المتحدث باسم اليونيسف فى فلسطين لـ«الشروق»: غزة أسوأ مكان للأطفال فى العالم الآن

منذ 3 شهور
المتحدث باسم اليونيسف فى فلسطين لـ«الشروق»: غزة أسوأ مكان للأطفال فى العالم الآن

– منذ بداية الحرب قُتل أكثر من 16 ألف طفل في قطاع غزة، و50% من السكان هم أطفال يحتاجون إلى الدعم النفسي. تصدت قوات الاحتلال لست محاولات لإخلاء طفل مصاب بالسرطان حتى فقد حياته. – 80% من قطاع غزة مصنف كمنطقة عسكرية أو خاضعة لأوامر الإخلاء، و90% من سكان قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد.

 

صرح المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين، كاظم أبو خلف، بأن 50% من سكان قطاع غزة أطفال، وأنهم جميعًا، دون استثناء، بحاجة ماسة إلى دعم نفسي نتيجةً لآثار الحرب الدائرة. وأكد أن قطاع غزة أصبح أسوأ مكان في العالم بالنسبة للأطفال.

قال أبو خلف في مقابلة مع صحيفة الشروق إن عدد الأيتام في غزة بلغ 41 ألفًا، منهم 2000 طفل فقدوا والديهم، و19 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم (أطفال انفصلت عائلاتهم). غالبًا ما يكونون في منازلهم أو في خيمة مؤقتة، ويذهب الأب بحثًا عن الطعام. يُقصف المنزل، وتُقتل العائلة، ولا يبقى سوى طفل واحد. يأخذ الجيران الطفل إلى أقرب مكان آمن، فينتهي الأمر بالأب في الشمال والطفل في الجنوب، دون أن يعلم أي منهما أن الآخر لا يزال على قيد الحياة.

وأشار إلى أن أكثر من 16 ألف طفل قُتلوا منذ بداية الحرب. وخلال الأشهر العشرين الأخيرة من الحرب، كان متوسط عدد الأطفال الذين يُقتلون يوميًا 27 طفلًا، بينما يُقدر عدد الجرحى بما يتراوح بين 30 ألفًا و34 ألفًا. وهذا لا يشمل القتلى والجرحى من النساء والرجال وغيرهم من المدنيين. وتوفي 60 طفلًا جوعًا، وتجمّد 17 حتى الموت.

وأكد أن 80% من قطاع غزة مُصنّف كمنطقة عسكرية أو خاضع لأوامر إخلاء، وأن البنية التحتية للصحة والتعليم والصرف الصحي مُدمّرة بشكل شبه كامل. وأكد أن الاستجابة الدولية للكارثة في غزة كانت “غير كافية ومخيبة للآمال”، مشيرًا إلى أن قطاع غزة يُسجّل أحد أعلى معدلات المواليد، حيث يبلغ حوالي 136 ولادة يوميًا.

فيما يتعلق بالوضع الصحي في قطاع غزة، أوضح أبو خلف أن هناك 36 مستشفى، منها 18 مستشفى فقط تعمل جزئيًا، بينما البقية خارج الخدمة. وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد الجرحى الذين يحتاجون إلى الإخلاء خارج قطاع غزة لتلقي العلاج. ومع ذلك، فإن عمليات الإخلاء الطبي تقع ضمن اختصاص منظمة الصحة العالمية. ووفقًا لإحصائيات حديثة، يُقدر عدد الحالات التي تحتاج إلى إخلاء طبي بحوالي 10,500 حالة، من بينهم 4,000 طفل. ومنذ 18 مارس، بلغ معدل الإخلاء حالتين يوميًا.

وأوضح أن قوائم الإخلاء الطبي تتطلب موافقة إسرائيلية، قائلاً: “هناك طفل يبلغ من العمر 11 عامًا يُدعى إسلام، يعاني من السرطان. بُذلت ست محاولات لإخلائه طبيًا وإنقاذ حياته، لكنها رُفضت جميعها. لم يكن مصابًا في الحرب، بل كان مجرد مريض سرطان، حتى استشهد”.

فيما يتعلق بتنسيق جهود الإغاثة في قطاع غزة في ظل ظروف الحرب، أكد المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين وجود وكالات الأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف والأونروا، بالإضافة إلى وجود عاملين في مجال الإغاثة الإنسانية من خارج الأمم المتحدة، مثل الصليب الأحمر وغيرها. وأشار إلى أن الأونروا تعمل في قطاع غزة منذ أكثر من 70 عامًا، واليونيسف منذ حوالي 40 عامًا. هذه الخبرة المشتركة تُمكّن من تقاسم المسؤوليات في حالات الحرب والصراع، مما يضمن تقديم مساعدات إنسانية فعّالة، ويجنب الصراعات أو هدر الموارد.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية مسؤولة عن توفير المعدات الطبية وإمدادات الإغاثة وعمليات الإجلاء الطبي. وتُدير الأونروا مراكز صحية تُقدم الرعاية الصحية الأساسية، بينما تُركز اليونيسف على توفير اللقاحات. وتتعاون الأونروا مع الأونروا في مجال التعليم، لكنها تُدير مدارسها الخاصة في قطاع غزة. ومع ذلك، فقد تضررت 95.5% من جميع مدارس قطاع غزة أو دُمرت بالكامل، وتُستخدم البقية كملاجئ للنازحين.

وتابع: “يشمل عملنا في اليونيسف توفير قطع غيار لمحطات تحلية المياه، ومستلزمات الصرف الصحي والنظافة، والتعليم. وخلال الحرب، نعمل على إنشاء ملاجئ طوارئ من خلال نصب خيام كبيرة تتسع لأربعين طفلاً، على سبيل المثال، في أماكن تجمع النازحين، ليتمكن الأطفال من استعادة شعورهم بالحياة الطبيعية. ولكن بمجرد انتقالنا، يصدر أمر إخلاء للمنطقة، ويتعرض عملنا لانتكاسة”.

وأوضح أنه في الثاني من مارس/آذار، أوقف الجانب الإسرائيلي المساعدات بشكل كامل لمدة 78 يومًا، وأننا لاحظنا تفاقمًا في سوء التغذية، كما يتضح من تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر في مايو/أيار الماضي. وأكد التقرير أن 90% من سكان قطاع غزة يعانون من سوء تغذية حاد. وتشير التقديرات إلى أنه بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول 2025، سيعاني 470 ألفًا من سكان القطاع من جوع كارثي (المرحلة الخامسة). وخلال هذه المرحلة، يموت الناس جوعًا.


شارك