الخرسانة والأنفاق العميقة.. لماذا يصعب تدمير المنشآت النووية الإيرانية؟

منذ 2 شهور
الخرسانة والأنفاق العميقة.. لماذا يصعب تدمير المنشآت النووية الإيرانية؟

وقال خبراء عسكريون لشبكة CNN إن إيران أمضت سنوات في تعزيز بنيتها التحتية النووية لمواجهة خطر الضربة العسكرية، مما يجعل الدمار الواسع النطاق أكثر صعوبة.

وأضاف المحلل العسكري في شبكة CNN، سيدريك لايتون: “إن نوع الخرسانة الذي يستخدمه الإيرانيون هو في الواقع خرسانة خاصة شديدة التسليح”. وأشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت القنابل الإسرائيلية قادرة على اختراق هذا النوع من الخرسانة.

وأوضح ليتون أن “الإسرائيليين سيضطرون إلى إطلاق موجة تلو الأخرى من الهجمات”.

وتقع بعض المنشآت تحت الأرض لإبقائها بعيدة عن متناول الأسلحة الإسرائيلية.

على سبيل المثال، تقع محطة فوردو للطاقة النووية على عمق نصف ميل تحت الأرض، كما قال تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن العاصمة.

وأضاف “لا أعتقد أننا رأينا أي دليل في هذه الهجمات على أن الإسرائيليين قادرون فعليا على القيام بذلك”.

وأوضح أليكس بليتساس، المحلل في المجلس الأطلسي، أن المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض متصلة ببعضها عبر أنفاق ذات انحناءات بزاوية 90 درجة، وهو ما يزيد الأمور تعقيداً.

وأضاف أن “الصواريخ المجنحة لا تستطيع الدوران بزاوية 90 درجة… وبالتالي فإن الخيارات محدودة”.

فجر الجمعة، شنّت إسرائيل هجومًا على إيران. أُطلق على العملية اسم “الأسد الصاعد”. أُعلنت حالة الطوارئ، وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أوامر بوقف جميع الأنشطة. أُخلي مطار بن غوريون، وأُلغيت جميع الرحلات الجوية، وأُغلق المجال الجوي حتى إشعار آخر.

أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية باغتيال قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، والعلماء النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي ترنجي، وغلام علي رشيد، قائد المقر العسكري للحرس الثوري في خاتم الأنبياء، وعبد الحميد منوشهر، رئيس كلية الهندسة النووية في جامعة بهشتي. كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز باغتيال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني.

نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني قوله إن الهجوم الأولي استهدف أهدافًا للدفاع الجوي وصواريخ أرض-أرض، واغتال مسؤولين إيرانيين كبارًا وعلماء نوويين. وذكرت رويترز أن هناك احتمالًا كبيرًا بمقتل جميع أعضاء هيئة الأركان العامة الإيرانية.

وسُمع دوي انفجارات في أنحاء إيران وفي العاصمة طهران، وأفادت السلطات الإيرانية بسقوط قتلى وجرحى في عدة مناطق نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

في وقت سابق، أغلقت إيران مجالها الجوي حتى إشعار آخر، بينما أعلنت تل أبيب حالة الطوارئ تحسبًا لرد إيراني. ووفقًا لموقع قناة الشرق الإخبارية السعودية، يتوقع المسؤولون الإسرائيليون هذا الرد “خلال ساعات”.

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الإسرائيليين قد يضطرون لقضاء فترة طويلة في الملاجئ الطارئة في ظل الرد الإيراني المتوقع على الهجمات في تل أبيب.

وأضاف نتنياهو في مقطع فيديو نشره مكتبه، أن الهجمات الإسرائيلية كانت تستهدف ساسة إيرانيين رفيعي المستوى.

ووصف نتنياهو هجمات تل أبيب على إيران بأنها “ضربة افتتاحية ناجحة للغاية”، وأضاف أن “إسرائيل ستحقق الكثير من النجاحات”.


شارك