المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.. جولة مقررة الأحد وتأهب لخيار عسكري

أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، يوم الخميس، أن الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستُعقد الأحد المقبل في مسقط. جاء ذلك في ظل تصاعد التوترات والتحركات الإقليمية والدولية التي تشير إلى استعدادات عسكرية. وتوج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحه بأن الشرق الأوسط قد يكون “مكانًا خطيرًا”، معلقًا على إجلاء موظفي السفارة والقنصليات الأمريكية في المنطقة.
وكتب البوسعيدي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” : “يسرني أن أؤكد أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستقام في مسقط يوم الأحد 15 يونيو المقبل”.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال مسؤول أميركي إن المبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف سيلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط يوم الأحد لمناقشة رد طهران على الاقتراح الأميركي للتوصل إلى اتفاق نووي.
في تصريحات صحفية يوم الأربعاء، أكد ويتكوف على ضرورة منع إيران من تخصيب اليورانيوم أو تطوير قدراتها النووية، لأن وجود طهران كقوة نووية يُشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. وأضاف: “ترسانة إيران الصاروخية تُشكل التهديد نفسه”.
وأضاف مبعوث الرئيس الأميركي أن “هذا التهديد الإيراني وجودي أيضا للولايات المتحدة ودول الخليج”، مؤكدا أنه “يجب أن نكون عازمين ومتحدين في هذا الهدف لمنع تحقيق طموحات طهران مهما كان الثمن”.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الخميس، أن الوزير بدر عبد العاطي بحث مع ويتكوف آخر مستجدات المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأكد عبد العاطي أهمية استمرار عملية التفاوض الجارية لتجنب التصعيد.
وقالت الوزارة في بيان إن عبد العاطي أكد في اتصال هاتفي مع ويتكوف أن استمرار عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران “يمثل فرصة مهمة لإيجاد التهدئة وتجنب التصعيد ومنع المنطقة من الانجراف إلى مزيد من عدم الاستقرار”.
تحذير أمني
تتزامن تصريحات ويتكوف مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرورة سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط “لأنه قد يكون مكانًا خطيرًا”. وأكد ترامب أن إيران لا يمكنها امتلاك أسلحة نووية، وأن الولايات المتحدة لن تسمح لها بذلك.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في وقت لاحق أنها أمرت بمغادرة موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين من المنطقة بسبب تصاعد التوترات الإقليمية وجددت تحذيرها بشأن السفر إلى العراق إلى المستوى الرابع، أي “عدم السفر”.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران. وأذنت وزارة الخارجية بإجلاء بعض موظفيها من العراق، بينما أعطى البنتاغون الضوء الأخضر لعائلات العسكريين بالانسحاب من عدة قواعد في الشرق الأوسط.
وتأتي هذه الإجراءات الأمنية المشددة في الوقت الذي تتلاشى فيه آمال ترامب في التوصل إلى اتفاق مع إيران من شأنه أن يحد من برنامجها النووي ويمنع مواجهة عسكرية كارثية أخرى في المنطقة.
اتفاقية فاشلة
تُعدّ مسألة تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف محورية بين إيران والولايات المتحدة في المفاوضات النووية بين البلدين، والتي تتوسط فيها سلطنة عُمان. ترى القوى الغربية التخصيب سبيلاً محتملاً لتطوير سلاح نووي، بينما تُصرّ طهران على أن برنامجها النووي مُخصّص للأغراض المدنية فقط.
قدّم وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، مقترحًا أمريكيًا لاتفاق نووي جديد إلى إيران خلال زيارة قصيرة إلى طهران نهاية مايو. وصرح البيت الأبيض آنذاك بأنه “من مصلحة إيران قبول هذا العرض”.
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إن طهران ستقدم قريبا مقترحا جديدا في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان ردا على مقترح أمريكي اعتبرته طهران “غير مقبول”.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن بقائي قوله: “تخصيب اليورانيوم صناعة وطنية تم إنشاؤها بناء على احتياجات طهران من خلال عقود من الخبرة العملية، وليس لأي دولة الحق في التعليق أو الإدلاء ببيان بشأن هذا الحق، وهو أمر معترف به بالكامل في الوثائق الدولية”.
التهديد الإيراني
أكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الخميس، أن القوات البحرية للحرس “مستعدة تماما للرد على أي تهديد وأي سيناريو”، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وأضاف سلامي خلال زيارته للوحدات البحرية والسفن الحربية في مضيق هرمز: “نحن نأخذ الدفاع عن مصالحنا الإقليمية والبحرية على محمل الجد”.
قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، اليوم الأربعاء، إنه في حالة فشل المحادثات النووية واندلع صراع مع الولايات المتحدة، فإن إيران ستهاجم القواعد الأميركية في المنطقة.
وأضاف نصير زاده في مؤتمر صحفي: “يهدد بعض السياسيين في الطرف الآخر بالعمل العسكري إذا لم تُثمر المفاوضات. إذا فُرض علينا صراع، فستكون جميع القواعد الأمريكية تحت سيطرتنا، وسنهاجمها بكل قوتنا في الدول المضيفة”.
جاء التهديد الإيراني قبل أيام قليلة من بدء الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة. منذ 12 أبريل/نيسان، عقد البلدان خمس جولات من المحادثات النووية. ويُعد هذا أكثف اتصال بينهما منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015.