ما مصير “الأموال الساخنة” بمصر وسط تفاقم الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

مع تصاعد التوترات في الحرب بين إيران وإسرائيل بوتيرة غير مسبوقة، مما يؤثر سلبا على المنطقة، تتزايد المخاوف بشأن استمرار الاستثمار الأجنبي في سندات الخزانة المحلية والسندات (الأموال الساخنة) في الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، والتأثير المرتبط بذلك على استقرار سعر صرف الجنيه المصري.
في تحرك متوقع، ارتفع الدولار بنحو 40 قرشا أمام الجنيه المصري خلال تعاملات اليوم الخميس، للمرة الأولى منذ شهر ونصف، قبل أن يتخلى عن مكاسبه في نهاية التعاملات، مع انسحاب المستثمرين الأجانب جزئيا من أذون وسندات الخزانة المقومة بالعملة المحلية، وسط حالة من عدم اليقين الإقليمي، بحسب ما قاله مصرفيون لموقع ايجي برس.
ارتفع سعر صرف الجنيه المصري إلى 49.83 جنيهًا مصريًا للدولار في نهاية تعاملات اليوم الخميس، وفقًا لبيانات البنك المركزي، مُقارنةً بـ 49.54 جنيهًا مصريًا للدولار في اليوم السابق. ويتماشى هذا مع متوسط سعر الصرف بين البنوك.
وضع ما بين البنوك
أدى الانسحاب الجزئي للمستثمرين الأجانب إلى زيادة الطلب على الدولار في سوق الإنتربنك، وهو سوق بيع وشراء الدولار بين البنوك. وأفاد ثلاثة مصرفيين قابلهم ايجي برس أن الطلب بلغ نحو 640 مليون دولار، بزيادة قدرها 75% عن اليوم السابق.
وجاء خروج بعض الأجانب ردا مباشرا على التقارير التي أفادت بأن إسرائيل شنت هجوما على إيران وأن الولايات المتحدة سحبت بعض مواطنيها من العراق ودول أخرى، قبل أن تشن إسرائيل هجوما على مواقع عسكرية إيرانية في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وترد إيران بهجمات على إسرائيل.
أموال ساخنة
يُطلق على الاستثمار الأجنبي غير المباشر في سندات الدين اسم “الأموال الساخنة” نظرًا لسرعة استنزافها في أوقات الأزمات، وتأثيرها السلبي على أسعار الصرف. وتعتمد شدة هذه الآثار على حجم التدفقات الخارجة وفجوة النقد الأجنبي في البلد.
وفي أوقات الأزمات وعدم اليقين، يفضل المستثمرون الأجانب تحويل بعض استثماراتهم في أذون الخزانة والسندات بالعملة المحلية من الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، إلى ملاذات آمنة مثل الدولار والذهب.
لا قيود على إدارة الدولار
وقال مصرفيون التقاهم ايجي برس، إنه في ظل قوة سوق الصرف الأجنبي بين البنوك، فإن البنوك ستستجيب على الفور لأي طلب على الدولار، سواء لتمويل خروج المستثمرين الأجانب أو للاستيراد دون قيود.
وأوضحوا أن ارتفاع أو انخفاض سعر الدولار خلال الأيام المقبلة سيعتمد على العرض والطلب على العملة، بناء على سعر الصرف المرن للجنيه.
وتعني سياسة سعر الصرف المرنة التي تنتهجها مصر منذ إعلان عودتها إلى التحرير في مارس/آذار 2024 أن سعر صرف الجنيه مقابل الدولار يتحدد وفقا للعرض والطلب على العملة، دون تدخل من البنك المركزي.
إذا زاد الطلب على الدولار، ازداد الضغط على الجنيه، مما يؤدي إلى انخفاض قيمته. أما إذا زاد المعروض منه، فإن قيمته ترتفع مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى.
ولجأ البنك المركزي إلى تحرير سعر الصرف للقضاء على السوق السوداء لتداول النقد الأجنبي، وسد فجوة النقد الأجنبي، وسد قرض صندوق النقد الدولي الذي زاده من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار.
واستقطبت مصر نحو 25 مليار دولار من الأموال الساخنة، ليصل إجمالي حيازاتها إلى 38 مليار دولار بنهاية مارس/آذار، بحسب بيانات البنك المركزي.