البيئة: حلول الطبيعة تجربة مصرية ملهمة لمواجهة تغيّر المناخ والتلوث البلاستيكي بالمتوسط

منذ 1 يوم
البيئة: حلول الطبيعة تجربة مصرية ملهمة لمواجهة تغيّر المناخ والتلوث البلاستيكي بالمتوسط

شاركت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد في الجلسة رفيعة المستوى بعنوان “حلول من أجل بحر متوسط خالٍ من البلاستيك”. هدفت الجلسة إلى تطوير حلول لتتبع التلوث البلاستيكي ومكافحته، وتعزيز التعاون والابتكار الدوليين، والترويج لبحر متوسط أنظف وأكثر صحة. نظّم الجلسة مركز ستيمسون، والمعهد الفرنسي لعلوم وتكنولوجيا البحار (IFREMER)، والوكالة الفرنسية للتحول البيئي (ADEME)، والمفوضية الأوروبية (Blue Mission Med). وجاءت الجلسة في إطار فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3)، الذي عُقد في الفترة من 9 إلى 13 يونيو/حزيران في مدينة نيس الفرنسية.

شارك في الاجتماع أغنيس روناشر، وزيرة التحول البيئي والتنوع البيولوجي والغابات والبحر ومصايد الأسماك الفرنسية؛ وديونيزيا أفجيرينوبولو، مبعوثة رئيس الوزراء اليوناني للشؤون البحرية ورئيسة لجنة البيئة في البرلمان اليوناني؛ وباربرا بومبيلي، السفيرة الفرنسية للبيئة؛ والدكتورة إليزابيتا بالزي، المديرة العامة للمفوضية الأوروبية للبحوث والابتكار؛ وسيلفان واسرمان، الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية للتحول البيئي (ADEME)؛ وفرانسوا هولييه، الرئيس التنفيذي للمعهد الفرنسي للعلوم والتكنولوجيا البحرية (IFREMER)؛ ومونيكا ميدينا، عضو مجلس إدارة مركز ستيمسون ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي السابقة للمحيطات والشؤون البيئية والعلمية الدولية.

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن حجم التلوث البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط كبير، ولكنه ليس التحدي الوحيد. فبالإضافة إلى ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجةً لتغير المناخ، والذي يؤثر مباشرةً على المناطق الساحلية، وخاصةً في جنوب البحر الأبيض المتوسط، توجد ملوثات أخرى. وأوضحت أنه على الرغم من تنوعها، فإن دول البحر الأبيض المتوسط الأربع والعشرين تتجمع حول حوض واحد، مما يخلق روابط ثقافية وحضارية عميقة وشعورًا بالوحدة لا مثيل له في أي منطقة أخرى من العالم. ويمكن الاستفادة من ذلك لمكافحة التلوث البلاستيكي من خلال دفع المفاوضات حول الاتفاق العالمي بشأن البلاستيك وإصدار أول معاهدة دولية للحد من هذا التلوث.

تحدثت وزيرة البيئة عن جهود وحلول مصر، وهي دولة معرضة بشكل خاص لآثار تغير المناخ، حيث تُعد دلتاها من أكثر مناطق الدلتا تضررًا في العالم، وساحلها الشمالي على البحر الأبيض المتوسط. وأشارت إلى أن مصر اعتمدت مفهوم الحلول القائمة على الطبيعة، القائم على استخدام المواد المحلية ودعم المجتمعات المحلية، في عدة محافظات، منها الإسكندرية، لمكافحة آثار تغير المناخ على الشواطئ. واستنادًا إلى هذه التجربة، قدمت نموذجًا عالميًا فريدًا قابلًا للتكرار والتوسع. وأكدت على أهمية تطوير تقنيات مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة لمواجهة تحدي التلوث البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط من خلال تعزيز التعاون بين شمال وجنوب المتوسط.

وأشارت إلى أن مصر راعت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، والنمو السكاني، ومعدلات الفقر عند تطبيق إجراءات الحد من التلوث البلاستيكي. ولذلك، التزمت مصر بإصدار أول قانون لإدارة النفايات عام ٢٠٢٠، والذي يتضمن ضوابط للتعامل مع النفايات البلاستيكية، وخاصةً الأكياس أحادية الاستخدام. وقد تم ذلك بعد مشاورات مع مجلس النواب وبمشاركة أصحاب المصلحة من القطاعين الصناعي والتجاري. كما أجرت مصر دراسة حول تأثير الأكياس البلاستيكية على التنوع البيولوجي في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وأطلقت حملات للحد من استخدامها في الغردقة وشرم الشيخ. وأشارت إلى أن الحكومة المصرية بدأت مؤخرًا في تطبيق مبدأ المسؤولية الممتدة للمنتجين، وذلك بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء قبل شهرين.

أكدت وزيرة البيئة أن مكافحة التلوث البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط تتطلب عدة أولويات. أولها نظام حوكمة واضح وفعال للحد من التلوث. علاوة على ذلك، يجب ممارسة ضغط سياسي لتعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين، بما في ذلك جميع الجهات المعنية المحلية، بما في ذلك المصنّعون والشباب والمجتمع المدني. وأكدت على ضرورة إشراك المرأة في الحد من استخدام الأكياس أحادية الاستخدام، وتوعية الشابات في المدارس والجامعات بهذا التوجه. وأوضحت أن تحقيق هذه الأهداف سيساعد على إحراز تقدم في مجالات أخرى، مثل التمويل وتوفير التكنولوجيا.

تهدف الجلسة إلى تسليط الضوء على شبكة Circe.med، وهي شبكة مرجعية لدول البحر الأبيض المتوسط لتبادل الحلول المبتكرة في مجال الاقتصاد الدائري والاستجابة للأزمات، والتي تركز حاليًا على التلوث البلاستيكي من خلال مشروع محدد يسمى PlasticMed Lab.

تضمنت الجلسة نقاشات مهمة حول سبل استعادة صحة المحيطات والبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى تعزيز العمل المشترك من أجل بحر متوسط خالٍ من التلوث وقوي الصمود. كما شهد اللقاء حوارًا مفتوحًا أتاح للمشاركين طرح الأسئلة وتبادل الآراء والأفكار. واختتمت الجلسة بمناقشة عدد من التوصيات لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة التلوث البلاستيكي في المنطقة.


شارك