ماذا بعد في قضية إعفاء الحريديم من الخدمة بجيش الاحتلال الإسرائيلي؟

أدى الخلاف حول عدد اليهود المتشددين الذين ينبغي أن يخدموا في الجيش الإسرائيلي إلى زعزعة استقرار الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
يُعفى الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية لمعظم الشباب الإسرائيليين. مع ذلك، أمرت المحكمة العليا العام الماضي وزارة الدفاع برفع هذا الإعفاء والبدء في تجنيد طلاب المدارس الدينية.
وقد أصبح هذا الإعفاء، الذي كان قائما منذ عقود، والذي تم إعفاء المزيد والمزيد من الناس منه على مر السنين، قضية مثيرة للجدل في إسرائيل مع استمرار الجيش في شن الحرب في قطاع غزة وعلى جبهات أخرى.
يضم ائتلاف نتنياهو حزبين متشددين يعارضان تجنيد الشباب المتدينين في الجيش، ويطالبان بقانون جديد يُبقي على الوضع الراهن. ووفقًا لرويترز، هدد الحزبان بالتصويت مع أحزاب المعارضة وحل البرلمان إذا لم يتحقق ذلك.
وفيما يلي بعض الحقائق حول النزاع:
* ماذا وراء قرار 2024؟
يعود إعفاء الحريديم إلى الأيام الأولى بعد تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، عندما أعفى الاشتراكي ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء، حوالي 400 طالب من الخدمة العسكرية حتى يتمكنوا من تكريس أنفسهم للدراسات الدينية.
كان بن جوريون يأمل في حماية المعرفة والتقاليد اليهودية بعد أن كادت أن تُمحى أثناء المحرقة.
منذ ذلك الحين، أصبحت الإعفاءات مصدر إزعاج متزايد، إذ يُشكل هذا المجتمع سريع النمو الآن أكثر من 13% من سكان إسرائيل. ونظراً لارتفاع معدل المواليد، من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى حوالي ثلث السكان خلال الأربعين عاماً القادمة.
* كيف أدى هذا إلى الانقسام في المجتمع الإسرائيلي؟
وتستند مقاومة الحريديم للانضمام إلى الجيش إلى شعورهم القوي بالهوية الدينية، وهو شعور يعتقد الزعماء الدينيون أنه قد يضعف من خلال الخدمة العسكرية.
يخدم بعض الرجال الحريديم في الجيش، لكن معظمهم لا يخدمون. يعتقد العديد من الإسرائيليين العلمانيين أن هذا يُفاقم الانقسامات الاجتماعية.
لا يعمل العديد من الرجال الحريديم لكسب المال، بل يعتمدون على التبرعات والإعانات الحكومية وأجور زوجاتهم، اللواتي يعمل الكثير منهن بأجور زهيدة. يعيش اليهود الحريديم عادةً في أحياء ذات أغلبية دينية، ويكرسون حياتهم للدراسة الدينية.
بالنسبة للإسرائيليين المطلوب منهم الخدمة في الجيش والذين تدعم ضرائبهم الحريديم، كانت الإعفاءات الضريبية مصدر استياء لفترة طويلة، وقد تفاقم هذا الاستياء منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يرى كثير من الإسرائيليين أن حرب الجيش ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) معركة وجودية من أجل مستقبل إسرائيل. وقد انضم نحو 300 ألف جندي احتياطي إلى القتال.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن إلغاء الإعفاء العسكري للحريديم يحظى بدعم شعبي واسع النطاق.
* ماذا يحدث الآن؟
تضم حكومة نتنياهو حزبين متشددين: حزب التوراة اليهودية المتحدة (يودجت) وحزب شاس. ويطالب قادتهما الروحيون بمنح شبابهما وضعًا قانونيًا خاصًا.
أعرب بعض أعضاء حزب الليكود بزعامة نتنياهو عن انزعاجهم أو معارضتهم للإعفاء الشامل. ويحاول رئيس الوزراء التوصل إلى حل وسط بشأن قانون جديد يتوافق مع حكم المحكمة العليا.
وتقول الحزبان المتشددان إنهما ستصوتان مع المعارضة لحل البرلمان إذا استمر الجمود.