطاع. وحُدد سعر الفائدة عند 15% سنويًا لمدة خمس سنوات من تاريخ بدء المبادرة. ويُمنح خصم إضافي بنسبة 1% في حال زيادة القيمة المضافة المحلية بنسبة تتراوح بين 7% و10% مقارنة بالعام السابق، وخصم إضافي بنسبة 1.5% في حال زيادة القيمة المضافة المحلية بأكثر من 10%، وخصم إضافي بنسبة 2% للمنشآت الصناعية حديثة التأسيس.
ويبلغ إجمالي خيارات التمويل المتاحة في إطار المبادرة 30 مليار جنيه، بحد أقصى 75 مليون جنيه لتمويل العميل الواحد و100 مليون جنيه للأطراف ذات الصلة.
تستهدف المبادرة، التي بدأ تطبيقها في مارس الماضي، قطاعات الأدوية والأغذية والهندسة الميكانيكية والكيماويات والملابس والمنسوجات والتعدين ومواد البناء. وستغطي الحكومة فرق سعر الفائدة لزيادة الطاقة الإنتاجية وتحفيز النمو الاقتصادي.
دعا رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الصناعة إلى تعزيز الصناعة المصرية، فهذا هو الشغل الشاغل للحكومة. وأوضح أن نسبة الإنتاج المحلي الحالية، التي تتراوح بين 40% و50%، لا ترقى إلى المستوى المطلوب. ولتوطين الصناعات الرئيسية، من الضروري أن تكون جميع الصناعات الموردة متواجدة في محيطها لتحقيق نسبة إنتاج محلي تتراوح بين 70% و80%.