جنى أرباح وأحداث جيوسياسية تتسببان في نزيف خسائر لبورصة مصر

وأرجع خبراء أسواق المال الذين تحدثوا لايجي برس، تراجع مؤشرات البورصة إلى عملية التصحيح وجني الأرباح التي تزامنت مع الأحداث الجيوسياسية وتصاعد التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ما دفع المستثمرين إلى البيع وإغلاق مراكزهم.
وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “إيجي إكس 30” بنسبة 1.29% إلى 32511 نقطة، كما انخفض مؤشر “إيجي إكس 70” للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 2.63%، وانخفض مؤشر “إيجي إكس 100” الأوسع نطاقا بنسبة 2.31%.
وسجل رأس المال السوقي خسائر تصل إلى 36 مليار جنيه بنهاية الجلسة، ليغلق عند 2.296 تريليون جنيه، مقابل 2.332 تريليون جنيه سعر الافتتاح في بداية جلسة اليوم.
في حديثها لموقع ايجي برس، عزت خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، تراجع مؤشرات البورصة خلال جلسة اليوم إلى تأثرها بالتطورات الجيوسياسية في المنطقة، لا سيما التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، وانسحاب بعض الأمريكيين من دول الخليج. وقد أثرت هذه التطورات سلبًا على سوق الأسهم، ما دفعها إلى التحول من مسار صاعد إلى مسار هابط.
وأوضحت أن السوق شهد ثلاث جلسات تداول فقط هذا الأسبوع، نظرًا لعطلة عيد الأضحى المبارك، حيث كان يومي الأحد والاثنين عطلة رسمية. وكان أبرزها جلسة أمس، التي وصفتها بالجيدة. وأغلقت المؤشرات على مكاسب ملحوظة، حيث وصل المؤشر الرئيسي للسوق إلى مستوى قوي يقارب 33 ألف نقطة.
وأضافت رمسيس أن هذا الأداء القوي يُشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي، لا سيما في ظل الأخبار الإيجابية بإلغاء ضريبة أرباح رأس المال واستبدالها بضريبة الدمغة، والتي كان لها أثر إيجابي كبير على معنويات المستثمرين. وأشارت إلى أن مؤشرات الأسهم سجلت أمس أعلى مستوياتها في خمسة أشهر.
وأوضح رمسيس أن ضعف أداء البورصة اليوم يرجع إلى المخاوف من مواجهة مباشرة محتملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما يلقي بظلاله على السوق.
وتوقعت أن يساعد هدوء الوضع العالمي السوق على العودة إلى اتجاه تصاعدي، وأن يتمكن المؤشر الرئيسي من كسر أعلى مستوى تاريخي له عند 34 ألف نقطة، والذي وصل إليه في مارس/آذار 2024.
أكد رمسيس أن السوق قد يصل إلى أهداف جديدة للمؤشر الرئيسي بعد إقرار ضريبة الدمغة. وأشار إلى أن المتداولين يطالبون بحد أدنى لضريبة الدمغة، مما سيساهم في تنشيط السوق، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف التداول نتيجة مخاطر تقلب الأسعار وتأثير الأحداث السياسية والاقتصادية.
وأضافت أنه من المتوقع أن تتراوح ضريبة الدمغة بين ٠.٢٥ و١.٢٥ جنيه لكل ألف معاملة. ويتطلب الأمر حلاً سريعاً لدعم استقرار السوق وتحفيز الاستثمار.
أرجعت رشا محسوب، خبيرة أسواق المال، التراجع الحاد الذي شهدته البورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة، إلى عملية التصحيح وجني الأرباح، إلى جانب تأثير التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران.
وأوضحت أن السوق المحلية شهدت مؤخراً ارتفاعاً من 29800 نقطة – وصلت إليها في مارس الماضي – إلى ما يقارب 33 ألف نقطة، مبررة ذلك بفترة “التنفس” الحالية التي يمر بها السوق استعداداً للتوجه نحو هدف جديد عند 34 ألف نقطة، يليه 35200 نقطة بنهاية الربع الثالث من العام.
وأضافت أن التصحيح تزامن مع الأحداث الجيوسياسية والأعياد، ما دفع المستثمرين إلى تقليص وبيع مراكزهم، خاصة مع وصول المؤشر الرئيسي إلى مستوى قياسي جديد يقارب 33 ألف نقطة.
وأكد محسب أن هذا التراجع طبيعي حيث اختبر السوق مستوى الدعم عند 32300 نقطة.
وحذرت من اختراق مستوى الدعم 32,000 نقطة، مؤكدةً أن ذلك قد يكون بمثابة إشارة تحذيرية وينذر بحالة من عدم اليقين في السوق. إلا أنها أكدت أن التطور الحالي ليس مقلقًا، بل هو تصحيح طبيعي بعد سلسلة من الارتفاعات المتتالية.
وأشارت إلى أن المؤسسات العربية والأجنبية والمحلية ضخت سيولة كبيرة في السوق مؤخرًا، حيث تراوح متوسط السيولة اليومية بين 4 و5 مليارات جنيه مصري. وهذا يعكس تنامي الاهتمام بالسوق المحلية، ويعزز فرص انتعاشها واستمرار زخمها الصعودي خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاً:
7,710 جنيهات ذهب ربح في 5 أشهر
من ربع جرام.. ما هي أحجام وأنواع سبائك الذهب الأكثر أهمية في مصر؟
كيف تم استبدال ضريبة مكاسب رأس المال بضريبة الدمغة على سوق الأوراق المالية؟