بعد الضربات الإسرائيلية.. ما مدى خطورة التسرب الإشعاعي من المنشآت النووية الإيرانية؟

قلل الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، من احتمال حدوث تسرب إشعاعي خطير بعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي المنشآت النووية الإيرانية منذ فجر الجمعة.وقال في لقاء مع برنامج “على مسؤوليتي” المذاع على قناة صدى البلد: “عندما نتحدث عن اصطدامات شديدة أو تسربات إشعاعية نتيجة هذه الاصطدامات، يجب أن ننسى تماما ما حدث في تشيرنوبيل أو في أي حادث آخر”.وأوضح أن هذه المنشآت تعمل باليورانيوم المخصب إلى مستوى إشعاعي “منخفض”، ويُعتبر مادة غير شديدة الإشعاع. ووصف الإشعاع بأنه “ضعيف وعادي”، مضيفًا: “عادةً ما أحمله بين يدي؛ إنه ليس خطيرًا على الإطلاق”.وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران أكدتا عدم وجود أي تسريبات قبل أن تعلن إسرائيل ضربها للمفاعل التجريبي الصغير السطحي باليورانيوم منخفض التخصيب.وأضاف أن مثل هذه الهجمات “ستتسبب بالتأكيد في تسرب، لكنها غير ضارة ولن تسبب الموت أبدا”، مؤكدا أن إشعاع اليورانيوم محدود للغاية.كشف تفاصيل لقائه مع وزير الخارجية الإيراني عراقجي خلال زيارته الأخيرة لمصر، مشيرًا إلى أن إيران “خُدعت عام ٢٠١٥ عندما وافقت على التخلص من كامل مخزونها من اليورانيوم المخصب”. وأوضح أن إيران لم تكن تمتلك يورانيوم عالي التخصيب آنذاك، بل كانت مخصبة بنسبة ٢٠٪ فقط.وأضاف أن إيران وافقت في ذلك الوقت على الحد من تخصيب اليورانيوم إلى 3.6 في المائة، أو ما مجموعه 300 كيلوغرام، وهي كمية “لا تكفي لتشغيل نصف وحدة من الوقود النووي في أي مفاعل”.وأضاف أنه بعد ثلاث سنوات من تنفيذ الاتفاق لم يتم رفع العقوبات، بل تم فرض عقوبات أميركية وأوروبية على الاتفاق.وأشار إلى أن إيران بدأت بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بكميات كبيرة، ولم تلتزم بالاتفاق النووي منذ عام ٢٠١٩. وأوضح أن الكميات زادت بشكل ملحوظ. ومنذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تنتج إيران خمسة كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب (٦٠٪) شهريًا.منذ فجر الجمعة، شنّت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على إيران بأكثر من 200 طائرة مقاتلة، تحت مسمى “عملية الأسد الصاعد”. خلال الهجوم، قصفت إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية في مناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “إن هدف هذا الهجوم غير المسبوق هو استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية والعديد من القدرات العسكرية”.
قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير إيرفاني، الجمعة، إن الهجمات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 78 شخصا، بينهم قادة عسكريون كبار، وإصابة أكثر من 320 آخرين.