إجراءات احترازية في دول عربية بعد العدوان الإسرائيلي على إيران

وتشمل هذه المطالب تعليق حركة الطيران، والمطالبة بالانسحاب من مناطق التوتر، وإغلاق المناطق الحدودية، وحظر التظاهرات، وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن.
اتخذت الدول العربية، الجمعة، إجراءات احترازية عقب العدوان الإسرائيلي على إيران. تراوحت الإجراءات، التي رصدتها وكالة أنباء الأناضول، بين تعليق حركة الطيران والدعوة لإخلاء المناطق المتوترة، وإغلاق المناطق الحدودية، ومنع المسيرات الاحتجاجية، وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي. جاء ذلك عقب شن إسرائيل هجومًا واسع النطاق على إيران فجر الجمعة، أُطلق عليه اسم “عملية الأسد الصاعد”. وخلال الهجوم، قصفت إسرائيل أهدافًا نووية في مناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين وأكاديميين.
** دعوة السكان إلى مغادرة مناطق التوتر
في بيان صدر مساء الجمعة، حثت وزارة الخارجية العمانية المواطنين المتواجدين في المناطق المتوترة على ضمان سلامتهم ومغادرتها حالما تسمح الظروف بذلك. كما حثت المواطنين الذين يعتزمون السفر إلى هذه الدول (لم تُسمَّ) على تأجيل سفرهم في الوقت الحالي.
** تعليق مؤقت لحركة الطيران
أعلنت وزارة النقل العراقية في بيان لها يوم الجمعة تعليق حركة الملاحة الجوية في جميع مطارات العراق بشكل كامل، مع استمرار إغلاق الأجواء العراقية مؤقتًا حتى إشعار آخر، حرصًا على سلامة المسافرين. وعزت الوزارة هذا القرار إلى “التوترات الإقليمية”. وقررت سلطة الطيران المدني الأردنية في بيان لها إغلاق أجواء المملكة مؤقتا، تحسبا لتصعيد في المنطقة. أعلنت المؤسسة العامة للطيران المدني في سورية، فجر اليوم الجمعة، إغلاق الأجواء في سورية بشكل مؤقت، بسبب التطورات الإقليمية الراهنة إثر العدوان الإسرائيلي على إيران، بحسب تصريح لرئيس المؤسسة شهد الصليبي، نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا). وأكد الصليبي أن “هذا يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية التي نتخذها لضمان سلامة الطيران المدني في ظل التطورات الإقليمية الراهنة”. وأعلنت الخطوط الجوية السورية اليوم تعليق جميع رحلاتها مؤقتا من وإلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بسبب إغلاق الأجواء السورية والأردنية والعراقية بسبب التوترات المستمرة في المنطقة، بحسب سانا. وقالت شركة الطيران إنها “تراقب الوضع المتطور بشكل مستمر وستعلن عن أي تطورات جديدة تتعلق باستئناف الرحلات الجوية بمجرد توفرها”. وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أفادت وكالة سانا أن بقايا صاروخين إيرانيين سقطتا في ريف محافظة درعا (جنوب) أثناء عبورهما الأجواء السورية، دون أن تسببا أضرارا بالأرواح أو الممتلكات.
**إغلاق الحدود
أغلقت الأردن معبر جسر الملك حسين (جسر اللنبي من الجانب الإسرائيلي) الحدودي مع الضفة الغربية المحتلة أمام حركة المرور يوم الجمعة. واتخذت تل أبيب إجراءً مماثلاً، وفقًا لبيان صادر عن مديرية الأمن العام. ودعا البيان مستخدمي الجسر إلى “الامتناع عن دخول المنطقة حتى يتم الإعلان عن إعادة فتحها أمام حركة المرور، وذلك توفيرا للوقت والجهد”، بحسب البيان نفسه.
**مسيرات الاعتراض
وقال الجيش الأردني في بيان إنه اعترض عددا من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت أجوائه وسط موجة من التوتر تزامنا مع العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على إيران. وفي حين لم يحدد الجيش مصدر الصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أنه أكد أنه لن يسمح تحت أي ظرف من الظروف بانتهاك مجاله الجوي أو تحويله إلى ساحة معركة. وقال إن “عملية الاعتراض جاءت ردا على تقديرات عسكرية تشير إلى أن الصواريخ ستصيب حتما الأراضي الوطنية، بما في ذلك المناطق المأهولة بالسكان، مما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا”. وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الأردني، الجمعة، أن سلاح الجو الملكي الأردني نفذ غارات جوية مكثفة على طول الحدود بهدف “مراقبة الأجواء ورصد محاولات التسلل من أي جهة، حفاظاً على سيادة المملكة وأمن مواطنيها”.
** شكوى إلى مجلس الأمن
وأعلن العراق في بيان لوزارة خارجيته، الجمعة، أنه سيقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد “انتهاك الكيان الصهيوني لمجاله الجوي واستخدامه لتنفيذ هجمات عسكرية في المنطقة”. ودعا مجلس الأمن إلى “تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية واستخدام صلاحياته لردع الكيان الصهيوني ومنعه من تكرار مثل هذه الانتهاكات، وضمان احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، بما يسهم في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة”. فجر الجمعة، شنّت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على إيران بأكثر من 200 طائرة مقاتلة، أُطلق عليه اسم “الأسد الصاعد”. قصفت خلالها منشآت نووية في مناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين وعلماء. وبحسب وكالة أنباء تسنيم الإيرانية (خاصة)، قُتل في الهجوم ستة علماء نوويين، هم: عبد الحميد منوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقيهي، ومطلب زاده، ومحمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي: “إن هدف هذه العملية غير المسبوقة هو مهاجمة البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية والعديد من القدرات العسكرية”. وفي رد فعل على ذلك، هدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ”عقاب شديد” بسبب الهجمات في رسالة إلى شعبه.